هل تفلح سياسة العصا والجزرة التي يتبعها «ناتو» مع روسيا؟

نشر في 14-07-2018 | 18:50
آخر تحديث 14-07-2018 | 18:50
No Image Caption
شهدت العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا تدهورا بعد ضمها شبه جزيرة القرم وزعزعة الوضع في أوكرانيا والصراع في سوريا.

وجاء في إعلان بروكسل الذي صدر عن قمة (ناتو) الأخيرة أن "روسيا تتحدى النظام الدولي القائم على القواعد من خلال زعزعة استقرار أوكرانيا وضمها غير القانوني والشرعي لشبه جزيرة القرم لتنتهك بذلك القانون الدولي فضلا عن مزاولة أنشطة عسكرية استفزازية تحاول من خلالها تقويض مؤسساتنا وزرع الفرقة ".

ورغم تلك الاتهامات قدم زعماء (ناتو) في الإعلان "غصن زيتون" لموسكو قائلين "إننا ما زلنا مستعدين لفتح حوار هادف مع روسيا و"مستمرون في التطلع إلى علاقة بناءة مع موسكو متى مهدت الإجراءات لذلك. "

فيما جاء رد الخارجية الروسية على إعلان بروكسل منتقدا اذ قالت إن "حلف (ناتو) ليس مهتما بالأسباب الحقيقية وراء تدهور الوضع الأمني في المنطقة الأوروبية الأطلسية ويفضل النظر إلى العالم من خلال منظور نمطي كونه إبان الحرب الباردة".

وأضافت الخارجية الروسية "ان الكتلة العسكرية (ناتو) التي تتهم روسيا دون أساس بتأجيج التوترات في المنطقة الأوروبية الأطلسية تعزز نشاطها العسكري تحت هذه الذريعة حتى في المناطق التي كانت وقتا ما هادئة كدول البلطيق وشمال أوروبا .. ويبدو ان (ناتو) لا يفهم أن حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تزيد من الارهاب الدولي كانت نتيجة مباشرة لتحركات اعضائه العسكرية الطائشة".

وباستعراض موجز لتاريخ العلاقة بين الحلف وموسكو وقع الجانبان في عام 1997 على القانون التأسيسي للعلاقات المتبادلة والأمن والتعاون المشترك ما أدى الى خلق مجلس مشترك دائم بينهما في عام 2002.

وفي مارس 2014 علق (ناتو) التعاون العملي مع روسيا ردا على الإجراءات الروسية ضد أوكرانيا بيد انه حافظ على قنوات التواصل مع روسيا مفتوحة اذ اجتمع مجلس (ناتو - روسيا) سبع مرات منذ أبريل 2016 على مستوى السفراء.

وقبل يومين قال امين عام (ناتو) ينس ستولتنبرغ في كلمة له على هامش قمة (ناتو) إن "روسيا لن تختفي ونحن بحاجة إلى التحدث معها وأرى فعلا إمكانية تحسين العلاقة مع روسيا ".

وعقب قمة الحلف أصبحت كل الأنظار تترقب الاجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي يوم الاثنين المقبل اذ دعا البعض إلى إلغاء الاجتماع بعد أن اتهمت الولايات المتحدة أمس الجمعة 12 ضباط مخابرات روسيا بالتدخل في الانتخابات الامريكية.

فيما قالت روسيا إنها تتطلع إلى اجتماع هلسنكي.

وقال مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف في تصريحات للصحفيين امس إن "ترامب شريك في التفاوض" مبينا "أن وضع العلاقات الثنائية سيئة للغاية .. وعلينا البدء في وضعها على المسار الصحيح".

وخلال مؤتمر صحفي بقمة (ناتو) وصف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي بأنه "منافس" موضحا ان العلاقة بينهما ليست صداقة أو عداء معربا عن امله بأن يكون (بوتين) يوما ما صديقا".

كما أشار إلى أن قادة (ناتو) "شكروني بالفعل على الاجتماع مع بوتين. وظنوا أنه شيء عظيم وقدموا أطيب التمنيات ."

وينتاب العواصم الغربية شعور بالقلق من إمكانية ان يقدم رئيس البيت الأبيض تنازلات لبوتين تصب في صالح روسيا على حساب (ناتو).

ويرون أيضا إمكانية استغلال بوتين تصريحات ترامب "المثيرة للجدل" و"آراءه الغامضة" حول الحلف لإقناعه بإلغاء المناورات العسكرية تحت ذريعة تكلفتها الكبيرة والعداء لروسيا.

وحذرت مقالة نشرتها مؤسسة (جيرمان مارشال فاند) البحثية من أن "إخفاق ترامب في تحذير بوتين بوضوح بشأن تدخله المستمر في الديمقراطيات عبر الأطلسي من شأنه أن يبعث برسالة مفادها أنه لديه الإذن بمواصلة هذه الهجمات وحتى زيادتها".

كما يتهم محللون غربيون بوتين بمحاولة تقسيم (ناتو) وتقويضه عبر التدخل في انتخابات الدول الأعضاء في الحلف لصالح مرشحين مؤيدين لروسيا.

علاوة على ذلك أعرب (ناتو) عن القلق إزاء اعلان بوتين في مارس الماضي اختبار مجموعة من الأسلحة النووية الاستراتيجية الجديدة التي لا يمكن اعتراضها قائلا للغرب بنبرة متحدية "لقد فشلتم في احتواء روسيا".

وردت المتحدثة باسم (ناتو) أوانا لونجيسكو قائلة "إن التصريحات الروسية التي تهدد باستهداف الحلفاء غير مقبولة وتؤدي إلى نتائج عكسية".

كما اتهمت موسكو (ناتو) بسلسلة من التهديدات والأعمال العدائية.

ففي عام 2016 أرسل حلف (ناتو) أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات إلى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا بالقرب من الحدود الروسية وفي عام 2017 أصبحت تلك المجموعات القتالية عاملة بالكامل لذا يرى المحللون أن النهج المزدوج الذي يتبعه الحلف لن يكون مؤثرا بالقدر الكبير على تغيير موقف روسيا تجاه (ناتو).

back to top