مجزرة في دير الزور... وإيران تشترط للخروج من سورية

• ولايتي: لا نفط إن لم نستطع تصديره
• خامنئي يستقبل جرحى «حزب الله»

نشر في 14-07-2018
آخر تحديث 14-07-2018 | 00:05
مقاتل سوري يتفقد بقايا طائرة مسيرة أسقطتها إسرائيل قبل يومين قرب الجولان المحتل (أ ف ب)
مقاتل سوري يتفقد بقايا طائرة مسيرة أسقطتها إسرائيل قبل يومين قرب الجولان المحتل (أ ف ب)
بعد مرور ساعات على سيطرة «داعش» على بئري نفط في ريف دير الزور الشمالي، هاجمت طائرات التحالف الدولي المنطقة الحدودية مع العراق بقوة، مما أسفر عن مقتل نحو 60 مدنياً، في وقت وضعت إيران شرطاً لخروجها من سورية.
غداة دخول قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدينة درعا، ورفعها العلم في مهد الثورة على نظامه، شهدت محافظة دير الزور مجزرة كبيرة راح ضحيتها 60 مدنياً على الأقل في غارة جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أو أحد شركائه على آخر جيوب تنظيم "داعش" في المنطقة الشرقية الحدودية مع العراق.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، فإن الغارة استهدفت "تجمعاً لمدنيين" بالقرب من بلدة السوسة في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية، لكن تعذر عليه تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بضربة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أو للطيران العراقي، الذي نفذ منذ أبريل الماضي عديدا من الهجمات الجوية داخل الأراضي السورية.

وفي تعليقه على الهجوم، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل شون رايان: "ربما شن التحالف أو قوات شريكة لنا ضربات على محيط السوسة والباغوز فوقاني، أمس، ولا نملك معلومات أخرى حاليا"، مضيفا أنه تم رفع التقرير المتعلق بسقوط ضحايا مدنيين إلى "خلية متابعة الضحايا المدنيين من أجل مزيد من التقييم".

تقدم «داعش»

وقبل ساعات من المجزرة، سيطر "داعش" على بئري البسام والدهش النفطيين في بادية بلدة الحريجي بريف دير الزور الشمالي، بعد اشتباكات مع ميليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.

وفي وقت سابق، اعتبر ممثل فرنسا في قيادة التحالف الجنرال فريديريك باريزو أن "داعش" يمكن أن يهزم بهذه المنطقة في غضون "بضعة أسابيع"، مشيراً إلى أنه "لايزال هناك جيبان له، وبعدهما يمكن القول إنه لن يسيطر على أي أراض في منطقة عملياتنا".

وجود إيران

في هذه الأثناء، أعلن علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس، أن "حكومتي بغداد ودمشق لم تكونا قادرتين وحدهما على مواجهة الإرهاب المتوسع في دولتيهما، وطلبتا منا العون، ونحن ساعدناهما مدة 4 سنوات"، مؤكداً أن طهران ستسحب "مستشاريها العسكريين" من سورية والعراق على الفور إذا طلبتا ذلك.

وقال ولايتي، خلال الجلسة السنوية لمنتدى "فالدي" للحوار في موسكو، إن "حكومة الرئيس بشار الأسد كانت ستسقط خلال أسابيع لولا مساعدة إيران، ولو لم تكن إيران موجودة لكانت سورية والعراق تحت سيطرة أبوبكر البغدادي".

وأضاف: "الوجود الإيراني والروسي في سورية سيستمر لحمايتها من الجماعات الإرهابية والعدوان الأميركي، وسنغادر على الفور إذا أرادت الحكومتان العراقية والسورية ذلك، لا بسبب ضغوط أميركا وإسرائيل"، مشدداً على أن إيران ستواجه ما وصفه بـ "التمدد الأميركي"، بدءا من سورية والعراق إلى لبنان واليمن وشمال إفريقيا.

وذكر ولايتي، بعد يوم من نقله رسالة من خامنئي إلى الرئيس فلاديمير بوتين، أن الذين يقولون إن روسيا تريد من إيران الخروج من سورية هدفهم ضرب الوحدة القائمة بين موسكو وطهران، موضحا أن إيران وروسيا ساعدتا في تحرير 80 في المئة من مساحة سورية، وفي حال خروجهما الآن سيعود الإرهاب للسيطرة من جديد.

النفط والتمويل

من جهة ثانية، هدد ولايتي بأنه لن يستطيع أحد تصدير النفط من منطقة الخليج في حال لم تتمكن إيران من تصدير نفطها.

وقال: "الكلام واضح، وهو ما قاله الرئيس حسن روحاني إذا لم نستطع أن نصدّر فلن يصدر أحد"، مشيراً إلى أنه من "الممكن أن تتأثر صادراتنا النفطية، لكن حل موضوع التصدير ممكن".

في المقابل، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحلفاء إلى المساعدة على إنجاح العقوبات الاقتصادية على إيران، مؤكدا أنها ماضية في بيع الأسلحة بالشرق الأوسط، رغم قرارات الأمم المتحدة، وواشنطن ستمضي قدماً لإجبارها على تغيير سلوكها.

وتوعد بومبيو، على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بأن واشنطن لن تكتفي بالعقوبات التي تستهدف حرمان إيران تماماً من أي مداخيل عبر بيع النفط، بل تحرص على جمع أكبر عدد من الحلفاء والشركاء لدعم خطة قطع جميع مصادر التمويل الذي تستخدمه في تمويل الإرهاب والحروب.

لبنان وفلسطين

بدوره، استقبل خامنئي مجموعة من جرحى "حزب الله" اللبناني. وذكر الموقع الإعلامي للمرشد الإيراني أن اللقاء جرى على أعتاب الذكرى السنوية لـ "حرب تموز" بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي عام 2006، مبينا أن أعضاء المجموعة أقاموا الصلاة بإمامة علي خامنئي.

وبعد يومين من إسقاطه طائرة مسيّرة قرب بحيرة طبرية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه أطلق صاروخا لاعتراض طائرة من دون طيار قادمة من سورية.

ولم يوضح بيان أصدره الجيش ما إذا كان أصابها أم لا.

على صعيد ذي صلة، اختتم وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد، صباح أمس، زيارة لدمشق استمرت ثلاثة أيام، تناولت العلاقات التاريخية إلى جانب أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وآليات إعادة تأهيل وبناء المخيمات الفلسطينية، خصوصا مخيم اليرموك المدمر".

وأكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبوهولي، في بيان، أن مجلس الوزراء السوري أخذ قراراً بإعادة تنظيم منطقة مخيم اليرموك وجوبر وبرزة والقابون، بما يتناسب مع الواقع، لافتاً إلى أن المسؤولين السوريين أكدوا خلال اللقاءات، أنهم ملتزمون بتوفير احتياجات ومتطلبات المخيم، وتسهيل إعادة النازحين من أهاليه، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تولي إعادة إعمار وتأهيل المخيم أولوية.

«ثلاثية أستانة»

في غضون ذلك، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، أمس، أن الدول الضامنة لوقف الأعمال العدائية، روسيا وتركيا وإيران، ستجتمع بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا في النصف الأول من أغسطس المقبل، لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

وأوضح غاتيلوف، لوكالة "سبوتنيك"، أن "ثلاثية أستانة تخطط على هامش هذه الفعالية لعقد اجتماع آخر لمجموعة العمل لتبادل المحتجزين والبحث عن المفقودين"، مشيراً إلى أن موسكو تتعاون بشكل مثمر مع ديميستورا لدفع العملية السياسية على منصة جنيف.

«محور أستانة» يجتمع في أغسطس ومنظمة التحرير لإعمار اليرموك
back to top