سعادتك على الطريقة الدنماركية!

نشر في 13-07-2018
آخر تحديث 13-07-2018 | 00:00
No Image Caption
يكمن سر السعادة العائلية في مفهوم دنماركي جديد يشمل وصفات تضمن راحة حقيقية. ماذا لو عدّلنا ذلك المفهوم كي يتماشى مع نمط حياتنا؟

تفاؤل واقعي

يشير مفهوم التفاؤل في العقلية الدنماركية إلى تطوير القدرة على رؤية الجانب الإيجابي من المسائل كافة مهما بدت معقدة أو سلبية. لا يعني ذلك أن ينفي الناس مصاعب الحياة، بل إنهم يركزون على الجهة الممتعة من كل موقف. في الدنمارك، يبدو أن التفاؤل الواقعي أصبح المعيار السائد وكأن اختيار الكلمات المناسبة لإعادة تقييم أي وضع يعكس مهارة تتناقلها الأجيال في ما بينها. تبدو هذه العملية أشبه بتطوير «موهبة السعادة». يمكن أن يكتسب الناس تلك الموهبة ويعلّموا أولادهم أن ينظروا إلى الحوادث من زاوية مختلفة.

اللعب على رأس الأولويات

يحتلّ اللعب أهمية كبرى في هذه المقاربة التفاؤلية. يعتبر بعض الخبراء أن الأولاد يجب ألا يبدأوا الدراسة قبل عمر السابعة لأن اللعب يجب أن يكون أهم عامل في حياتهم قبل ذلك العمر. حتى أن دوام المدرسة يجب ألا يطول بشكل مبالغ فيه ويجب أن تُخصَّص فترة بعد الظهر للعب. لن يكون هذا النشاط مضيعة للوقت فقد بات معروفاً اليوم أن اللعب أساسي لبناء شخصية الطفل.

كلما طالت الأوقات المخصصة للعب، ستزيد فرصة أن يختبر الطفل مواقف جديدة وستتحسن قدرته على التحكم بالضغط النفسي. لذا يجب ألا ينشغل التلامذة بنشاطات هائلة كي يتسنى لهم أن يلعبوا بكل حرية. ويجب أن تشكل الألعاب جزءاً محورياً من الاجتماعات العائلية سواء حصلت في المنزل أو في الخارج. للدخول في هذه الأجواء، يجب أن نحاول التخلي عن هواتفنا وحواسيبنا اللوحية ونطفئ التلفزيون ونخصص الوقت الكافي للعب مع الصغار.

قوة الجماعة

ثبت علمياً أن نوعية الوقت الذي نمضيه وسط العائلة تشكّل جزءاً من العوامل المؤثرة على مستوى السعادة التي نشعر بها. يجب أن تصبح المناسبات فرصة للاجتماع في بيئة إيجابية ولتقاسم لحظات صادقة وودودة. تتعلق أسرار التناغم بين مختلف الأشخاص بمشاركة الجميع في هذه اللحظات. يمكن أن نطبخ بشكل جماعي أو نختار نشاطات رياضية أو ثقافية كي يشارك فيها الحاضرون، حتى أولئك الذين لا يرغبون في ذلك!

يجب أن تكون العائلة أشبه بفريق موحّد وأن يتشجع الصغار وكبار السن على اللعب مع الآخرين والقيام بمشاريع مشتركة. منذ أبكر مرحلة ممكنة، يجب أن يتعلم الأولاد كيفية التعويض عن نقاط ضعفهم بالاتكال على قوة الآخرين ثم يستعملوا قوتهم للتعويض عن ضعف الآخرين.

خلال الاجتماعات العائلية، يجب أن يشعر كل فرد بالراحة وسط الناس، ما يعني الامتناع عن توجيه الانتقادات السلبية وتجنب المواضيع المثيرة للجدل ونسيان المشاكل وترك المسائل العالقة جانباً وعيش الحاضر والاستمتاع بمشاركة هذه اللحظات مع أقرب الناس إلينا. سيكون هذا الدرس قيّماً للأولاد.

أجواء إيجابية بامتياز

يمكننا أن ننشئ بيئة دافئة في أي منزل. يكفي أن نختار بعض الأغراض والنشاطات (شموع، كنبة مريحة يمكن أن يجلس عليها الجميع، أكواب من الشوكولاته الساخنة، كستناء مشوية، فيلم ممتع، فطيرة لذيذة من اختيار الحاضرين، غناء جماعي...) ونُكَوّن نظرة إيجابية عن هبات الحياة ونتأثر بأبسط المسائل.

لبلوغ سعادة حقيقية، يجب أن نقدّر وجودنا مع الأولاد والعائلة والأصدقاء ونشعر بقيمة تلك اللحظات المميزة. قد تكون أية لحظة بسيطة بين الأبناء وأهاليهم كافية كي تنشأ هذه السعادة الداخلية. لنبدأ بتنظيم أمسية دافئة حيث يشعر الجميع بالأمان ويتقاسمون المهام والألعاب ويقدّرون الطعام ويسردون القصص المضحكة ويشعرون بالامتنان تجاه أحبائهم.

back to top