لبنان: «حرب» بري والسيد إلى القضاء

● عون: المصالحة المسيحية مقدسة
● خلوة الحريري وباسيل تحلحل عقداً

نشر في 18-07-2018
آخر تحديث 18-07-2018 | 00:02
عون مجتمعاً ورياشي أمس (دالاتي ونهرا)
عون مجتمعاً ورياشي أمس (دالاتي ونهرا)
وسط حديث عن بوادر انقسام شيعي في لبنان، على وقع ما يجري من حراك شيعي في العراق الذي تشهد محافظاته الشيعية تظاهرات مطلبية سياسية شهدت شد حبال بين النجف وطهران، تصاعدت الحرب بين النائب اللواء جميل السيد، المدير العام السابق للامن العام، وبين حركة "امل" بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ايام من تقسيم السيد للشيعة إلى شيعة المقاومة وشيعة الدولة.

وعقد السيد مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب تضمن معلومات ومعطيات عن جرائم الرشوة وصرف النفوذ واستثمار الوظيفة وإساءة استعمال السلطة في دورات تطويع ضباط ورتباء وأفراد في الاسلاك العسكرية كافة.

ودعا السيد رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى "اقصاء من يزرع الفتنة في داره"، وقال: "الرئيس بري ليس بحاجة إلى تطويع ضباط لحصد شعبية في البقاع".

وردت حركة "أمل"، أمس، في بيان مؤكدة أنّها "لن تنجر إلى ما يريده السيّد من فتن في الساحة التي حمت لبنان ووحدته".

وأضافت الحركة: "فقط لمن يدّعي الشّرف العسكري نتحداه أن يقدّم ما اختلقه من تهمٍ وفبركات للنيابة العامة ليتبيّن الخيط الأبيض من حولنا من خيطه الأسود"، مؤكّدة أنّه "هو وغيره يعرفون أنّ الكبار وحدهم من يعملون إلى جانب الرئيس برّي ولن يهزّهم كلام يراد به باطل".

وفي وقت لاحق، وجّه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، أمس، كتاباً إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، لاعتبار مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده السيد، أمس، "إخباراً".

عون

إلى ذلك، شهد قصر بعبدا الرئاسي في لبنان، أمس، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية، لاسيما تلك المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة الجديدة والعقد التي تواجهه، اضافة الى المصالحة المسيحية.

وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الذي أطلعه على نتائج اللقاء الذي عقد قبل ايام في الديمان مع امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، بمبادرة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومضمون البيان الذي صدر عن اللقاء.

وقال رياشي بعد اللقاء إن عون اكد ان "المصالحة المسيحية مقدسة، وان ما نختلف عليه في السياسة نتفق عليه في السياسة ايضا".

انتخاب اللجان

وعقد المجلس النيابي، أمس، جلسته الانتخابية الثانية، بعد الأولى التي انتخب فيها هيئة مكتبه في 23 مايو الماضي. وخصصت جلسة امس لتأسيس ما يعرف بـ"المطبخ التشريعي"، اي انتخاب أعضاء اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها، برئاسة بري وحضور معظم النواب. وانتهت الجلسة بسرعة قياسية حيث تم انتخاب أعضاء اللجان الـ16 توافقياً.

وذهبت أربع من اللجان إلى "تيار المستقبل"، أما "التيار الوطني الحر" فقرر أن يعطي رئاسة لجنة التكنولوجيا إلى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميّل. كما تم تعيين النائب رولا الطبش رئيسة للجنة المرأة والطفل، بعد إصرار النائبة بهية الحريري على تكليف امرأة.

وتولى عضو كتلة "الجمهورية القوية" (القوات) النائب جورج عدوان لجنة الادارة، أما النائب ابراهيم كنعان فقد احتفظ برئاسة لجنة المال والموازنة.

خلوة الحريري وباسيل

ويواصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري الجهود والمساعي لتحقيق خرق في المشهد الحكومي. ورغم ما يشاع عن توتر يشوب العلاقة بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، فإن الخلوة التي انعقدت بين الرجلين على هامش جلسة انتخاب اللجان في مجلس النواب، أمس، بددت كل الشكوك.

وأكدت مصادر متابعة أن الحريري وباسيل "تطرقا الى موضوع تشكيل الحكومة، وأن جزءا كبيرا من العقد تم فكفكتها". وختمت ان "الحريري اكد لباسيل أنه سيتصل به بعد يومين لتحديد موعد لبحث تفاصيل التشكيل التي ما زالت عالقة".

إلى ذلك، قال القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، خلال زيارته متحف فؤاد شهاب أمس: "المملكة السعودية تتمنى التعجيل بتشكيل هذه الحكومة بشكل وازن يحقق الوحدة الوطنية، وذلك لتحقيق امن واستقرار لبنان".

في سياق منفصل، رجحت مصادر سياسية متابعة ان يعقد باسيل، خلال تواجده الأسبوع المقبل في واشنطن، لقاء مقتضبا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو الذي دعاه الى حضور الاجتماع الوزاري الأول من نوعه، والذي ينعقد ما بين 24 و26 الجاري تحت عنوان "تعزيز الحرية الدينية".

back to top