مواجهات بين قوات الأمن العراقية ومحتجين في الجنوب

•متظاهرون هاجموا مقر حكومة البصرة وطوّقوا مصفى الشعيبة ولا تأثير على إنتاج النفط
• العبادي يصدر 7 قرارات بينها تخصيص 3.5 تريليونات دينار للبصرة
• إقالة رئيس شرطة النجف
• حرق مقرات الأحزاب يتواصل
• سحب قوات عسكرية من كركوك لنشرها ببغداد

نشر في 16-07-2018
آخر تحديث 16-07-2018 | 00:05
شهدت مدن جنوب ووسط العراق مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن العراقية، في وقت تحاول حكومة تصريف الأعمال بكل الطرق تهدئة الاحتجاجات، خصوصاً أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية بعد الانتخابات التي جرت في مايو ولم تتم المصادقة على نتائجها.
تواصلت الاحتجاجات المطلبية في محافظات جنوب العراق، التي تسكنها أغلبية شيعية، التي حاولت أحزاب سياسية عدة استغلالها في وقت تعيش البلاد حالة سياسية دقيقة بعد انتهاء ولاية مجلس النواب، واستمرار الحكومة في تصريف الأعمال، إثر انتخابات جرت في مايو الماضي، وتدور خلافات لم تحسم حتى الآن حول نتائجها.

وفي البصرة، المحافظة الأفقر من حيث الخدمات والأغنى من حيث إنتاج النفط، حاول متظاهرون اقتحام مبنى المحافظة وسط المدينة، لكن الشرطة قامت بتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع. وأصيب 7 أشخاص أثناء إطلاق الشرطة العراقية النار في الهواء لتفريق المحتجين.

وأصيب 19 فرداً من قوات الأمن في اشتباكات مع محتجين رشقوهم بالحجارة في مقر حكومة المحافظة. ونقلت قناة "رووداو" الكردية عن مصدر أمني تأكيده مقتل متظاهر.

وأكد مصدر أمني من قضاء الزبير بمحافظة البصرة، عن سقوط عشرات الجرحى إثر تظاهرة حاشدة قرب مصفى الشعيبة.

وقال المصدر، إن "المئات من آهالي قضاء الزبير بمحافظة البصرة، خرجوا في تظاهرة حاشدة بالقرب من مصفى الشعيبة النفطي للمطالبة بالحصول على فرص للعمل". مؤكداً أن "قوات الأمن فتحت النيران صوب المتظاهرين ما أدى إلى سقوط عشرات المصابين". كما جرت تظاهرة في حقل الزبير النفطي الذي تديره شركة إيني.

وأغلق المحتجون الذين يطالبون بوظائف وبتحسين الخدمات الحكومية، المداخل إلى ميناء أم قصر الجنوبي الذي يستقبل السلع والبضائع.

النفط لم يتأثر

أفاد مسؤولون محليون بأن الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج النفط في مدينة البصرة، التي تدر شحناتها أكثر من 95 في المئة من عائدات العراق عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

ومن شأن أي تعطل للإنتاج أن يلحق ضرراً شديداً بالاقتصاد المتعثر ويقود أسعار الخام العالمية للارتفاع.

اتهامات وحرق مقرات

واتهم متظاهرون مقاتلين في الحشد الشعبي ينتمون إلى منظمة بدر بإطلاق النار باتجاه المتظاهرين في البصرة. واتخذ المتظاهرون خطوة غير معتادة وهي مهاجمة مبان تابعة لجماعات مسلحة شيعية نافذة إضافة لمقرات حكومية محلية، إذ أفيد عن حرق مقار لحزب "الدعوة الإسلامية" الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، و"منظمة بدر"، التي يتزعمها هادي العامري رئيس "تيار الفتح" الذي حل ثانياً في الانتخابات. وأفادت تقارير عن إحراق مقرات تابعة لـ "كتائب حزب الله" في النجف.

النجف

وفي النجف، مركز محافظة النجف المقدسة لدى الشيعة، ومقر المرجعية الشيعية العليا التي يتزعمها السيد علي السيستاني، سارت تظاهرة صباحاً لكن قوات الأمن عملت على تفريقها، في حين لوحظ انتشار كثيف لـ"سرايا السلام" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في شوارع المدينة، بحسب مراسل "فرانس برس".

الناصرية

وفي محافظة ذي قار، ومركزها الناصرية، قال معاون مدير صحة المحافظة عبدالحسن الجابري، إن مواجهات اندلعت، أمس، بين متظاهرين وقوات الشرطة أمام مقر المحافظة، ما أسفر عن سقوط 15 جريحاً من المتظاهرين، و25 في صفوف الشرطة.

وأشار مصدر إلى أن المحتجين رددوا هتافات مناهضة للحكومة وطالبوا بتحسين مستوى الخدمات ومنها الكهرباء والماء وطوقوا مقر المحافظة ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة.

وفي محافظة المثنى، ومركزها السماوة، أعلن مصدر في الشرطة، أن مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى المحافظة، وأقدم بعضهم على إحراق وتدمير أجزاء من المقر.

وأضاف أن متظاهرين آخرين أقدموا على إحراق مقر لـ"منظمة بدر". وفي كربلاء، تجمع متظاهرون ليل السبت ـ الأحد أمام مجلس المحافظة حيث اندلعت مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 30 جريحاً.

7 قرارات للعبادي

ومساء أمس الأول، وفي محاولة لامتصاص الغضب، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي، سبعة قرارات بشأن مطالب التظاهرات التي شهدتها البلاد، من بينها حلّ مجلس إدارة مطار النجف.

وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه "تقرر إطلاق تخصيصات البصرة 3.5 تريليونات دينار فوراً"، مشيراً الى أنه "تقرر أيضاً استخدام التخصيصات المطلقة لتحلية المياه وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".

وتابع أنه تقرر أيضاً "توفير التخصيصات اللازمة لفك اختناقات الكهرباء للمحافظات"، لافتاً إلى "سيتم توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء بقطاعات السكن والمدارس والخدمات".

وأكد أنه "تقرر إطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وفق نظام عادل بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية"، كما "تقرر زيادة الإطلاقات المائية وبالأخص إنصاف محافظات البصرة وذي قار والمثنى والديوانية لوقوعها جنوب الأنهر، وعلى وزارة الموارد المائية والقيادات الأمنية بالمحافظات منع التجاوز على الحصص المائية". وأشار المصدر إلى أنه "تقرر حل مجلس إدارة مطار النجف".

الأعرجي

بدوره أصدر وزير الداخلية قاسم الأعرجي، الذي ينتمي إلى "منظمة بدر"، قراراً بإقالة قائد شرطة النجف وتكليف اللواء علاء غريب إدارة ملف المحافظة الأمني.

وكان الأعرجي تجول، أمس الأول، مع عدد كبير من عناصر الأمن في "ساحة التحرير" وسط بغداد التي كانت تشهد تظاهرات مطلبية، وقال: "واجبنا هو توفير الأمن لجميع العراقيين، وأيضاً الاستماع إلى جميع المطالب، ونحي جميع المتظاهرين المسالمين الذين يطالبون بمطالبهم بطريقة حضارية تعكس نبل العراقيين وبلدهم".

وأشار إلى أن "الذين يعتدون على مؤسسات الدولة وقوات الأمنية والاستثمارات، يعطلون تطلعات الشعب ويجب محاسبتهم وفق القانون".

سحب وحدات

وأعلن مسؤول كردي، أمس، أن قسماً من القوات العراقية الموجودة في طوزخورماتو وكركوك بخاصة من قوات الرد السريع تم سحبه باتجاه أطراف بغداد بسبب التظاهرات التي يشهدها جنوب ووسط العراق منذ أيام. وتحدث المسؤول أيضاً عن سحب قسم من قوات الشرطة الاتحادية من منطقة كركوك باتجاه بغداد "ما خلف فراغاً أمنياً في هذه المناطق ما سيزيد من خطر تحركات داعش فيها".

وفي أنقرة، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس، إنها تتابع عن قرب الاحتجاجات، التي تعم العديد من المحافظات العراقية والتي تتسع رقعتها نحو محافظات أخرى.

وقالت الخارجية في بيان: "ندعو جميع مواطنينا الموجودين في الأراضي العراقية إلى عدم الاقتراب من أماكن الاحتجاجات التي تشهدها المحافظات العراقية".

back to top