الأسد ينقل المعركة إلى القنيطرة... ويمهد لـ«نتائج سياسية»

• فصائل درعا تسلم دبابات وتغادر
• إردوغان: مهاجمة إدلب ستنهي «اتفاق أستانة»

نشر في 16-07-2018
آخر تحديث 16-07-2018 | 00:04
مقاتلون وعائلاتهم يستعدون لمغادرة درعا تحت حماية روسية أمس (أ ف ب)
مقاتلون وعائلاتهم يستعدون لمغادرة درعا تحت حماية روسية أمس (أ ف ب)
طوى الرئيس السوري بشار الأسد صفحة درعا بخروج فصائل المعارضة من مهد الحركة الاحتجاجية على نظامه وتسليم سلاحها الثقيل، ونقل معركته إلى محافظة القنيطرة الاستراتيجية القريبة من الجولان المحتل تمهيداً لإغلاق ملف المنطقة الجنوبية، التي تشمل أيضاً السويداء.
مع بدء فصائل المعارضة في ترك درعا وتسليم سلاحها الثقيل بموجب اتفاقها مع روسيا، هاجمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد القنيطرة لأول مرة منذ عام بالمدفعية والصواريخ وسيطرت على أولى البلدات في ريف تلك المحافظة الاستراتيجية القريبة من الجولان المحتل.

وخلال استقباله مساعد وزير الخارجية الإيراني جابر أنصاري في دمشق أمس، اعتبر الأسد أن "الإنجازات العسكرية ودحر الإرهاب تحقق الأرضية الأنسب للتوصل إلى نتائج على المستوى السياسي تنهي الحرب على سورية"، مؤكداً أن "ما يحول دون ذلك هي السياسات والشروط المسبقة التي تضعها الدول الداعمة للإرهاب".

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها بدأوا بتنفيذ هجوم عنيف على منطقة ريف القنيطرة وتمكنوا من التقدم والسيطرة على بلدة مسحرة، الواقعة في القطاع الأوسط وسط استمرار الاشتباكات عنيفة مع الفصائل منذ فجر الأحد"، موضحاً أن المنطقة "استُهدفت بأكثر من 800 قذيفة مدفعية وصاروخية، طالت كذلك بلدات في محافظة درعا المجاورة.

وتكتسي محافظة القنيطرة حساسية خاصة نظراً إلى أنها تضم هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل، بالتالي "لم يتدخل الطيران الحربي في حين أن روسيا لا تشارك حتى الآن في الهجوم"، بحسب عبدالرحمن.

ولاحقاً، أفاد المرصد عن قصف جوي هو الأول من نوعه على المحافظة، مرجحاً أن تكون الطائرات المهاجمة روسية لأنها كانت تحلق على ارتفاع شاهق.

مثلث الموت

ووسط حركة نزوح كبيرة من المدنيين باتجاه المحافظة، أكد مصدر حكومي تحرك الجيش لاستعادة القنيطرة بالسيطرة على بلدة مسحرة، مشيراً إلى "عملية ثانية في تل المال بمنطقة مثلث الموت في ريف درعا الشمالي للتقدم باتجاه محافظة القنيطرة".

وفي حين تحدث العميد في الجيش الحر أسعد عوض الزعبي عن التصدي للهجوم على ريف القنيطرة، نعت وسائل الإعلام الموالية العديد من عناصر النظام، من بينهم قائد الفوج "137" اللواء ركان دياب، مؤكدة أنه قتل "أثناء تأديته لواجبه الوطني في مسحرة".

وإلى محافظة درعا، توجد في الجنوب السوري محافظة السويداء التي تسيطر عليها القوات السورية بالكامل، والقنيطرة التي تسيطر الفصائل المعارضة والإسلامية على نحو 70 في المئة منها، وفق المرصد.

إخلاء درعا

وغداة بدء المعارضة تسليم سلاحها الثقيل للجيش السوري ما يمهد لاستعادته السيطرة على كامل مدينة درعا، بدأت عملية إجلاء الدفعة الأولي من مقاتلي الفصائل وعائلاتهم أمس، من مهد حركتهم الاحتجاجية، التي اندلعت منذ أكثر من سبع سنوات، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهم وبين روسيا في السادس من يوليو.

وبعد أن قامت القوات الروسية بعمليات تفتيش، استقل مئات المقاتلين الرافضين لاتفاق "المصالحة" وبعض أفراد عائلاتهم أمس 15 حافلة، حاملين حقائبهم وأغراضهم الشخصية من حي سجنة جنوب شرق مدينة درعا باتجاه منطقة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي تمهيداً لنقلهم إلى محافظة إدلب بالشمال السوري.

أوضح المرصد أن "من المفترض دخول 30 حافلة لدرعا لتقل 1400 مقاتل وأفراد من عائلاتهم نحو محافظة إدلب وفق ما تم الاتفاق عليه".

أسلحة ومساعدات

وبالتزامن، تتواصل عملية تسليم الفصائل المقاتلة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص كذلك على دخول مؤسسات الدولة إلى مناطق الفصائل تدريجياً وإجلاء المقاتلين الرافضين للتسوية.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) "أن المجموعات المسلحة في درعا البلد واصلت تسليم أسلحتها الثقيلة للجيش العربي السوري". ونشرت الوكالة صور دبابات ومدافع كانت بحوزة الفصائل المقاتلة.

في هذه الأثناء، أكد الهلال الأحمر السوري وصول مساعدات تضم تسع شاحنات تحمل ثلاثة آلاف عبوة غذائية إلى بلدتي نصيب وأم المياذن الواقعة تحت سيطرة الحكومة قرب معبر نصيب حدودي مع الأردن، موضحاً أن القافلة رافقها منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة علي الزعتري وممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

مسار أستانة

وبعد اقتراب قوات الأسد من إغلاق صفحة الجنوب، تتجه الأنظار إلى المعقل الأبرز والوحيد للمعارضة بمحافظة إدلب، التي يتمحور مصيرها بين عمل عسكري بدعم روسي أو ومرحلة جديدة قد تقبل عليها بخريطة ترسمها تركيا بالتحديد.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الأول، من تقدم قوات النظام نحو مدينة إدلب على غرار ما حدث في درعا مما يعني "تدمير جوهر اتفاق أستانة" مع روسيا وإيران.

وبحسب مصادر في الرئاسة التركية، أعرب إردوغان في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من استهداف المدنيين في درعا، مشدداً على أن تجنب حدوث أي تطورات سلبية في إدلب يحظى بأهمية لجهة تشجيع المعارضة في المشاركة باجتماعات أستانة المقررة يومي 30 و31 يوليو الجاري.

وأشار الجانبان إلى أن تقريب وجهات النظر بين وتركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة لمسار أستانة والدول الأعضاء في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيسرع من إيجاد حل سياسي يقوم على وحدة سورية السياسية وسلامة أراضيها.

حدود الأردن

في الأثناء، أكد الجيش الأردني أمس، عودة جميع النازحين السوريين قرب الحدود والبالغ عددهم مطلع الشهر الحالي 95 ألفاً، عادوا إلى الداخل السوري بعد استقرار الأوضاع الأمنية هناك والأزمة "انتهت كلياً".

من جهة أخرى، قدر المصدر عدد أفراد فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" والمتواجدين في منطقة حوض اليرموك بنحو 1500 مقاتل، مشيراً إلى أنهم "في مرمى نيران أسلحتنا في حال تم تهديد أمن الأردن واستقراره" متوقعاً أن "يتلاشى خطر العصابة في هذه المنطقة من خلال تفاهمات أو حلول عسكرية سورية داخلية".

ويسيطر فصيل "جيش خالد بن الوليد" على جيب صغير في جنوب غرب محافظة درعا وبدأت الطائرات الحربية السورية والروسية استهدافه منذ الأربعاء الماضي.

النظام يخسر قائد الفوج «137» في مسحرة ومساعدات إلى بلدتي نصيب وأم المياذن
back to top