إيران... سيناريوهات متوقعة

نشر في 28-07-2018
آخر تحديث 28-07-2018 | 00:07
 محمد خلف الجنفاوي لا شك أن التصريحات المتبادلة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران قد سخنت المنطقة التي تنزف أساسا من الحروب الأهلية والصراعات المسلحة التي قضت وما زالت تقضي على البشر قبل الحجر.

والسيناريوهات المتوقعة في هذا الأمر ثلاثة:

1 - تكرار المشهد العراقي، أي دعم معارضة خارجية وإسقاط النظام وتغييره، والعوامل متوافرة وإن اختلفت من حيث قوة وسطوة النظام الداخلية، وحلفاء الخارج في العراق ولبنان واليمن... إلخ، لكن كل هذه العوامل من القوة والدعم التي يتم ترويجها تنتظر أحداثا جدية أميركية في تغيير النظام.

أما الصين حليفة إيران فلن تغامر في المواجهة بسبب مصالحها الهائلة مع أميركا، وروسيا تعلم أن أميركا هي من سمحت لها أن تهيمن على الوضع في الساحة السورية لذلك لن تغامر، أما أوروبا فالميزان التجاري كما هو واضح لمصلحة أميركا ولن تغامر أيضا.

2 - سياسة حافة الهاوية، فتفضل إيران ألا تحدث خسائر لأميركا، وذلك بمواصلة لعبة الشطرنج وسياسة حافة الهاوية، وفي ذلك مكاسب عدة للطرفين، منها أسعار النفط، واستنزاف المنطقة بصفقات سلاح ضخمة.

3 - صفقات الغرف المغلقة، وذلك لتوزيع الأدوار والنفوذ، وفيه أقل الخسائر لجميع الأطراف إن روعيت مصالح الجميع، وهذا صعب جدا لوجود مشاريع متناقضة مع الأيديولوجيا الدينية لإيران وسعيها لفرض الهيمنة سواء بالتهديد المباشر أو التدخل بالشؤون الداخلية للدول.

وفي أغلب السيناريوهات الشعوب هي من تدفع الثمن الباهظ من ثرواتها التي لم توجه للتنمية ولا إلى رفاهية الإنسان، وذلك بسبب شعارات المرحلة ومواجهة الأعداء والدكتاتورية ونشر التجهيل واجترار كوارث الماضي البعيد والقريب.

* "ليس من مصلحة أميركا حل أي مشكلة في العالم إلا بما يعود لمصالحها القومية". (هنري كيسنجر)

back to top