الجوزيات... هل تحسِّن نوعية الحيوانات المنوية؟

نشر في 19-07-2018
آخر تحديث 19-07-2018 | 00:00
No Image Caption
تشير دراسات عدة إلى أن عدد الحيوانات المنوية يتراجع حول العالم، مما يعني أن صحة الإنسان التناسلية تتدنى. فكيف يمكن تحسينها؟ يحمل النظام الغذائي الصحي الغني بالجوزيات فوائد جمة في هذا المجال، حسبما يشير الباحثون.
في عام 2017، اكتشف تحليل شامل كبير ركّز على صحة الرجال التناسلية في الدول الغربية أن تركيز الحيوانات المنوية وعددها يتراجعان بشكل متواصل منذ 30 سنة تقريباً. يعني هذا أن خصوبة الرجال تنخفض بمعدل مقلق. ومن الضروري التوصل إلى حلول لعكس هذا الوضع.

أظهر أخيراً بحث قاده فريق من وحدة الغذاء البشري في جامعة روفيرا فيرجيل في ريوس بإسبانيا أن ما يتناوله الرجال (أو يغفلون عنه) في نظامهم الغذائي يومياً يؤثر إلى حد كبير في نوعية الحيوانات المنوية التي ينتجونها.

أشار الباحثون إلى أن العوامل البيئية، مثل «التلوث، والتدخين، والميل إلى نمط الغذاء الغربي»، تتحمل على الأرجح جزءاً من المسؤولية في أزمة خصوبة الرجال.

شكّل هذا المشروع الذي نُفذ أخيراً دراسة عشوائية مضبوطة تناولت بالتحديد تأثير استهلاك الجوزيات في صحة الحيوانات المنوية.

قدم الدكتور ألبرت سالاس-هيوتوس، باحث أعد تقرير الدراسة، نتائجها في اللقاء السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الأجنة والتكاثر البشري في برشلونة بإسبانيا.

تحسّن كبير

عمل الدكتور سالاس-هيوتوس وزملاؤه مع 119 مشاركاً ذكراً أصحاء تراوحت أعمارهم بين 18 و35 سنة. في هذه الدراسة، وُزّع المتطوعون عشوائياً على مجموعتين.

طُلب من المجموعة الأولى إضافة قبضة من الجوزيات (60 غراماً يومياً من خليط من البندق، واللوز، والجوز) إلى نظامها الغذائي المعتاد الغربي النمط. أما المجموعة الثانية، فاكتفت باتباع نظامها الغذائي العادي الغربي النمط من دون القلق بشأن استهلاك الجوزيات.

أخذ الباحثون حيوانات منوية وعينات دم من كل المشاركين في بداية التجربة ونهايتها بغية مقارنتها.

في نهاية فترة التجربة، لاحظ العلماء أن المشاركين الذين اتبعوا النظام الغذائي الغني بالجوزيات تمتعوا بتحسّن كبير في نوعية حيواناتهم المنوية.

حظي هؤلاء المشاركون على نحو أدق بارتفاع في عدد حيواناتهم المنوية بنسبة 16 %. كذلك ازداد معدل حيوية حيواناتهم المنوية (أي عدد خلايا الحيوانيات المنوية السليمة والحية في السائل المنوي) بنسبة 4 %، وحركتها (قدرة خلايا الحيوانات المنوية على التحرك) بنسبة 6 %، ومورفولوجيتها (أي شكل الخلايا وحجمها الطبيعيين السليمين) بنسبة 1 %.

الأهم من ذلك أن الرجال الذين تناولوا قبضة من خليط الجوزيات عانوا مقداراً أقل من تجزّؤ حمض الحيوانات المنوية النووي في نهاية التجربة، ما يعني أن التكامل الجيني حُفظ على نحو أفضل في عينات سائل هؤلاء المشاركين المنوي. عندما يصبح حمض الحيوانات المنوية النووي مجزأ بإفراط، تتراجع الخصوبة أو يزداد احتمال التعرض للإجهاض.

إذاً، تدعم هذه الاكتشافات «الدور المفيد الذي يؤديه استهلاك الجوزيات المزمن في نوعية الحيوانات المنوية»، وفق الدكتور سالاس-هيوتوس وزملائه.

الحمية الصحية تسهم في الحمل

يوضح الباحثون أن هذا التحسن قد يعود إلى واقع أن الجوزيات غنية بمواد مغذية مهمة، منها البروتينات، والفيتامينات، والأوميغا-3. لكن الباحثين يوضحون أن من الصعب التأكيد أن الجوزيات وحدها قد تكون الحل لتحسين خصوبة الرجل.

يضيف الدكتور سالاس-هيوتوس: «لا يمكننا قول ذلك بالاستناد إلى نتائج هذه الدراسة وحدها. ولكن تتراكم في المنشورات العلمية أدلة على أن التغييرات الصحية في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي، تعزز فرص الحمل. ولا شك في أن الجوزيات تشكّل عنصراً مهماً من نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط الصحي».

علاوة على ذلك، يوضح الباحثون أن الدراسة أُجريت على رجال شبان أصحاء. لذلك من الضروري تفادي التعميم حتى إجراء أبحاث إضافية تشمل مجموعات أكثر تنوعاً من السكان.

أخيراً، موّل الدراسةَ المجلس الدولي للجوزيات والأطعمة المجففة. لذلك لم تهدف إلى تقييم تأثير أطعمة ومواد غذائية أخرى في صحة الرجل التناسلية.

back to top