تراجع «الطائفية» يشجع العراقيين والسيستاني على «مزيد من الغضب»

المطالبات بصيغة استثنائية لإدارة الدولة تتصاعد

نشر في 04-08-2018
آخر تحديث 04-08-2018 | 00:11
حشود تتظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (رووداو)
حشود تتظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (رووداو)
للأسبوع الثاني على التوالي، أطلق المرجع الأعلى في النجف إشارة صريحة بدعمه تظاهرات جنوب العراق ذي الأغلبية الشيعية، والتي تتواصل منذ شهر مقتربة من حقول النفط في البصرة، ومهددة مطارات ومنافذ حدودية وموانئ ومواقع استراتيجية، للمطالبة بالتغيير في نمط الإدارة لتقليص الفساد، والدفع بالتنمية المتلكئة، وسط نقص حاد في إمدادات الطاقة والمياه.

وبينما قالت أحزاب شيعية تهيمن على السلطة إن التظاهرات تتعرض لاستغلال من بعثيين ومندسين ومرتبطين بأطراف خارجية، مما أدى إلى ضرب المحتجين واعتقال المئات، فضلاً عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، أشار المرجع الأعلى عبر ممثله في خطبة الجمعة بكربلاء أمس، إلى أن هذه التظاهرات مشروعة، وينبغي تطويرها للضغط على الأحزاب.

ورغم أن النجف تحدثت عن ضرورة أن يكون الغضب الشعبي مُسيطَراً عليه وسلمياً، إقراراً منها بمخاوف من انفلات الأوضاع، فإن المرجعية تحدثت بوضوح نادر عن أن مطالب المتظاهرين لا يمكن تلبيتها إلا بممارسة نوع من «الغضب الإيجابي».

وتمثل هذه أبرز إشارة تشجع المتظاهرين على الاستمرار، وسط انطلاق المفاوضات الأولية لتشكيل حكومة الأحزاب الفائزة في انتخابات مايو الماضي، ورغبة جناح إصلاحي في تشكيل حكومة خبراء غير حزبية تمثل وزارة استثنائية تتعامل مع الوضع الجديد في البلاد، بعد أن انتهت الحرب المكلفة على تنظيم «داعش»، وتراجع مستوى التصادم الطائفي.

ويذكر المراقبون أنه من الصعب على الأحزاب الاستمرار في تخدير الجمهور بخطر الإرهاب أو تخويف الشيعة من السُّنة، وبما أن الأحزاب عاجزة عن هذا التغيير، لأنها أسيرة بيد المعادلات الحزبية ومحاصصات الطوائف منذ برلمان 2005، فإن الجناح المنادي بالإصلاح يدعو إلى القبول بتنازلات لتهدئة الجمهور.

ودعا السيستاني مراراً، مدعوماً من أجنحة دينية وعلمانية معتدلة، إلى إضافة عنصر الخبرة إلى الحكومة الجديدة، والزهد بالمغانم المالية، ودعم نشوء اقتصاد صحيح، لإقناع الجمهور بأن الثورة العنيفة أمر غير ضروري حالياً.

وحسب المراقبين، فإن مسار الاحتجاجات مرشح للتصاعد كلما تقدمت مفاوضات تشكيل الحكومة، ورغم أن الأحزاب لن تقتنع بسهولة بالتنازل عن حصصها في الوزارات والصفقات الضخمة، فإن نفوذ النجف الديني والغضب في جنوب البلاد، يمكن أن يجبرا الطبقة السياسية على القبول بصيغة استثنائية للإدارة، ربما يقودها رئيس الحكومة حيدر العبادي نفسه، إذا نجح في الاستقلال عن حزب الدعوة الذي يحكم البلاد منذ 14 عاماً.

back to top