سرطان البروستات... 63 مؤشراً جينياً جديداً

نشر في 30-06-2018
آخر تحديث 30-06-2018 | 00:02
No Image Caption
نجح مشروع بحث دام ست سنوات في تحديد 63 تبدلاً جينياً يسهم في الإشارة إلى تفاقم خطر سرطان البروستات في حالة بعض الرجال.
أجرت الدراسةَ كلية الطب في كليفلاند التابعة لجامعة كيس ويسترن ريسورف، ونُشرت نتائجها أخيراً في مجلة Nature Genetics.
تُحدد المؤشرات الجينية، التي تُدعى «تعددات أشكال النوكليوتيدات المفردة» (SNPs)، على مستوى الحمض النووي. ولا ترتبط بسرطان البروستات فحسب، بل تشكّل أيضاً إشارة تخبر الأطباء أن الإنسان أكثر عرضة لعدد من الأمراض المحددة.

تسهّل هذه المؤشرات الجينية تحديد مدى ضرورة الخضوع لفحوص سرطان بروستات دورية، فضلاً عن وتيرتها. لدراستها، قاد الدكتور فريدريك ر. شوماخر، باحث متخصص في علم الأوبئة السرطانية، فريقاً دولياً ضمّ أكثر من مئة باحث.

قبل هذه الدراسة، نجح الباحثون عموماً في تحديد مئة من تعددات أشكال النوكليوتيدات المفردة التي يمكن ربطها بارتفاع سرطان البروستات. وتزيد هذه الاكتشافات الأخيرة مؤشرات سرطان البروستات المعروفة بأكثر من 05%.

تفحّص الدكتور فريدريك ر. شوماخر وزملاؤه تسلسلات الحمض النووي لنحو 140 ألف رجل من أصول أوروبية، منها بيانات من دراسات سابقة. عانى 80 ألفاً تقريباً من هؤلاء الرجال سرطان البروستات، في حين لم تظهر على 60 ألفاً آخرين أية إشارة إلى المرض.

مع هذه البيانات، تمكن الباحثون من تحديد 63 مؤشراً جينياً جديداً لدى مَن عانوا سرطان البروستات، علماً بأن هذه المؤشرات لم تظهر في حمض الرجال الأصحاء النووي.

يذكر شوماخر: «تتيح لنا اكتشافاتنا تحديد مَن يجب أن يخضعوا مبكراً وبانتظام لفحوص المستضد البروستاتي النوعي. وقد تتمكن هذه النتائج في المستقبل من توجيه القرارات العلاجية».

يضيف مشيراً إلى أن هذا «الاكتشاف الجيني» قد يشكّل عاملاً مهماً يأخذه الأطباء في الاعتبار أيضاً عند تفكيرهم في علاج سرطان البروستات.

يوضح الباحثون أن ثمة 500 إلى ألف مؤشر جيني يرتبط على الأرجح بسرطان البروستات. لكن شوماخر يؤكد ألا داعي لوضع خريطة لها كلها. يكفي أن نعرف 01% إلى 02% منها لإصدار توصيات بشأن توجيهات الفحوص، حسبما يؤكد الباحث.

فحوص

سرطان البروستات «نوع السرطان الأكثر شيوعاً» بين الرجال. تفيد جمعية السرطان الأميركية أن خطره يرتفع مع التقدم في السن بما أن نحو 6 من كل 10 حالات «تظهر لدى رجال مسنين تخطوا الخامسة والستين من العمر». كذلك تُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً بين مَن يملكون تاريخاً عائلياً مع هذا المرض، خصوصاً إذا كان والد المريض أو أحد إخوته مصاباً به.

يسهم فحص المستضد البروستاتي النوعي، المصمم لقياس مقدار هذا البروتين في الدم، في تحديد احتمال التعرض لسرطان البروستات. يكون معدله مرتفعاً غالباً في حالة مَن يعانون سرطان البروستات ويدفع الطبيب إلى إجراء مزيد من الفحوص وربما إخضاع المريض للعلاج إذا دعت الحاجة.

تقدّم جمعية السرطان الأميركية راهناً توصيات مختلفة بشأن فحص سرطان البروستات. أولاً، توصي الرجل بالتحدث إلى طبيبه بشأن مخاطر فحص المستضد البروستاتي النوعي وفوائده المحتملة.

في حالة مَن يقررون الخضوع للفحص ويتبين أنهم لا يعانون سرطان البروستات، تعتبر الجمعية أن لا داعي لأن يخضعوا مجدداً له إلا بعد سنتين إذا كان معدل المستضد البروستاتي النوعي في دمهم أدنى من 2.5 نانوغرام في المليلتر. أما مَن يبلغ المعدل في دمه 2.5 نانوغرام في المليلتر أو أعلى، فعليه تكرار الفحص سنوياً.

خطوات تالية

فضلاً عن التحقق من المتغيرات الجينية التي تُعتبر أكثر قدرة على توقع ارتفاع الخطر (العمل الذي يركّز عليه شوماخر وزملاؤه راهناً)، يدرس الباحثون أيضاً الاختلافات الجينية في حالة رجال من أعراق عدة، منهم الأميركيون المتحدرون من أصول أفريقية ومن أصول آسيوية.

صحيح أن أعمال الباحثين لم تنتهِ بعد، إلا أن النتائج التي توصلوا إليها واعدة، بما أن تقييم خطر سرطان البروستات مهم لرجال كثر، فضلاً عن أصدقائهم وعائلاتهم.

تُعتبر هذه الدراسة محدودة لأنها لم تتناول سوى رجال من أصول أوروبية. إلا أن الباحثين يجرون اليوم المزيد من الأبحاث تشمل رجالاً من خلفيات أخرى.

يرتفع مع التقدم في السن بنحو 6 من كل 10 حالات
back to top