التحفيز العميق للدماغ يبطئ تقدُّم باركنسون

نشر في 16-07-2018
آخر تحديث 16-07-2018 | 00:00
No Image Caption
لا نملك راهناً علاجاً شافياً لمرض باركنسون، ولا تحقِّق الأدوية المتوافرة أي هدف غير تخفيف من الأعراض. لكن دراسة جديدة كشفت أن التحفيز العميق للدماغ يبطئ تقدم الرعشة.
لما كانت هذه الحالة تصيب المسنين غالباً، فمن المتوقع أن يزداد عدد مَن يعانونها تماشياً مع متوسط عمر السكان عموماً.
يعود داء باركنسون إلى خسارة الخلايا العصبية في جزء من الدماغ يُدعى المادة السوداء، ما يؤدي إلى تراجع معدلات الدوبامين ومجموعة من الأعراض.

معالجة الرعشة

تشمل أعراض باركنسون الأكثر شيوعاً الرعشة، التي تبدأ غالباً في اليدين وتزداد سوءاً مع تقدم الداء. تسهم أدوية عدة في التحفيف منها، شأنها في ذلك شأن التحفيز العميق للدماغ. في هذه العملية، تُقحَم في الدماغ أسلاك في رأسها أقطاب تتصل بجهاز شبيه بالناظمة القلبية يوضع تحت الجلد في منطقة الصدر أو المعدة.

يعرّض التحفيز العميق للدماغ الأخير لتحفيز عالي الوتيرة، ما يسهم في التخفيف من الرعشة. صحيح أن هذه العملية لا تنجح أحياناً ولا تشكّل علاجاً شافياً، إلا أنها تتيح لبعض المرضى مواصلة حياتهم بشكل طبيعي فترة أطول.

في عام 2006، استعانت تجربة جديدة أُجريت على التحفيز العميق للدماغ بمجموعة ممن يعانون باركنسون في مراحله الأولى. اعتُبرت هذه الخطوة مثيرة للجدل لأن التحفيز العميق للدماغ شكّل آنذاك علاجاً لمراحل هذا المرض الأخيرة. فما كان يُستخدم إلا عندما لا تعود أعراض المريض تتفاعل مع الأدوية.

أُجريت الدراسة في مركز جامعة فاندربيلت الطبي في ناشفيل بتينيسي، ونُشرت نتائجها أخيراً في مجلة «علم الأعصاب». ومن الممكن لهذه النتائج أن تبدّل مقاربة العلوم الطبية إلى مراحل باركنسون المبكرة.

تجربة

وُزّع المشاركون على مجموعتين. تلقت الأولى تحفيزاً عميقاً للدماغ فضلاً عن أدوية، في حين حصلت الثانية على أدوية فحسب.

اكتشف الباحثون أن احتمال ظهور رعشة جديدة عند الراحة كان أكبر بنحو سبع مرات في المجموعة التي تناولت الأدوية فحسب خلال مرحلة المتابعة التي دامت سنتين، مقارنةً بالمجموعة التي حصلت على التحفيز العميق للدماغ والأدوية على حد سواء.

على نحو مماثل، عانى 86 % من مجموعة الأدوية رعشة في طرف لم يكن مصاباً في البداية، مقابل 46 % فقط من مجموعة التحفيز العميق للدماغ. كذلك تحسنت الرعشة في حالة أربعة مرضى من مجموعة التحفيز العميق للدماغ، حتى إنها توقفت بالكامل لدى أحد المرضى في هذه المجموعة.

يوضح الدكتور ديفيد تشارلز، باحث بارز في الدراسة شارك في وضع تقريرها: «يُعتبر ما توصلنا إليه بشأن تقدّم الرعشة مذهلاً حقاً. تشير نتائجنا إلى أن تلقي المريض التحفيز العميق للدماغ في مراحل مرض باركنسون المبكرة قد يبطئ تقدم الرعشة. وهذا أمر بالغ الأهمية بالتأكيد لأن ما من علاج لمرض باركنسون ثبت أنه يبطئ تقدّم أي عنصر من عناصر المرض».

بالاستناد إلى هذه النتائج الإيجابية، وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على إجراء دراسة المرحلة الثالثة الأكبر بكثير والمتعددة المراكز. ويأمل الباحثون أن تشمل 280 مريضاً يعانون باركنسون في مراحله الأولى.

يعبّر الدكتور تشارلز عن حماسته بشأن مستقبل أبحاث مرض باركنسون، إلا أنه يوصي بضرورة توخي الحذر.

يختم: «نسير نحو استخدام التحفيز العميق للدماغ في مراحل العلاج الأولى. لذلك علينا إجراء تجربة بالغة الأهمية بغية التأكد من سلامة المرضى وتزويد المجتمع المعني بهذا المرض بأفضل الأدلة الطبية الممكنة التي قد توجّه العلاج».

back to top