هل يعاد رسم المشهد في القرن الإفريقي؟

نشر في 20-07-2018
آخر تحديث 20-07-2018 | 00:00
No Image Caption
طوت إثيوبيا وإريتريا حقبة من العداء استمرت نحو عقدين من الزمان على خلفية نزاع حدودي اندلع في عام 1998 وقتل فيه عشرات الآلاف.

وأنهى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الاسبوع الماضي زيارة غير مسبوقة إلى إثيوبيا أعاد فيها فتح سفارة بلاده في أديس أبابا، رداً على زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد.

ودشن أفورقي برفقة مضيفه رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد فتح السفارة الإريترية في إثيوبيا التي ظلت مقفلة طوال 20 عاما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين.

وقال المهتم بقضايا القرن الافريقي عبدالمنعم أبوإدريس في حديثه لـ«كونا» إن «محركات داخلية في البلدين تمثلت في وصول تيار تغيير واصلاح للسلطة في أديس أبابا بقيادة ابي احمد فضلا عن تضرر التقراي اقتصاديا وأمنيا بسبب النزاع خلال العقدين الماضيين علاوة على حاجة اثيوبيا لميناء بسبب التكلفة السياسية والاقتصادية بالاعتماد على موانئ في كينيا وجيوبتي والصومال والسودان».

وأشار ابوادريس الى ان ما حفز اريتريا على المصالحة «الأوضاع الاقتصادية عبر الاستفادة من رسوم تأجير الموانئ والعبور والخدمات، فضلا عن حصولها على كهرباء رخيصة من اثيوبيا لاسيما مع نقص إمدادات الطاقة الكهربائية طوال السنوات الأربع الأخيرة، إضافة إلى إغلاق الباب أمام المعارضة في البلدين».

من جانبه، قال المحلل السياسي الاثيوبي أنور ابراهيم في حديثه لـ «كونا» إن البلدين أدركا أن الوضع الراهن حالة «لا حرب ولا سلم» لا يمكن أن تستمر.

ولفت ابراهيم إلى أن المصالحة التاريخية أتت بعد العديد من المحاولات الفاشلة، إلا أن التغيرات التي حدثت في المنطقة والحراك السياسي في البلدين وتقاطعات مصالح دولية وإقليمية حققت هذه الخطوة التاريخية.

ومن ناحيته قال الصحافي والمحلل السياسي الاريتري جمال همد لـ«كونا» إن اثيوبيا تشهد تغييرات كبيرة توجت بوصول ابي احمد للسلطة الذي سعى لإجراء مصالحات داخلية وخارجية واقتصادية، في حين كانت اريتريا في حاجة للخروج من العزلة الدولية والضائقة الاقتصادية فأتت الاستجابة من الطرفين.

ويرى همد أن السلام يحتاج لاصلاحات داخلية خاصة في اريتريا على المستويين السياسي والمؤسسي، مضيفا أن الأوضاع في اثيوبيا ليست مثالية خاصة فيما يخص تحفظات وسخط قادة التقراي.

وقال ان «إقليم تقراي هو بوابة الحرب والسلام حسب الموقع الجغرافي».

ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي الاثيوبي انور ابراهيم انه يرى أن المصالحة الإثيوبية- الاريترية ستعيد رسم منطقة القرن الإفريقي بشكل جذري باعتبار أن التنافس بين البلدين انعكس على الأوضاع في المنطقة، وذلك سيخلق حالة من الاستقرار ويحد من الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من هذه المنطقة.

أما المهتم بالقرن الافريقي ابوادريس فيرى أن مجمل التطورات الاخيرة ستنعكس على الوضع في الإقليم، مضيفا ان «نجاح التطبيع بين إرتريا وإثيوبيا سيقود بالضرورة إلى تحسين الوضع في الصومال مع توقف الحرب عن بعد التي كان يديرها الطرفان على أرضها، كما سيقود إلى تقليل حدة الاستقطاب بين دول المنطقة، لاسيما في ظل الصراع على سد النهضة، كما أن ديناميكيات الصراع في منطقة الخليج العربي ستتأثر حتما بهذه التطورات في ظل السباق الذي كان دائرا لكسب موطئ قدم في منطقة القرن الإفريقي ذات الاهمية الاسترتيجية لممر البحر الأحمر المائي».

وكانت إريتريا تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا بمرفأيها عصب ومصوع قبل أن تعلن استقلالها في عام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991.

وأدى الخلاف حول ترسيم الحدود إلى نشوب حرب بينهما استمرت من 1998 إلى عام 2000 اسفرت عن مقتل 80 ألف شخص قبل أن يتحول النزاع بينهما إلى حرب باردة بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية.

back to top