مدربون يرفضون قرارات «الكرة» الأخيرة ويعددون سلبياتها

أكدوا أنها ستؤثر على اللاعب الكويتي والمنتخبات... وأبدوا تعجبهم من دوري «الأولى»

نشر في 04-07-2018
آخر تحديث 04-07-2018 | 00:04
No Image Caption
جاءت القرارات الأخيرة لاتحاد الكرة الخاصة بزيادة عدد المحترفين واللاعبين غير الكويتيين، إضافة إلى إقامة الدوري الممتاز بمشاركة 10 أندية ودوري الدرجة الأولى بمشاركة 5 أندية فقط، لتثير حفيظة عدد كبير من الشارع الرياضي والخبراء والمدربين، خصوصا أن مثل هذه القرارات التي كانت في الأصل مقترحا لناديين أو ثلاثة على الأكثر سيكون لها مردود سلبي على الجميع.

"الجريدة"، بحياديتها المعهودة، استطلعت آراء 5 من المدربين السابقين والحاليين حول القرارات التي رفضها أغلبيتهم، وطالبوا بإعادة النظر فيها، أو بالأحرى التراجع عنها بشكل نهائي.

العصفور: قرارات جيدة

في البداية، أكد مدرب المنتخب الوطني ونادي السالمية السابق، صالح العصفور، أن الوضع تغير حاليا عن الفترة السابقة التي شهدت تعرّض الكرة الكويتي للإيقاف على المستوى الخارجي، وبعد رفع التعليق فإن الأندية مقبلة على المشاركات الخارجية، سواء في البطولة العربية أو دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، إلى جانب البطولة الخليجية، لذلك فمن البديهي أن يتم التعاقد مع عدد أكبر من المحترفين، مضيفا أن الحديث عن اللاعبين من أبناء فئة غير محددي الجنسية بأنهم سيؤثرون على اللاعب الكويتيي هو كلام سياسي ولا له علاقة بكرة القدم، والدليل أن المنتخبات الوطنية استعانت بهم ولم تفرق بينهم وبين اللاعب الكويتي.

وشدد العصفور على أن اللاعب الكويتي الجيد سيفرض وجوده على الجميع، سواء كانوا المحترفين أو غير الكويتيين، موضحا أن ثمة مسؤولية تقع على كاهل الجميع تتمثل في الاهتمام بشكل أفضل بالمواهب من سن صغيرة، فبروز مواهب في أي ناد لابد أن يتم صقلها عن طريق النادي واتحاد الكرة، وذلك على غرار الماضي الجميل الذي كان يشهد تجميع المواهب الكويتية مرة كل أسبوع.

ورفض القول إن قرار زيادة المحترفين سيؤثر على اللاعب الوطني أو المنتخبات، مؤكدا انه في حال التعاقد مع محترفين أكفاء مشهود لهم بالكفاءة، سيكون لهم مردود إيجابي على اللاعب الكويتي الذي سيحتك بمدارس كروية مختلفة من خلال البطولات المحلية.

وقال العصفور: "فيما يخص قرار زيادة الدوري إلى 10 أندية فهو أمر جيد من شأنه أن يشعل المنافسة في القمة والقاع، لكن تبقى إقامة دوري الدرجة الأول من 5 أندية فقط أمرا صعبا للغاية، لذلك كنت أتمنى أن يشارك 7 أو 8 فرق على أقل تقدير".

الهاجري: ضرورة التراجع عنها

ويختلف مدرب منتخب الناشئين السابق، عبدالعزيز الهاجري، بشدة مع العصفور، مؤكدا أن القرارات التي تم اتخاذها أخيرا بشأن زيادة عدد الفرق المشاركة في الدوري الممتاز وعدد المحترفين جانبها الصواب تماما، مبينا أن اتحاد الكرة لديه المزيد من الوقت كي يراجع حساباته قبل تفعيل هذه القرارات التي ستلقي بظلالها السلبية على الجميع دون استثناء.

وقال الهاجري: "رفع عدد المحترفين إلى 5 وغير الكويتيين إلى 3 أمر غير منطقي بالمرة، حيث كان يتعين على الأندية أن تتقدم بمقترحات لتقنين العدد وليس زيادته، فليس من المنطقي أن يوجد 5 لاعبين كويتيين فقط في التشكيل الأساسي".

وتابع: "من سيجلب 5 محترفين أكفاء هي الأندية الكبيرة التي تمتلك من الإمكانات الكثير، وهي الأندية ذاتها التي تمد المنتخبات بعدد كبير من اللاعبين، مما يعني في النهاية أنها لن تلعب نفس الدور مستقبلا في حال تفعيل القرارات، علما بأن عددا من الانتقادات كان يوجه للأجهزة الفنية للمنتخب الوطني الأول بضم لاعبين احتياطيين من الأندية، ومع الأسف الشديد هذا الأمر سيصبح أمرا واقعا، ولن يستطع أحد انتقاده".

وزاد: "مع الأسف الشديد طموحنا قبل القرار كان يتمثل في صناعة منتخب وطني قادر على مجاراة المنتخبات الخليجية والعربية ليس أكثر، متسائلا: كيف ستكون الحال بعد حجب فرصة اللاعب الكويتي؟!".

وأبدى الهاجري تعجبه من زيادة عدد فرق الدوري الممتاز، مؤكدا أن البطولة في الموسم الماضي شهدت منافسات حامية الوطيس، لا سيما على الهبوط، لكن الوضع سيختلف كثيرا بعد زيادة العدد، حيث سيهبط فريقان من بداية الدور الثاني، والأيام سوف تبرهن على ذلك، أما مشاركة 5 أندية فقط في دوري الدرجة الأولى فهي واقعة غريبة وغير مفهومة بالمرة.

واختتم الهاجري تصريحه مؤكدا أن القرارات يتحمل مسؤولية من اقترحها (الأندية) ومن وافق عليها (الاتحاد)، ومعربا عن أمنيته بأن تتم دراسة هذه القرارات مجددا، لا سيما أن التراجع عنها لن يسيء إلى أحد.

حمادة: إسفاف كروي

من جهته، وصف مدرب السالمية والكويت والمنتخب الوطني السابق عبدالعزيز حمادة القرارات التي صدرت أخيرا بـ "الإسفاف الكروي"، مؤكدا أن الجميع سيتضررون من هذه القرارات؛ سواء كانوا أندية أو منتخبات أو لاعبين أو حتى اتحاد كرة.

وأضاف: "ليس من المنطق أن تتقدم الأندية بمقترحات ثم يتم تنفيذها، فكل ما أخشاه حاليا أن تتقدم الأندية بمتقرح جديد مفاده لعب الكرة باليد في الدقائق العشر الأخيرة".

وشدد حمادة على أن البطولات الكويتية منذ عام 2012 أصبحت حقل تجارب، فمرة دوري دمج، ثم دوري درجتين بمشاركة 8 فرق في الممتاز و7 في دوري الدرجة الأولى، ليتم تغييره بعد موسم واحد إلى 10 و5 فرق، مبينا أنه من البديهي أن مثل هذه القرارات ستجعل الكرة الكويتية "مكانك راوح".

ولفت إلى أن الموسم الماضي كان من أروع المواسم الكروية من حيث قوة الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، مشيرا إلى أنه من أبجديات الحياة هو الإبقاء على أي شيء ناجح كما هو دون تغيير، وليس إجراء تغيير عليه حتى يعود للخلف، كما أن إقامة دوري الدرجة الأولى من 5 فرق فقط و4 أقسام أمر غريب للغاية، ولم تسبقنا فيه أي دولة!

وأبدى حمادة أسفه على زيادة المحترفين، مؤكدا أنه مع الأسف الشديد الكرة الكويتية لا تجلب لاعبين محترفين، لكنها تجلب لاعبين أجانب لا يعلمون ما معنى الاحتراف، والدليل أن هناك لاعبا عمره 40 عاما تم قيده في أحد الأندية، مطالبا الأندية بضرورة جلب محترفين أكفاء على غرار المحترفين الذين تجلبهم الدول الخليجية والعربية، أو المطالبة بتقليصهم إلى لاعبين فقط، حتى تستفيد منهم الأندية، وليس استفادتهم هم من الأندية!

واختتم حمادة كلامه مؤكدا أنه مع الأسف فإن الكرة الكويتية تسير من سيئ إلى أسوأ، مطالبا الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه اللعبة، والتراجع عن مثل هذه المقترحات غير المدروسة.

عسكر: ستنعكس سلباً على اللاعبين

من جانبه، طالب مدرب العربي السابق أحمد عسكر، اتحاد الكرة بضرورة إعادة النظر بهذا القرار، خصوصا أنه ينعكس سلبا على اللاعب الكويتي بشكل عام، ويقلل من فرصه بالمشاركة في المباريات بشكل متسمر وأساسي، مما ينعكس سلبا على مسألة إعداده الفني والبدني وكسب الخبرة.

وقال: من وجهة نظر فنية، هذا القرار على عكس مصلحة اللاعب الكويتي، وينعكس سلبيا على منتخبنا الوطني وعلى إعداده، خصوصا أن الأزرق في طور إعادة تأهيل وتحديد، وهو بحاجة الى وفرة وعدد كبير من اللاعبين الجاهزين لتمثيل المنتخب من أجل الوصول إلى طور المنافسة مع بقية المنتخبات.

وفيما يخص زيادة عدد أندية الدرجة الممتازة الى 10 أندية، وتقليل أندية الدرجة الأولى إلى 5، أفاد بأن القرار له إيجابيات وسلبيات في نفس الوقت، وهو بحاجة الى إدخال بعض التعديلات ليكون مناسبا للجميع.

وتابع: سيكون القرار جيدا بالنسبة للدرجة الممتازة، ومن شأنه رفع عدد المباريات وزيادة حدة المنافسة بين الجميع، بينما سيقلل من ذلك بالنسبة إلى دوري الدرجة الأولى في ظل هذا القرار بات لزاما على الاتحاد إدخال أندية جديدة من دوري الوزارات أو أندية المصارف للتفوق على هذه المعضلة التي سيواجهها دوري المظاليم.

عبدالكريم: زيادة مُبالغ فيها

من ناحيته، وصف مدرب الصليبيخات والجهراء السابق، أحمد عبدالكريم، قرار زيادة عدد المحترفين بالمُبالغ فيه في الدوري الكويتي، وهو المصدر الوحيد المغذي لمنتخبنا الوطني.

وقال: ٥ محترفين على أرضية الميدان عدد كبير جدا، وليست له أي فائدة للاعب الكويتي أو منتخبنا الوطني، وكذلك يقلل فرص اللاعبين الصاعدين بالمشاركة واللعب وكسب الخبرة والاحتكاك.

وتابع: "كرتنا لا تملك لاعبين كويتيين محترفين بالخارج، والاعتماد على المنافسات المحلية في إبراز اللاعبين المميزين، وقرار زيادة المحترفين يقلل من حظوظ اللاعب الكويتي، وينعكس سلبا على الأزرق المقبل على مرحلة مهمة وحساسة، ويحتاج بها إلى أكبر عدد ممكن من اللاعبين.

ولفت إلى أنه لا يرى أي ضرر في إمكان التعاقد مع ٥ محترفين وتسجيلهم في قائمة الفريق، ولكن يجب أن تحدد مشاركتهم على أرضية بحيث لا يزيد العدد على ٣ أو ٤، كما هو معمول سابقا.

وشدد عبدالكريم على أن دوري الدرجة قد ظلم بتقليل عدد أنديته الى 5 أندية، حيث إن هذا القرار سينتج عنه دوري ضعيف جدا وبلا فائدة، إذ سيقتل روح المنافسة ويحد منها، ويلغي فائدة الاحتكاك، لاسيما أن اللاعب سيواجه 4 أندية طوال الموسم.

العصفور: القرارات جيدة وعلى اللاعب الكويتي إثبات جدارته وصقل موهبته ضروري

الهاجري: قرارات غير صائبة والتراجع عنها أمر ضروري فالجميع سيتضررون منها

حمادة: ستلقي بظلالها السلبية على الجميع وسبقنا كل الدول في إقامة دوري بمشاركة 5 فرق

عسكر: ستلحق الضرر باللاعبين الكويتيين وستؤثر سلباً على إعدادهم فنياً وبدنياً

عبدالكريم: الدوري الكويتي هو الرافد الوحيد للمنتخب الوطني وزيادة المحترفين قرار مبالغ فيه
back to top