دراسة عن الدماغ تكشف سبب إخفاق البعض في الالتزام بحمية صحية

نشر في 13-07-2018
آخر تحديث 13-07-2018 | 00:00
No Image Caption
قد تعلِّل اختلافات في الدماغ لمَ يواجه البعض صعوبة في الالتزام بنظام غذائي صحي، بخلاف البعض الآخر. كانت هذه الخلاصة التي توصل إليها باحثون بعدما اكتشفوا أن حجم المادة الرمادية في منطقتين من الدماغ ينبئ بالقدرة على ضبط خيارات الطعام.
منطقتا الدماغ هما القشرة الظهرانية الجانبية والبطنية الإنسية في الفص الجبهي. ويسود الاعتقاد أنهما بالغتا الأهمية في تقييم الخيارات وضبط النفس.

في التقرير الذي نُشر أخيراً في مجلة «علم الأعصاب»، يشير الباحثون إلى أن هذه الاكتشافات تحدد علامات الدماغ التي تنبئ «بالنجاح في اتباع نظام غذائي محدد أو الإخفاق فيه» وتقدّم أهدافاً محتملة لعلاجات «السمنة واضطرابات الطعام المرتبطة بها».

بالإضافة إلى ذلك، يُفترض بالدراسة أن تدفع بالأبحاث نحو طرائق أفضل لتقييم ومعالجة اضطرابات الطعام التي تشمل مشاكل ترتبط بضبط النفس، كالإفراط في تناول الطعام أو القهم العصبي.

تذكر هيلك بلاسمان، باحثة بارزة شاركت في إعداد تقرير الدراسة وبروفسورة ترأس قسم علم الأعصاب المتعلق بعملية اتخاذ القرارات في معهد إنسيد في فونتينبلو بفرنسا: «لا يكون السبيل الأفضل إلى تقييم هذه الاضطرابات واضحاً».

«اقتصاديات الطعام العصبية»

تندرج هذه الدراسة في فئة علم الاقتصاديات العصبية، الذي يحلّل «وظائف الدماغ المرتبطة بعملية اتخاذ القرارات».

يشير الباحثون في هذا المجال إلى آليتين تضبطان كيفية اختيارنا الطعام الذي نتناوله. أولاً، نقيّم كل خاصية من خصائص صنف من أصناف الطعام. تشمل هذه الخصائص، مثلاً، «اللذة» أو «الفوائد الصحية».

نختار بعد ذلك الصنف الذي يتمتع بالقيمة الإجمالية الأعلى بعد أخذنا في الاعتبار الأهمية التي نمنحها لكل خاصية.

أرادت البروفسورة بلاسمان وزملاؤها تحديد البنى التحتية المعنية بخيارات مماثلة ومعرفة ما إذا كانت هذه البنى تشتمل على ما يتيح للعلماء توقع قدرة الإنسان على القيام بخيارات صحية.

درس الفريق بيانات استمدها من عمليات مسح لأدمغة مجموعة من الأشخاص الأصحاء (45 رجلاً و78 امرأة) خضعوا لها أثناء قيامهم بخيارات بشأن الطعام.

شارك هؤلاء الرجال والنساء في سلسلة تجارب فيما كانوا يخضعون لعمليات مسح لأدمغتهم بالرنين المغناطيسي.

المادة الرمادية وضبط النفس الغذائي

خلال هذه التجارب، تأمل المشاركون صور أصناف من الطعام طُلب إليهم تقييمها وفق لذتها وفوائدها الصحية.

عندما قارن العلماء بيانات عمليات المسح بالخيارات، اكتشفوا أن حجم المادة الرمادية في القشرة الظهرانية الجانبية والبطنية الإنسية في الفص الجبهي تشكّل مؤشراً جيداً إلى الخيارات الصحية.

أظهرت هذه الاكتشافات أن مَن امتلكوا مادة رمادية أكبر حجماً كانوا أكثر ميلاً إلى الإعراب عن ضبط النفس. وقاموا بذلك إما بمنح قيمة أكبر للفوائد الصحية أو بخفض قيمة اللذة عندما طُلب إليهم تقييم الأخيرة.

اكتشف الباحثون أيضاً علاقة مماثلة بين «ضبط النفس الغذائي» وحجم المادة الرمادية في القشرة الظهرانية الجانبية والبطنية الإنسية في الفص الجبهي في مجموعة بيانات أخرى ضمت مشاركين مختلفين ومهمة من نوع مغاير «شملت الابتعاد عن التوق إلى أطعمة مشهية غير صحية».

يؤكد الباحثون أن دراستهم تُعتبر أول بحث يُظهر أن الاختلافات في تركيبة القشرة الظهرانية الجانبية والبطنية الإنسية في الفص الجبهي قد تؤثر في الخيارات التي يتخذها الإنسان بشأن الطعام الصحي. لكن هذه الاكتشافات لا تشير إلى أن على الإنسان أن يتقبل هذه الأحوال على أنها ثابتة.

الدماغ «مرن»، ما يعني أنه يستطيع التكيّف. ويشبه حجم المادة الرمادية العضلات لأن من الممكن تنميته من خلال «التدريب».

تختم البروفسورة بلاسمان: «ربما ننجح في المستقبل في التوصل إلى تدخلات في الدماغ تتيح لنا تبديل كثافة المادة الرمادية في هاتين المنطقتين».

back to top