«الغزاوية» يستجيرون بالبحر الملوث هرباً من الحر

نشر في 17-07-2018
آخر تحديث 17-07-2018 | 00:05
No Image Caption
يجلس ماهر طه وزوجته وأطفالهما الستة على شاطئ في غزة، مستمتعين بنسمة هواء ومحاولين قدر المستطاع تجاهل القمامة ومخلفات الصرف الطافية فوق المياه، على مسافة قريبة من الشاطئ.

المياه ملوثة والرائحة كريهة، لكنهم يحتاجون إلى الفرار من الحر الخانق في منزلهم، وليس أمام الأسرة خيارات تذكر تسمح بها ميزانياتها في حين لا تصل إمدادات الكهرباء إلى منزلها لأكثر من أربع ساعات يومياً.

وقال طه (46 عاما): "المجاري واضحة لنا وللجميع، ومع ذلك بنيجي عليه، بيكلفناش شي".

وأضاف: "الحياة خنقة وزهق ووضع معيشة صعب، وما في مكان نروح عليه إلا البحر".

وتنبه لافتات تحذيرية الناس للبقاء بعيداً عن المياه على الشاطئ الواقع قرب مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة. ويذهب الحراس للناس لتنبيههم إلى المخاطر.

وقال الحارس خضر أبو جريبان: "احنا بننصح الناس ما ينزلوش البحر بيردوش علينا، بنقولهم البحر أكثره ملوث بيردوش علينا".

وأدى انقطاع الكهرباء في القطاع الذي يقطنه نحو مليوني نسمة إلى تعطيل العمليات في منشآت معالجة مياه الصرف الصحي، مما أدى إلى التخلص منها في البحر دون معالجة.

وعانت غزة، التي تعتبر إسرائيل المورد الرئيسي للكهرباء فيها، مشكلات تتعلق بإمدادات الكهرباء على مدى الأعوام العشرة الماضية.

ويقول بعض السكان إن السبب في نقص الامدادات هو التناحر السياسي بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع وبين السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية. ويشير آخرون بأصابع الاتهام إلى إسرائيل التي تفرض، مع مصر، قيوداً مشددة على الحدود.

وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن 108 ملايين لتر من مياه الصرف كانت تلقى في البحر قبالة غزة يومياً في مايو الماضي، وأن مستويات التلوث أعلى أربع مرات من المستويات المقبولة دولياً وفقاً للبيانات.

ولحل أزمة تلوث مياه البحر لجأت بعض الأسر الغنية في غزة لبناء حمامات سباحة وتأجيرها مقابل ما بين 300 و700 شيكل (85 - 200 دولار) في اليوم.

back to top