قلة خبرة المنتخب الانكليزي.. أطاحت بحلم طال إنتظاره

نشر في 12-07-2018 | 12:59
آخر تحديث 12-07-2018 | 12:59
الحزن خيم على الجماهير الإنكليزية المتحمسة لتكرار لقب طال غيابه
الحزن خيم على الجماهير الإنكليزية المتحمسة لتكرار لقب طال غيابه
جعل المنتخب الانكليزي الشاب والجريء الذي شارك في نهائيات مونديال روسيا، الملايين من مشجعيه يؤمنون باحتمال عودة الكأس الذهبية الى مهد كرة القدم، بيد ان الاخفاق الذي رافق منتخب "الاسود الثلاثة" في النسخ السابقة عاد ليقض مضجعهم، بعدما فشلوا في بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخهم والأولى منذ 52 عاما.

كانت الأمسية الطويلة التي انتهت بخسارة انكلترا امام كرواتيا 1-2 بعد التمديد، قد بدأت بشكل مثالي لمنتخب "الأسود الثلاثة" بعدما منحهم كيران تريبيير هدف السبق من ركلة حرة مباشرة بعد مرور خمس دقائق فقط، رافعا عدد الاهداف التي سجلها المنتخب الانكليزي في المونديال الروسي الى 12 هدفا، أتت تسعة منها من ركلات ثابتة.

كانت الركلات الثابتة جزءا من تفاصيل دقيقة اعتمد عليها المدرب غاريث ساوثغيت، ساهمت في بلوغ المنتخب الانكليزي الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ 28 عاما، بالاعتماد على منتخب شاب لم يكن العديد من لاعبيه قد ولدوا بعد يوم خسرت انكلترا أمام ألمانية الغربية بركلات الترجيح في نصف نهائي مونديال 1990، في آخر ظهور لها في دور الأربعة.

سينكب ساوثغيت على محاولة معرفة النقاط التي يمكن تحسينها في صفوف فريقه وتحديدا في صناعة اللعب من اللعب المفتوح والهجمات المنظمة، ليبني على التطور الذي شهده فريقه الشاب في الأسابيع الأربعة الماضية، استعدادا لكأس أوروبا 2020، علما بأن الدورين نصف النهائي والنهائي من البطولة القارية سيقامان على ملعب ويمبلي اللندني.

ولم يكن مهاجم انكلترا هاري كاين هداف المونديال حتى الآن برصيد 6 أهداف، في أفضل أيامه بعدما أهدر فرصتين متتابعتين في مباراة الأربعاء على ملعب لوجنيكي في موسكو.

كان ذلك نقطة تحول في المباراة ذلك لان منتخب كرواتيا بدا في الشوط الأول مفتقدا للحيوية بعد خوضه مباراتين ماراتونيتين من 120 دقيقة، احتاج في نهايتهما للاحتكام الى ركلات الترجيح لتخطي الدنمارك ثم روسيا في ثمن النهائي وربع النهائي تواليا.

في المقابل، تميز المنتخب الانكليزي خلال النسخة الحالية بالاستحواذ على الكرة بشكل جيد خلافا للبطولات السابقة، لكن يبدو ان كتيبة ساوثغيت سقطت في امتحان الرهبة للمرة الاولى وتحديدا في الشوط الثاني من المباراة حيث فقدت السيطرة على مجريات اللعب، ما سمح للكرواتيين بالعودة في الوقت الاصلي ثم حسم الامور لصالحهم في الوقت الاضافي.

وبدلا من ان تحاول انكلترا حسم المباراة من خلال تسجيل هدف ثان في الشوط الثاني، دانت السيطرة لخط وسط كرواتيا لاسيما من خلال المايسترو لوكا مودريتش والنشيط إيفان راكيتيتش والمجتهد مارسيو بروزوفيتش.

وبعد ان نجح ايفان بيريشيتش في ادراك التعادل قبل نهاية المباراة بـ 22 دقيقة، بدأت قلة خبرة لاعبي انكلترا تظهر من خلال التسرع في تبادل الكرة وبالتالي عدم تسجيل اي خطورة تذكر على مرمى المنتخب المنافس، في حين كاد بيريشيتش يحسم النتيجة لصالح كرواتيا لولا القائم.

ثم تدخل حارس انكلترا جوردان بيكفورد، نجم ركلات الترجيح ضد كولومبيا في ثمن النهائي، وأفضل لاعب في المباراة ضد السويد في ربع النهائي، في الخروج بشكل بطولي أمام ماندزوكيتش لينقذ مرماه من هدف أكيد في ختام الشوط الاضافي الأول. الا ان اللاعب نفسه نجح في محاولته الثانية بتسديدة من داخل منطقة الجزاء الانكليزية بيسراه بعيدا عن متناول بيكفورد، ليضع بلاده في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها.

ومع اطلاق الحكم صافرة النهاية، سقط لاعبو انكلترا على الارض وبعضهم كان يبكي، لكن ساوثغيت ساعدهم على النهوض ليلقوا التحية على الآلاف من مشجعيهم في مدرجات الملعب الذي يستضيف الأحد المباراة النهائية.

back to top