لمَ تتعثر المحادثات الكورية الشمالية؟

نشر في 15-07-2018
آخر تحديث 15-07-2018 | 00:06
 ويكلي ستاندرد ثمة عدد من العقبات البنيوية التي تحول دون بلوغ "نزع سلاح كوريا الشمالية النووي الكامل بطريقة لا عودة عنها"، علماً أن هذا هدف سياسة الولايات المتحدة وحلفائها، فللنظام الكوري الشمالي، مع أنه التزم إلى حد ما بالليبرالية الاقتصادية، أسباب جمة تدفعه إلى الاحتفاظ بأسلحته: على الصعيد الدفاعي لأن أسرة كيم قررت أن الأسلحة النووية وحدها تضمن بقاءها، وعلى الصعيد الهجومي أيضاً لأن النظام ملتزم عقائدياً بضم كوريا الجنوبية ذات يوم، وتشكّل الأسلحة النووية جزءاً مهماً من استراتيجية تحقيق هذا الهدف القديم أيضاً، أضف إلى ذلك مسألة التأكد، حتى لو التزمت كوريا الشمالية في خطابها بنزع السلاح النووي، يتحكم نظام كيم بأراضٍ جبلية شاسعة لا نملك معلومات كثيرة عنها، لذلك لن يصعب عليه إخفاء أجزاء من برنامج ما زال قائماً.

ولكن ثمة سبب آخر أيضاً للانهيار الظاهري في المحادثات بين وزير الخارجية مايك بومبيو ونظيره الكوري الشمالي. تدعي كوريا الشمالية أن بومبيو، خلال زيارته الثالثة هذه السنة إلى بيونغ يانغ، قدّم "طلباً لنزع السلاح النووي أحادي الطرف بأسلوب أشبه برجال العصابات"، ونتيجة لذلك، يبدو أن المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تتعثر.

تبدو النكسة الحالية لغوية بطبيعتها، وتشكّل من حيث الأساس خلافاً حول معنى "نزع السلاح النووي"، فعندما تتصور الولايات المتحدة نزع سلاح كوريا الشمالية، لا تتوقع الحد من نظامها الأمني الخاص في شرق آسيا. قد تتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها، إلا أن بعض الجنود الأميركيين على الأقل سيبقون في اليابان، والأهم من ذلك، في كوريا الجنوبية أيضاً، وسيظل هذان الحليفان تحت المظلة النووية الأميركية، ولن يحتاجا إلى التسلّح لحماية نفسيهما، بل يستطيعان الاعتماد على الوجود الأميركي في المنطقة بغية التصدي للاعتداءات الصينية والكورية الشمالية (غير النووية).

في المقابل، ترى بيونغ يانغ أن "نزع السلاح النووي الكامل" يشمل سحب المظلة الأمنية الأميركية من الجنوب، ولهذا السبب، تُعتبر عبارة "أحادي الطرف" في نوبة غضب كوريا الشمالية أساسية. صحيح أن الولايات المتحدة لم تنشر أسلحة نووية في كوريا الجنوبية، إلا أن كوريا الشمالية تنظر النظرة ذاتها إلى الوجود الأميركي (والمظلة الأمنية الضمنية) هناك، لذلك إذا وافقت كوريا الشمالية على نزع السلاح النووي، فلن تقوم بذلك إلا إذا تخلت الولايات المتحدة عن حليفها القديم جنوب المنطقة المنزوعة السلاح، فلا يمكن أن تكون هذه الخطوة أحادية الطرف.

بكلمات أخرى، تحمل عبارة "نزع السلاح النووي بالكامل" معنى مختلفاً لكل طرف، وهكذا نشهد هنا إخفاقاً في التواصل.

* «ويكلي ستاندرد»

back to top