فرنسا في نهائي الحلم.. بشعار «الديوك وحدها التي تصيح صباحاً» !

نشر في 15-07-2018 | 10:29
آخر تحديث 15-07-2018 | 10:29
نجوم المنتخب الفرنسي أثناء المران
نجوم المنتخب الفرنسي أثناء المران
يخوض المنتخب الفرنسي نهائي كأس العالم ال21 في كرة القدم أمام كرواتيا اليوم الأحد بثقة تامة في قدرته على إحراز لقبه الثاني بهذه البطولة الأكثر متابعة وجماهيرية على مستوى العالم.

وتقام المباراة عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لمدينة الكويت (3 عصرا جمت) ويقودها الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا الذي تشاء الصدف انه قاد أيضا المباراة الافتتاحية للبطولة بين المنتخب الروسي المضيف ونظيره السعودي.

ورغم أنه لا يمكن لأحد حسم هوية الفائز منذ الآن لا سيما أن هذه البطولة قدمت العديد من المفاجآت التي كان بعضها مدويا بحق إلا أنه يبقى لمنتخب فرنسا بعض الأفضلية على نظيره الكرواتي ولعدة أسباب.

السبب الأول والأهم أن فرنسا ومنذ إحراز لقبها الأول في عام 1998 كانت المنتخب الأقرب الى تكرار هذا الإنجاز حيث أنها خلال الدورات الخمس التي تلت كانت هي وألمانيا المنتخبان الوحيدان اللذان وصلا الى النهائي مرتين ما يظهر قوتها على الساحة الكروية وبالتالي فإنه وفي حال كان التاريخ يأتي بالصدف المماثلة فإن فرنسا قد تفعل كما فعلت ألمانيا وتأتي باللقب بعد 12 عاما من خسارتها في النهائي.

السبب الثاني هو أنه إضافة الى كأس العالم فإن فرنسا خاضت أيضا مرتين نهائي كأس أوروبا الى جانب كل من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وأحرزتها مرة وحيدة ما يعني ان لديها أيضا مقدار من القوة على المستوى الأوروبي وهذه أفضلية أمام خصم أوروبي.

هناك سبب ثالث يتعلق باللياقة البدنية حيث أن المنتخب الفرنسي لم يلعب أي وقت إضافي في كافة مبارياته فيما لعب خصمه ثلاث مرات متتالية ما مجموعة 90 دقيقة إضافية أي مباراة كاملة فضلا عن حصتين من ركلات الجزاء الترجيحية وهو أمر قد يفيد الفرنسيين جدا بوجود لاعبين يتمتعون بلياقة بدنية عالية وبسرعة استثنائية رغم ان هذا التوقع قد لا يصح إذ ان المنتخب الكرواتي أظهر أن في مخزونه الكثير من اللياقة التي ساعدته في الفوز على إنجلترا بالمباراة نصف النهائية.

يبقى السبب الرابع والأخير الذي يتعلق بالتاريخ والخبرة في البطولات الكبرى والتي تقف في صف المنتخب الفرنسي وقد تكون خذلت نظيره الإنجليزي الذي لم يعرف كيفية المحافظة على تقدمه في نصف النهائي أمام فريق متعب استجر كل ما لديه من قوة وخبرة لدى لاعبيه في خطي الوسط والهجوم بشكل خاص ليحقق الفوز وهو ما قد لا يستطيع تكراره مع فريق فرنسي مكتمل بدءا من مدربه الى خبرة اتحاده الى اعتياد أبرز لاعبيه على البطولات الكبرى وضغوطاتها وبشكل خاص ضغوط المباراة النهائية ومعظمهم خاض نهائي كأس أمم أوروبا منذ عامين فقط.

الى كل ذلك فإن المنتخب الفرنسي لديه ميزة الفرق الكبرى التي تفوز في العادة حتى لو لم تقدم أداء على مستوى عال وهي خامة الفرق التي تحرز الألقاب والتي قد لا تقدم المتعة في كافة مبارياتها إلا انها تعرف حق المعرفة كيف تفوز في أسوأ أيامها وهو ما قد يحصل في النهائي.

طبعا الفريقان لديهما العديد من اللاعبين سواء كأساسيين أو على مقاعد الاحتياط إلا أن المنتخب الفرنسي قد يكون متفوقا في هذه الناحية لا سيما لجهة أن لديه عددا أكبر من اللاعبين في أقوى دوريين بأوروبا هما الدوري الاسباني وخاصة الدوري الإنجليزي.

في واقع الأمور أن التفاصيل الصغيرة قد تكون هي العامل الرئيسي في حسم نتيجة المباراة النهائية وهنا قد يكون في جعبة مدرب فرنسا ديدييه ديشان ما يخبئه خاصة أنه كلاعب صادف جيلا مميزا آخر من الكرواتيين وعرف عندما كان قائدا لمنتخب فرنسا كيفية إخراجهم منذ 20 سنة وبالتالي قد تكون لا تزال لديه الوصفة السحرية الناجحة ليكرر ذلك.

في بدايته بهذه البطولة لم يظهر المنتخب الفرنسي مستوى استثنائيا وكان يتعامل مع كل مباراة بما يتطلبه الفوز فهزم أستراليا بهدفين لهدف ثم فاز على بيرو بهدف نظيف ضمن من خلاله تأهله الى الدور الثاني قبل أن يقابل الدنمارك على صدارة المجموعة ليقدما معا أسوأ مباراة في هذه البطولة والوحيدة التي انتهت دون أهداف.

لكن بداية مراحل خروج المغلوب أخرجت ما لدى فرنسا من طاقات حيث قدمت مباراة رائعة أمام الأرجنتين وأخرجتها بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في دور ال16 قبل ن تفوز بسهولة أكبر على أوروغواي بهدفين نظيفين في ربع النهائي وتتوفق بهدف وحيد أخرجت من خلاله جارتها بلجيكا في نصف النهائي.

في مواجهة النهائي اليوم يستند المنتخب الفرنسي الى نخبة من اللاعبين الذين جعلوا صفوفه قوية ومتراصة الى حد انه لا يمكن ملاحظة أي خلل في أي مركز بالفريق فبدءا من الحارس هوغو لوريس نجد أن المنتخب الفرنسي نجح في أن يقدم بهذه البطولة أحد نجومها حيث تألق في عدة مباريات وقام بصد تسديدات بشكل ولا أروع علما بأنه قائد المنتخب وأحد اكثر اللاعبين خبرة وهو عايش مثل هذه اللحظات الكبيرة سواء في دوري الأبطال الأوروبي مع فريقه توتنهام هوتسبر الإنجليزي أو مع المنتخب الفرنسي في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.

في الدفاع هناك صمام أمان اسمه رافاييل فاران الذي وبعد أن كان قد تراجع مستواه في الفترة الأخيرة بدا أنه استعاده في الوقت المناسب وهو من أكثر لاعبي منتخب "الديوك" خبرة في حصد الألقاب مع فريقه ريال مدريد الاسباني.

الى جانبه برز سامويل أومتيتي لاعب برشلونة الاسباني كقوة صلبة دفاعا وهجوما ولن ينسى أي فرنسي هدفه في نصف النهائي لا سيما إذا فازت فرنسا باللقب وهذا اللاعب أثبت نفسه مؤخرا وحجز مكانه بسرعة كبيرة كأحد أعمدة الدفاع.

اليهما برز في هذه البطولة اسم الظهيرين بنجامين بافار (شتوتغارت الألماني) ولوكاس هرنانديز (أتلتيكو مدريد الاسباني) اللذين لم يكونا معروفين كثيرا قبل البطولة لكنهما برزا جدا ونجحا في حل مشكلة كان يعاني منها المنتخب الذي لم يتمكن من إيجاد لاعبين على قدر المسؤولية في هذا المركز.

إلا أنه ورغم تألقهما فإن قلة خبرة هذين اللاعبين الشابين قد تكون الثغرة الوحيدة في المنتخب الفرنسي خلال مباراة اليوم وهو ما يجب أن يتنبه المدرب ديشان وجهازه الفني اليه.

وبالانتقال الى خط الوسط هنا تكمن القوة الحقيقية للمنتخب الفرنسي ولا سيما بوجد لاعبين هما بول بوغبا الذي كان منذ سنتين فقط أغلى لاعب في العالم عندما انتقل الى مانشستر يونايتد الانجليزي ونغولو كانتي الذي كان حاسما في فوز فريقين انجليزيين بلقب الدوري المحلي بداية مع ليستر سيتي ثم مع تشيلسي وهو ما يظهر مدى فائدته كلاعب.

هذان اللاعبان هما من يحملان المنتخب على عاتقهما دفاعا من خلال كسر هجمات الخصم وهجوما عبر سرعة إطلاق المرتدات وهما أثبتا في هذه البطولة فعالية فائقة ساهمت في وصول المنتخب الفرنسي الى هنا دون أي عوائق.

طبعا يمكن إضافة لاعب يوفنتوس الإيطالي بليز ماتويدي أو بديله كورنتان توليسو من بايرن ميونيخ الألماني اليهما ليصبح لدى هذا المنتخب خط وسط من الصعب جدا التعامل معه حتى من خط وسط كرواتي قد يوازيه بالقوة والخبرة والتألق.

ونصل الى ثلاثي الهجوم المكون من أنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد الاسباني) وكيليان مبابي (باريس سان جرمان الفرنسي) وأوليفييه جيرو (تشيلسي الإنجليزي) هذا الثلاثي الذي رغم أن أحد أفراده ونعني به الأخير لم يكن متألقا كما يجب إلا انه كان فعالا عندما يجب وقدم أحيانا عروضا مثيرة.

فبالنسبة لغريزمان وهو الأكثر خبرة وشهرة بين الثلاثة فكان أحد أفضل لاعبي المنتخب وفي بعض المباريات كان المحور الذي ارتكز عليه للفوز وأرقامه مميزة من حيث التسجيل والتمريرات الحاسمة وبالتالي فإنه يكون بذلك أحد نجوم البطولة وليس فقط منتخبه.

أما مبابي والذي بدأ الكثيرون يشبهونه بالأسطورة البرازيلية بيليه فهو بدوره تألق جدا وبدا بأفضل حال وقد تكون سرعته الاستثنائية مزعجة جدا للدفاع الكرواتي وبالتالي يمكن أن يكون المفتاح الأساسي لفريقه إذا لم يجد له الكرواتيون حلا وإذا لم يثبت المدافع الكرواتي ديان لوفرن مقولة أنه من أفضل المدافعين كما صرح بعد الفوز على إنجلترا.

وأخيرا جيرو هذا اللاعب المحير جدا والذي قد يتساءل البعض ما الذي يفعله في هذه التشكيلة المميزة حيث أنه من الغريب أن لاعبا في مركز قبل الهجوم لم يتمكن في خمس مباريات خاضها من التسديد أكثر من مرة واحدة على المرمى لكن المحللين يقولون انه موجود فقط لإراحة مبابي وغريزمان وفتح الثغرات لهما وللتفوق على الخصم في الكرات العالية نظرا لطول قامته وتصرفه الجيد بهذا النوع من اللعب.

إضافة الى كل تلك الأسماء فإن المنتخب الفرنسي يضم أيضا العديد من اللاعبين البارزين على مقاعد الاحتياط منهم نبيل فقير (ليون) وعثمان ديمبيلي (برشلونة) وفلوريان توفين (مرسيليا) وستيفن نزونزي (اشبيلية) وعادل رامي (مرسيليا) وينجامين مندي (مانشستر سيتي) وهذا الغنى لدى الفرنسيين كان قد ظهر قبل البطولة حتى عندما كان المدرب ديشان قادرا على تسمية تشكيلة استبعد منها نجوما بارزين من أمثال المهاجمين ألكسندر لاكازيت (أرسنال الإنجليزي) وأنطوني مارسيال (مانشستر يونايتد الإنجليزي) وكينغسلي كومان (بايرن ميونيخ الألماني) وبالطبع ديميتري بايي (مرسيليا) المصاب.

قد يكون المنتخب الفرنسي فاز بالحظ أحيانا خلال مسيرته في البطولة لكن الحظ هو جزء من إحراز الألقاب وبالتالي فإن الفرنسيين لن يهتموا في حال لم يقدموا عرضا جيدا وفازوا كما حصل مع بلجيكا في نصف النهائي فما يهمهم هو رؤية عنوان وحيد من ثلاث كلمات في مختلف وسائل الاعلام يقول في نصه "فرنسا بطلة العالم" وأن يكون الديك وحده هو الذي سيصيح في الصحف الصباحية.

back to top