بوتين: «قوى أميركية» تحاول تقويض قمة هلسنكي

ترامب يُغضب الجبل الأسود... ويتطلع إلى لقاء ثانٍ مع نظيره الروسي

نشر في 20-07-2018
آخر تحديث 20-07-2018 | 00:00
بوتين يستعد لبدء اجتماعه في موسكو مع سفراء بلاده أمس (أ ف ب)
بوتين يستعد لبدء اجتماعه في موسكو مع سفراء بلاده أمس (أ ف ب)
في أول تصريح له عن قمة هلسنكي التي جمعته الاثنين الماضي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وصف الرئيس فلاديمير بوتين القمة بأنها «ناجحة وأدت إلى تحقيق تفاهمات إيجابية»، متهماً في الوقت نفسه قوى في الولايات المتحدة بمحاولة تقويض نجاح قمته الأولى مع ترامب، الذي أعلن بدوره، أمس، أنه يتطلّع بفارغ الصبر لعقد «لقاء ثانٍ» مع بوتين، مؤكداً أن قمتهما في هلسنكي «كلّلت بالنجاح».

وعقد بوتين وترامب قمتهما الأولى في هلسنكي يوم الاثنين، وهو اللقاء الذي أثار عاصفة من الانتقادات في الولايات المتحدة بعدما رفض ترامب تحميل الزعيم الروسي مسؤولية التدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016 قبل أن يتراجع فيما يبدو عن تعليقاته تلك.

وقال بوتين متحدثاً إلى دبلوماسيين روس تجمعوا في موسكو من شتى أنحاء العالم أمس، إن القمة كانت ناجحة في المجمل، لكنه شكا مما وصفها بجهود أميركية «قوية» لتخريبها.

وأضاف: «نرى أن هناك قوى في الولايات المتحدة مستعدة للتضحية من دون اكتراث بالعلاقات الروسية - الأميركية، للتضحية بها من أجل طموحات في معركة سياسية داخلية في الولايات المتحدة».

وأشار إلى أن تلك القوى مستعدة فيما يبدو للتضحية بالوظائف الأميركية وإلحاق الضرر باقتصاد الولايات المتحدة في معركتها السياسية. وأفاد بأن من السذاجة توقع أن تجد مشكلات تراكمت خلال سنوات عدة طريقها إلى الحل في غضون ساعات قليلة. لكنه أضاف أن «مسيرة تحسين العلاقات الثنائية بدأت بالفعل، وروسيا تبقى رغم ذلك منفتحة على تعزيز الاتصالات مع الولايات المتحدة على قاعدة المساواة والمنافع المتبادلة».

من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف، إن المبادرة المقدمة من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، حول استجواب المترجمة التي حضرت اللقاء الثنائي بين بوتين وترامب، يمكن أن تقوض مبدأ الثقة المتبادلة في الدبلوماسية، معتبراً أن «هذه مبادرة لا سابقة لها، فلا يوجد أي شك في أن أصحابها يريدون إثارة مشاكل إضافية للرئيس ترامب».

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي في تغريدة، أمس، إن «القمة مع روسيا حققت نجاحاً كبيراً، لكن بالنسبة إلي عدو الشعب الحقيقي وسائل الأخبار الكاذبة».

وأضاف: «أنتظر بفارغ الصبر لقاءنا الثاني حتى نتمكن من البدء بتطبيق بعض الأمور التي تحدثنا عنها».

وفي وقت سابق، قال ترامب لقناة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية، إنه أبلغ نظيره الروسي في هلسنكي أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مسألة التدخل في انتخاباتها. وعندما سئل ما اذا كان قد حمّل بوتين شخصياً مسؤولية التدخل في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016، أجاب: «مثلما أعتبر نفسي مسؤولاً عما يحدث في هذه الدولة فبالتأكيد، واستناداً إلى صفة رئيس الدولة، يتعين تحميله المسؤولية». وقال إن بوتين «يفهم ذلك، وهو ليس مسروراً لذلك، ويجب ألا يكون مسروراً لذلك لأنه ليس هناك أي رئيس آخر على الإطلاق حازم مع روسيا مثلي».

على صعيد آخر، يتعرض ترامب لحملة جديدة لتشكيكه في المبدأ الأساسي لحلف شمال الأطلسي ومهاجمته دولة مونتينغرو «الصغيرة» التي أثار انضمامها إلى الحلف غضب موسكو.

وجاءت تصريحات ترامب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» المحافظة رداً على سؤال حول المادة الخامسة للدفاع المشترك داخل حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي تنص على أن الهجوم على اي دولة يعتبر هجوماً على جميع الدول.

وسأل المذيع تاكر كارلسون ترامب «إذا تعرضت مونتينيغرو لهجوم مثلاً، لماذا يتوجب على ابني أن يذهب للدفاع عنها؟».

وأجاب ترامب «أتفهم ما تقوله وقد طرحت السؤال نفسه. ان مونتينيغرو بلد صغير جداً يضم أناساً أقوياء جداً وعدائيين جداً»، وصولاً إلى التلميح إلى أن هذه العدائية قد تشعل «حرباً عالمية ثالثة» إذا تولى الأعضاء الآخرون في «الناتو» الدفاع عن مونتينيغرو.

وفي بيان باللغتين المونتينيغرية والإنكليزية، دافعت حكومة الجبل الأسود عن تاريخها في «السياسة السلمية». وقالت إن البلاد «ساهمت في سلام واستقرار ليس فقط القارة الأوروبية بل العالم أجمع»، وتعمل إلى «جانب القوات الأميركية في افغانستان».

back to top