ترامب: توقعوا نتائج كبيرة من قمة هلسنكي وأخطأت التعبير

• «روسيا تدخلت في الانتخابات وأثق باستخباراتنا... وبوتين سيساعد في ملف كوريا الشمالية»
• موسكو تنفي وجود بنود سرية للقاء الرئيسين
• «البنتاغون» مستعد للحوار مع الجيش الروسي

نشر في 19-07-2018
آخر تحديث 19-07-2018 | 00:03
ترامب خلال لقاء مع اعضاء في الكونغرس أمس الأول (رويترز)
ترامب خلال لقاء مع اعضاء في الكونغرس أمس الأول (رويترز)
في محاولة لتهدئة الجدل الحاد الذي أعقب تصريحاته خلال قمة هلسنكي مع فلاديمير بوتين، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تصريحاته، التي اعتبرت شديدة الليونة إزاء نظيره الروسي، وقال، إنه أساء التعبير عندما اعتبر ألا سبب لديه لعدم تصديق نفي بوتين تدخّل بلاده في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه تفاهم بشكل جيد معه في قمتهما وأن «نتائج كبيرة ستتحقق».
دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً عن أدائه في قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فنلندا، بعد يوم من تحول غير مسبوق مع إقراره بأنه أخطاً التعبير خلال المؤتمر الصحافي المشترك بعد القمة بقوله إنه لا يرى مبرراً لاتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات وهو امر يتناقض مع استنتاجات وكالات الإستخبارات الأميركية.

وكتب ترامب على "تويتر" أمس: "العديد من الأشخاص من ذوي الذكاء العالي، أعجبهم أدائي في المؤتمر الصحافي في هلسنكي. بحثت مع بوتين العديد من الموضوعات المهمة في اجتماعنا قبل ذلك. وتفاهمنا بشكل جيد وهو ما أزعج حقاً العديد من الحاقدين الذين كانوا يرغبون في رؤية مباراة ملاكمة. نتائج كبيرة ستتحقق".

وأضاف في تغريدة أخرى: "كان اجتماع حلف الأطلسي في بروكسل بمثابة نصر مشهود مع إقدام الدول الأعضاء على توفير مليارات الدولارات الأخرى بوتيرة أسرع. والاجتماع مع روسيا ربما يثبت على المدى البعيد نجاحاً أكبر. ستتحقق من ذلك الاجتماع أمور إيجابية كثيرة".

وفي تغريدة ثالثة، أكد ترامب إن "روسيا وافقت على المساعدة في ملف

كوريا الشمالية التي تربطها بنا حالياً علاقات طيبة جداً".

محاولة للتهدئة

وفي مؤتمر صحافي عقده أمس الأول، سعى ترامب لتهدئة الضجة التي أثيرت في شأن ما قاله منتقدون عن فشله في تحميل روسيا مسؤولية التدخل في انتخابات عام 2016 قائلا، إنه أخطأ التعبير في المؤتمر الصحافي المشترك في هلسنكي.

وبعد أكثر من 24 ساعة على المؤتمر الصحافي المشترك مع بوتين، أكد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض أنه منذ عودته من أوروبا الاثنين وسماع النقد، قرر مراجعة تسجيل فيديو للمؤتمر الصحافي وأدرك أن هناك حاجة إلى توضيح الإجابة التي قدمها خلال المؤتمر.

وتابع: "في جملة رئيسية في تصريحاتي، قلت كلمة خاطئة ونسيت أن أستخدم فيها صيغة النفي، ما جعل المعنى يتخذ منحى معاكساً". وأوضح: "قلت كلمة تكون بدلاً من لا تكون، وكان المفترض أن تكون الجملة: لا أرى مبرراً لماذا لا تكون روسيا هي التي قامت بعملية التدخل".

وأتيحت لترامب العديد من الفرص لتوبيخ بوتين علناً في هلسنكي غير أنه أشاد بالزعيم الروسي خلال المؤتمر الصحافي على إنكاره "القوي والحاسم" لاستنتاجات الاستخبارات الأميركية بأن الدولة الروسية تدخلت في الانتخابات.

ثقة كاملة

وقال ترامب أيضاً إن لديه "ثقة كاملة في وكالات الاستخبارات الأميركية، وأوافق على استخلاصات أجهزة استخباراتنا لجهة أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016". وأضاف: "لدي احترام كبير لأجهزة الاستخبارات التس يرأسها شعبنا، لدينا شعب هائل، موهبة هائلة. أعتقد أنهم يتم توجيههم بشكل صحيح".

لكن ترامب كرر، خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، قوله إن التدخل روسيا لم يكن لها أي تأثير على نتائج الانتخابات التي فاز فيها.

كما دافع عن الاجتماع مع بوتين، قائلاً، إنه أعطى الزعيمين فرصة لمناقشة الخلافات العديدة بين واشنطن وموسكو، واصفاً الاجتماع مع نظيره الروسي، بأنه حقق "نجاحاً كبيراً"، مؤكداً أيضاً أن اجتماعه معه كان "أفضل" من اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشار ترامب الى أن الحوار مع روسيا "أمر مهم جداً وجيد جداً، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة في الحصول على بعض الأمور الإيجابية".

وكان من بين المواضيع التي ناقشها ترامب وبوتين خفض الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم والمفاوضات الجارية مع كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية. وقال ترامب إن بوتين أكد له دعم روسيا في تلك المفاوضات مع بيونغ يانغ.

وقال أيضا إنهما ناقشا الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والحرب في سورية، وتحديداً أمن إسرائيل على المدى الطويل.

كوريا الشمالية

وفي الموضوع الكوري الشمالي، أعلن الرئيس الأميركي للصحافيين، انه ليس هناك مهلة زمنية محددة لنزع أسلحتها النووية بموجب الاتفاق الذي أبرمه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في تحوّل في لهجته بعدما كان قال سابقاً، إن العملية ستبدأ في وقت قريب جداً. وقال: "المحادثات مستمرة وتجري بشكل جيد جداً". أضاف: "لا مهلة زمنية لدينا. وليست هناك سرعة مُحددة".

وكان ترامب عاد أمس الأول إلى البيت الأبيض ليجد نفسه معزولاً حتى داخل معسكره الجمهوري، إثر جولة أوروبية وصفها خصومه بأنها كارثية أدار خلالها ظهره لحلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، وتقرب بشكل مذهل من زعيم الكرملين.

موسكو

في المقابل، أكد سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أمس، عدم وجود أي اتفاقات سرية نجمت عن القمة الروسية - الأميركية في هلسنكي. ووصف أنطونوف القمة بأنها "الحدث الأبرز في هذه المرحلة".

وقال إن القمة ساهمت إلى حد ما في تقليص هوة الخلافات بين الجانبين حول العديد من القضايا، مضيفاً أن الرئيسين الروسي والأميركي حاولا البحث عن نقاط للتلاقي وسبل لمعالجة الخلافات.

وأوضح أنطونوف أن روسيا ستعمل على مساعدة الرئيس ترامب في سعيه لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.

محادثات دفاعية

وفي خطوة من شأنها تعميق الاتصالات بين واشنطن وموسكو، قال مسؤولون أميركيون، إن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مستعد لإمكانية إجراء أول محادثات من نوعها منذ عام 2015 مع نظيره الروسي سيرغي شويغو.

في المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال جين إيغور كوناشينكوف، أن القوات العسكرية الروسية مستعدة لتنفيذ اتفاقات في مجال الأمن الدولي، توصل إليها الرئيسان في هلسنكي.

وقال إن "القسم العسكري الروسي جاهز لتكثيف الاتصالات مع الزملاء الأميركيين في أركان الحرب والقوات الأخرى المتاحة لمناقشة تمديد معاهدة ستارت والتعاون في سورية، إضافة إلى قضايا أخرى لضمان الأمن العسكري".

كما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن اعتقال الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة بتهمة محاولة التأثير سرا في منظمات سياسية أميركية لمصلحة روسيا، يهدف الى "التقليل من التأثير الإيجابي" لقمة هلسنكي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا: هذا يعطي الانطباع بأن أحدا ما، مزودا ساعته وآلته الحاسبة، قام باحتساب التاريخ والموعد للمبالغة في إظهار هذه القضية الى أقصى حد (...) يبدو أن الـ "إف بي آي" يمتثل تماما لأمر سياسي.

الرئيس الأميركي يؤكد أنه لا مهلة زمنية لنزع أسلحة بيونغ يانغ النووية
back to top