«صفقة كفريا» قيد التنفيذ... والأسد يتوغل في الجولان

● موفد روسي إلى طهران لمناقشة نتائج قمة هلسنكي
● ظريف يقلل من أهمية الخلافات بين أطراف «محور دمشق»

نشر في 19-07-2018
آخر تحديث 19-07-2018 | 00:06
سورية تفر من بلدة نوى بدرعا على مقطورة جرار زراعي أمس (أ ف ب)
سورية تفر من بلدة نوى بدرعا على مقطورة جرار زراعي أمس (أ ف ب)
دخل اتفاق بلدتي كفريا والفوعة السوريتين الشيعيتين في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، حيز التنفيذ بوصول أكثر من 100 حافلة لنقل من يريد من سكانها إلى خارج إدلب.

ونصت بنود الاتفاق، الذي تم بوساطة تركية وروسية بعد تهديد «جبهة النصرة» بعمل عسكري لاقتحام البلدتين بالقوة، على انسحاب المقاتلين من الميلشيات الشيعية الموالية لإيران مع السماح لمن أراد بالبقاء، مقابل الإفراج عن 1500 أسيرة وأسير اعتقلوا من قبل قوات النظام وأيضاً عن 40 أسيراً في منطقة السيدة زينب بدمشق، إضافة إلى أربعة أسرى داخل بلدة الفوعة مقابل مخطوفين علويين منذ عام 2015.

وينص الاتفاق أيضاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن تتسلم القوات التركية الجزء الذي يعبر إدلب من الأوتوستراد الدولي حلب-دمشق، كما تضمن روسيا عدم شن قوات النظام عملية عسكرية على المحافظة، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».

ومن المرجح أن تستمر التحضيرات لإجلاء سكان الفوعة وكفريا، ساعات طويلة كون العملية ستنتهي بخروج نحو سبعة آلاف شخص على متن 121 حافلة وهو أمر يحتاج إلى الكثير من الوقت.

وتجمع عشرات المقاتلين من «النصرة» عند الطريق المؤدية إلى البلدتين، في قرية الصواغية المحاذية. وبدأ العمل على فتح الطريق وإزالة الحواجز الترابية بعدما لوح منسق الهيئة وأحد المسؤولين من البلدتين لبعضهما معلنين إشارة الانطلاق.

الجولان

على جبهة أخرى، ومع توغل قوات النظام في منطقة الجولان المحتل بمساندة روسية، قتل 12 مدنياً ليل الثلاثاء- الأربعاء في قصف جوي وصاروخي عنيف استهدف مدينة نوى وتلالاً في ريف درعا الغربي، آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة.

وبحسب المرصد، فإن مفاوضات تجري حالياً لضم مدينة نوى، التي يعيش فيها عشرات آلاف السكان والنازحين الفارين من المعارك، إلى الاتفاق الروسي، الذي دخلت فيه بلدات ريف درعا الغربي تباعاً وخرج بموجبه الأحد مئات المقاتلين والمدنيين من درعا، التي بات أكثر من 90 في المئة منها تحت قبضة النظام.

ورفع النظام العلم السوري في الساحة الرئيسية في مدينة بصرى الشام بعد إنجاز اتفاق التسوية القاضي بإعادة مؤسسات الدولة واستكمال تسليم فصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة.

موفد سوري

سياسياً، علمت «الجريدة» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل، أمس، مبعوثه الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف إلى طهران ليطلع قادتها على نتائج قمته الأولى مع نظيره والأميركي، دونالد ترامب في هلسنكي يوم الاثنين الماضي.

وفي تعليقه على لقاء بوتين​ وترامب​، شدد وزير الخارجية الإيراني ​محمد جواد ظريف​ على أن «مصير ​سورية​ يجب أن يقرره أهلها».

وفي مقابلة مع قناة «يورو نيوز»، قال ظريف إن «​الشعب السوري​ أظهر مثابرة كبيرة في مواجهة الضغوط الشديدة والعمليات الإرهابية وغزو المتطرفين على مدى سبع سنوات، وبالطبع أظهرت إيران وروسيا دعمهما لشعب هذا البلد»، مضيفاً: «لقد حافظنا على حسن التنسيق والعلاقات الجيدة مع روسيا والحكومة السورية وسنواصل القيام بذلك».

وتابع وزير الخارجية الإيراني: «الهدف العام للجهات الثلاث هو محاربة الإرهاب والتطرف، أعتقد أنه إذا لم تكن مقاومة الشعب السوري موجودة لما حققنا النجاحات الأخيرة على صعيد عزل وهزيمة الجماعة الإرهابية باسم داعش». وبدا أن ظريف يحاول التقليل من خطورة الخلافات بين أطراف محور الأسد.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الأسد هاجمت قبل ايام في مقال نادر، علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بسبب تصريح اعتبر فيه أن دمشق كانت لتسقط لولا تدخل طهران.

المقال السوري الذي انتقد أيضاً محللين سياسيين مرتبطين بإيران، قال مراقبون، إنه قد يكون تمهيداً من قبل دمشق للانقلاب على طهران على وقع الخلاف الروسي ـ الإيراني المتصاعد وبعد أن حاز الأسد ضوءاً أخضر إسرائيلياً للسيطرة على الجنوب.

طرد الحريري

إلى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي الباب في شمال حلب مساء أمس الأول مطالبين بعدم دخول رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري إلى المدينة واتهموه بالقدوم إلى المنطقة لـ»تمرير المصالحات التي تفرضها روسيا على المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد».

back to top