أمسية موسيقية لخالد مزنر على أدراج معبد باخوس في بعلبك

• أنغام كلاسيكية إفريقية شرقية و«كفرناحوم» الحاضر الأكبر

نشر في 12-07-2018
آخر تحديث 12-07-2018 | 00:00
قبيل افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية في العشرين من يوليو الجاري مع «بعلبك تتذكر أم كلثوم»، شهد معبد باخوس في القلعة الضخمة حفلة موسيقية قدّمها الفنان اللبناني خالد مزنّر، هدفها دعم لجنة مهرجانات بعلبك التي بدأت الصعوبات المادية تثقل كاهلها، رغم دعم وزارات لها من بينها الثقافة والسياحة، لا سيما أن ضخامة البرنامج الذي تحضره يفرض عليها نفقات باهظة، مع ذلك تحرص على الحفاظ على مستوى رفيع يليق بهذه القلعة الضخمة حارسة التاريخ الأبدية.
قدَّم الموسيقي خالد مزنر في رحاب معبد باخوس أمسية موسيقية – غنائية- سينمائية منوعة، ترافقت مع مشاهد مختارة من فيلم «كفرناحوم» للمخرجة نادين لبكي، الحائز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان السينمائي» بدورته الحادية والسبعين، في مايو الماضي.

وعلى مدى نحو الساعتين، أمتع الفنان مزنر الحضور بموسيقاه المفعمة بالمشاعر والنابضة بالحياة، وشارك عزفاً وغناء وتعريفاً إلى جانب الأوركسترا بقيادة المايسترو الفرنسية ماري جان سيريرو ونخبة من الموسيقيين، على غرار الأوكرانية أناستازيا بيترشاك على الكمان وعازف الأوكرديون ماريو ستيفانو بيترودارك، فضلاً عن موسيقيين أفارقة.

كلاسيكية ولمحات شرقية

استحضرت توليفة مزنر موسيقاه التصويرية للأفلام الثلاثة التي أخرجتها زوجته نادين لبكي: «كراميل» و«هلأ لوين» و«كفرناحوم»، فجمعت بألحانها بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية وبين اللمحات الشرقية، خصوصاً مع أوتار «القانون» والأنغام الأفريقية والأجواء الاحتفالية الدينية التي بدت من خلال مشاركة «كورال القديسة رفقا» بردائها الملائكي الأبيض، المتحلقة في أعلى المسرح حول شموع مضاءة، فأضفت لمسة خشوعية على المشهد.

كذلك أدت الفنانة السورية رشا رزق بصوتها الأوبرالي الشجي خمس أغنيات: «سكر يا بنات»، و«مرايتي يا مرايتي رح إحكي لك حكايتي قولي لي أنا مين؟»، و«يمي»، و«حشيشة قلبي» و«يمكن لو في بيني وبينك حكي كنا حكينا»، ومن المقطوعات «رقصة الموت»، و«تانغو الكراميل»، و«مشكل»، و«وينو الحلو».

وعلى جدار «معبد باخوس» في أعلى المسرح، عرضت مشاهد من «كفرناحوم» الذي يسلط الضوء على معاناة طفل سوري نازح هجرته الحرب وسوء تعاطي أسرته معه، وبعد اضطراره إلى العيش وسط ظروف قاسية وصعبة، تمرد على انتهاك حقوقه الإنسانية ووصل به الأمر إلى مقاضاة والديه. يذكر أن الفيلم تبدأ عروضه في لبنان والمنطقة العربية في الخريف المقبل.

اللافت أن مزنر أعاد ترتيب وتطوير موسيقى فيلم «كفرناحوم» لتصبح مناسبة لحفلة من هذا النوع، فمزج فيها الكلاسيكية والموسيقى الإفريقية والأنغام الشرقية، فاستمتع الجمهور بها ورددت أعمدة بعلبك الضخمة صداها...

في نهاية الحفلة، حرص مزنر على توجيه تحية إلى المشاركين في العمل عزفاً وغناء، طالباً إلى زوجته المخرجة نادين لبكي وولديهما وبطل فيلم «كفرناحوم» الفتى زين يونس، الصعود إلى المسرح لمشاركته فرحة النجاح ونيل نصيبهم من تصفيق الجمهور وإعجابه.

كانت لجنة مهرجانات بعلبك نشرت قبيل الحفلة شريط فيديو تبدو فيه المخرجة نادين لبكي وهي تشرف حتى على طريقة وضع الكراسي على المسرح والإضاءة والصوت.

نغمات لاتينية

وُلد في 24 سبتمبر 1974، موسيقيّ، ومؤلّف، ومغنٍّ وشاعر. ورث حب الموسيقى من والدته، فهي عازفة قيثارة ومغنّية عاشت في المكسيك وكانت تدندن لابنها في طفولته نغمات لاتينية ووضعته على درب الآلات الموسيقية التي ملأت حياته فيما بعد.

في التاسعة من عمره بدأ تعلم العزف على البيانو لكنّ الحرب والتنقّل المستمرّ فرضا عليه استبدال به القيثارة وآلات يسهل نقلها.

في الثامنة عشرة من عمره، التقى المؤلّف الموسيقي بوغوس جيلاليان الذي علّمه قواعد التأليف الموسيقي من خلال تقطيع وتحليل لحن لباخ.

ألف موسيقى أفلام عدة نالت في معظمها جوائز من بينها: «بيروت بعد الحلاقة»، و«سكر بنات»، و«ميلودراما حبيبي»، و«هلأ لوين؟»، و«ريو... أحبّك»، و«كفرناحوم»، و«يوميات شهرزاد».

لا يقتصر عمل خالد مزنر على موسيقى الأفلام فهو كاتب ومغنٍّ أيضاً. يجد عمله جذوره في أنماط مختلفة تتنوّع بين الموسيقى الكلاسيكية والجاز والنغمات الشرقية وألحان البحر المتوسّط، كذلك بين الشورو البرازيلي والتانغو الأرجنتيني.

مزنر أعاد ترتيب موسيقى «كفرناحوم» وتطويرها لتناسب حفلة من هذا النوع
back to top