باسيل للأميركيين: أنا الأفضل لخلافة عون في الرئاسة

وزير الخارجية اللبناني نقل «رسالة رمزية» من طهران إلى واشنطن وسوَّق نفسه وسيطاً محتملاً

نشر في 08-08-2018
آخر تحديث 08-08-2018 | 00:04
علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة في العاصمة الأميركية أن لقاءات وزير الخارجية اللبناني، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، الأسبوع الماضي في واشنطن، تمحورت حول التسويق لنفسه «وريثاً طبيعياً» للرئيس العماد ميشال عون.
قبل وصوله إلى العاصمة الأميركية للمشاركة في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية، الذي عُقد في وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الفائت، كان وزير الخارجية اللبناني، رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، يعرف أن مهمته على هامش المؤتمر صعبة.

وأجرى الوزير "المحنّك" اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أميركيين أبرزهم نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، ونائب وزير الخزانة مارشال بيلنغسليا.

ما تسرب عن اللقاءات تمحور حول نقطة واحدة حاول باسيل تمريرها بأساليب مختلفة وهي التسويق لنفسه رئيساً للجمهورية خلفاً لوالد زوجته الرئيس ميشال عون.

السيد ينتقد احتفال «التيار» بـ «ذكرى 7 آب»

أثار انتقاد النائب جميل السيد إحياء "ذكرى 7 آب"، تاريخ إقدام الأمن على ضرب المتظاهرين المطالبين بخروج الجيش السوري من لبنان عام 2001، موجة من الردود على وسائل التواصل الاجتماعي. وغرد السيد أمس: "7 آب (أغسطس)، دعا العونيون لتظاهرة، فقرر مجلس الأمن المركزي، برئاسة الوزير الياس المر، حفظ الأمن. كُلف الأمن العام مراقبة مداخل بيروت، وكلف الجيش والأمن الداخلي بالأمن بساحة العدلية. حضر المتظاهرون وواجَهتهم مكافحة مخابرات الجيش بعنف وأوقفوا بعضهم علنا بالصوت والصورة لا أكثر ولا أقل".

وتابع: "السوري لم يغادر بسبب 7 أغسطس. ولا بسبب أي معطى لبناني داخلي... مؤامرة اغتيال الحريري كان هدفها إخراج سورية والقضاء على المقاومة والسيطرة على الدولة اللبنانية. أما الحراك العوني فكان منذ البداية من ضمن النهج الاستقلالي الخاص بالعماد عون".

ورد المستشار السابق لرئيس الجمهورية جان عزيز، في "تغريدة"، "اللواء السيد اختلطت عليه الحقائق والتواريخ، تظاهرة العدلية كانت في 9 أغسطس، وكانت تنديدا باعتقال نحو مئتي مناضل من القوى السيادية في 7 أغسطس، بذريعة أن نديم لطيف وتوفيق هندي وإيلي كيروز وحبيب يونس وسلمان سماحة ورفاقهم، كانوا ينفذون انقلابا إسرائيليا، آن الأوان لاعتذار".

بحسب مصادر مطلعة في واشنطن، نقل باسيل للأميركيين رسالة إيرانية شبه رمزية، من دون أن يفصحوا عن مضمونها، وسعى إلى تقديم نفسه وريثاً طبيعياً للعماد عون، باعتباره قيادياً قادراً على التوسط في الحوار بين "حزب الله" وواشنطن وبين هذه الأخيرة وواشنطن، وبدا أنه بهذه الصفة يلتف على التوصيف الأميركي له بأنه حليف لحزب الله مع كل ما يترتب على ذلك من موقف سلبي أميركي حيال حظوظه الرئاسية.

ولفتت المصادر إلى أن باسيل كرر أكثر من مرة أن "حزب الله" غير مهتم بفتح جبهة مع إسرائيل الا في حالات الدفاع عن النفس، مؤكداً أن الحزب يتعاطى بليونة لافتة مع مسألتي ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وتوزيع الحقوق النفطية بين البلدين، كما أنه منفتح على مسألة ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا خلافاً لموقفه السابق الذي كان يتمسك بأن مزارع شبعا أرض سورية محتلة خاضعة لمندرجات القرار الأممي 242 وليس للقرار425 أو ما تلاه من قرارات وصولاً إلى القرار 1701 .

إبراهيم زار زكافي سجنه بطهران

نقلت قناة الـ"بي سي" التلفزيونية اللبنانية، أمس، معلومات مفادها أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قام بزيارة خاصة لإيران، التقى خلالها الموقوف اللبناني نزار زكا في سجنه، حيث اطلع على أوضاعه.

اللافت، بحسب المعطيات المتوفرة في واشنطن، أن باسيل قلل من شأن الخلاف حول تشكيل الحكومة، معتبراً إياه تمريناً على الإدارة التوافقية للنظام السياسي في لبنان في ظل رئاسة جديدة مختلفة عن كل الرئاسات التي سبقت.

وتشير المصادر إلى أن باسيل بدا واثقاً أن هذا المسار سيعزز، في نهاية الأمر، الثقة بين الشركاء اللبنانيين ويؤكد على موقع الرئيس عون وتياره كصلة وصل أمينة بين اللبنانيين قادرة على إدارة الحوار والتعايش بين المكونات المختلفة، من دون أن ينجح بالضرورة في إثارة أي شهية أميركية حيال عرضه.

اللافت أن زيارة باسيل، بمضمونها المسرب لـ "الجريدة"، تزامنت مع مؤشرين، أولهما التعثر اللفظي الذي أصاب الرئيس عون خلال كلمته في احتفال عيد الجيش في 1 الجاري، حين أطلق على دورة تخريج الضباط إسم "فجر القرود" بدل "فجر الجرود"، الأمر الذي جدد التكهنات حول الوضع الصحي للرئيس وانعكاساته السياسية خصوصاً أن باسيل تحدث عن هذا الأمر في العاصمة الأميركية.

أما المؤشر الثاني فهو أن عون نفسه اعتبر أن ثمة من يفتح معركة الرئاسة مبكراً مستطرداً أنهم يفعلون ذلك "لوجود شخص في رأس السبق اسمه جبران باسيل". فبدا الرئيس كمن يفتتح هو معركة الرئاسة ويسمي مرشحاً وهو لم ينجز بعد الثلث الأول من عهده، ما طرح بدوره علامات استفهام إضافية.

ميراي عون: لا وريث للجنرال

نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أمس، عن ميراي عون الهاشم، ابنة ومستشارة رئيس الجمهورية ميشال عون، قولها إنه "لا وريث للجنرال".

عنوان الصحيفة التي تعتبر معارضة لوزير الخارجية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وزوج شانتال الابنة الأخرى للرئيس، لم يثر اعتراضاً علنياً من ميراي، رغم أن كلامها الحرفي في المقابلة اقتصر على أن "الجنرال هو الزعيم الأوحد"، مؤكدة أن "أي أحد بعد ميشال عون لا يستطيع أن يتعاطى مع التيار وفي السياسة كما فعل هو. لكونه المؤسس بامتياز ولا يجيّر لأحد".

back to top