أرجوحة: «كفيت ووفيت يا حمد»

نشر في 29-06-2018
آخر تحديث 29-06-2018 | 00:09
 د. مناور بيان الراجحي «كفيت ووفيت» يا حمد الدعيج طوال مسيرة امتدت ستة عشر عاماً في العمل الثقافي والدبلوماسي كان ملؤها الإخلاص والعمل والتفاني ورفع راية الكويت في كل المحافل، والوجود الحقيقي والفعال في كل المناسبات، حتى صار حمد الدعيج مكوناً رئيساً من مكونات الجالية الكويتية والطلاب الدارسين بالأردن، وفي مختلف المحافل أصبح اسمه يتردد كاسم كويتي وكعلامة بارزة تدل على قوة ونجاح العنصر البشري الكويتي.

كفيت ووفيت يا حمد الدعيج كرئيس للمكتب الثقافي في الأردن، أحبه الطلبة والتفوا حوله طوال السنوات الثماني، وعلموا وخبروا ما يبذله من جهد في جميع الجامعات والكليات؛ بل الأقسام ليذلل كل الصعاب والمشكلات أمام أبنائنا الطلبة وغيرهم في الأردن، فانعكس ذلك على عدد الطلبة المبتعثين والدراسين في الجامعات الأردنية، وانعكس على المستوى العلمي والأكاديمي لأبنائنا وبناتنا، وانعكس على صعيد المتابعة المستمرة والدؤوبة لمختلف الطلبة، مما كان له أثره في لجوء أبناء الجاليات الأخرى إلى حمد الدعيج ليحل لهم مشاكلهم، مما خبروه عنه من إخلاص وحب وعطاء وتفانٍ في عمله، وكم من القصص التي ذكرناها ويذكرها كل من درس بالأردن عن مواقف حمد الدعيج كمستشار ثقافي للكويت في الأردن، فلله درك يا حمد.

كفيت ووفيت يا حمد كسفير خبر دروب المملكة الأردنية الهاشمية وشعابها وهضابها، فكان انتقالك من رئيس المكتب الثقافي، إلى سفير الكويت بالأردن، هو انتقال الخبير الاسترتيجي الماهر ببواطن الأمور، وبالاحتياجات والإيجابيات والسلبيات والفرص والتحديات، فكانت ثمرة إخلاصك التطور الكبير في العلاقات الأردنية الكويتية، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى اجتماعيا، وكانت مكانتك الكبيرة عند جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومات المتعاقبة لا يجهلها أحد، وكان حضورك الدائم في توطيد العلاقات القوية بين البلدين، والأرقام والشواهد والحقائق كلها حاضرة تؤيد ما قدمته طوال ثماني سنوات في الحقل الدبلوماسي بإخلاص ووفاء وتفانٍ، وكل من درس وعاش في الأردن طوال هذه السنوات الست عشرة الماضية، يدرك تمام العلم أن حمد الدعيج كفى ووفى، وكان خير رسول أرسلته الكويت إلى أرض الأردن المباركة الطيبة.

كفيت ووفيت يا حمد كسفير للعمل الإنساني، فكم مشت قدماك في أرض الأردن طولا وعرضا وحتى أطراف الحدود الأردنية لإغاثة الشعب الفلسطيني ومن ثم العراقي في السابق والشعب السوري في الحاضر، وكم اعتادت قدماك الذهاب الى مخيمات اللاجئين، حتى قالوها في وجهك صراحةً "لقد كفى أهل الكويت ووفوا في حقنا"، لقد جزاك الله عن عملك الخير في الدنيا يا حمد بحب الناس، والالتفاف حولك، وسيرتك العطرة الطيبة، وأرجو المولى عز وجل أن يكتب لك الأجر والثواب الكبير والعظيم في الآخرة، بإخلاصك ونيتك الصادقة في العمل الخيري والإنساني الذي قدمته طوال كل هذه السنوات، ولكم خبرتك تواقاً مبكراً مسرعاً الى عمل الخير وتقديم المساعدة لإخواننا اللاجئين والمحتاجين والضعفاء، فاللهم اجز أخي حمد خير الجزاء، وارزقه الإخلاص في القول والعمل، وبارك في أعماله الصالحة.

كفيت ووفيت ياحمد كواحد من خير السفراء الذين مثلوا دولة الكويت، ومثلوا أمير الإنسانية وقائدها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فكنت سائراً على دربه متتبعاً خطاه في العمل التنموي والخيري والإنساني، ضارباً أروع الأمثلة في كيفية التعلم من القائد الحكيم الذي سار بنا نحو السلام في ظل أمواج الحرب والدمار والإرهاب العاتية، والآن ها أنت تعود مرة ثانية إلى الكويت بعد أن أديت مهمتك ورسالتك العظيمة، وكم تشتاق إليك الكويت يا حمد، وإلى كل أبنائها المخلصين والمجتهدين، الذين يسعون إلى عزة الكويت وتقدمها ورفع رايتها في كل المحافل، وأدعو الله أن تستمر مسيرة عطائك المتميزة في الكويت، كرجل استطاع أن يثبت بعمله وجهده ومثابرته، أن الكويتي قادر على أن يحقق المستحيل.

كفيت ووفيت يا حمد، رئيساً للمكتب الثقافي، وسفيراً، ورمزاً للكويتي المخلص المجتهد، ومثالاً يحتذى به لأبنائنا الطلاب، ومثلاً يضرب لكل العاملين في الخدمة العامة والمجال السياسي والدبلوماسي، وفي مختلف الدروب التي سرت بها يا حمد، حقاً كفيت ووفيت، ورفعت اسم الكويت، واليوم تعود للوطن واليوم تعود للبيت مرفوع الرأس يا حمد- بإذن ربي- ما حييت.

وأخيراً: نقول للعزيز سعادة السفير عزيز الديحاني "أنت خير خلف لخير سلف"، وللدعيج نقول "كفيت ووفيت يا حمد".

back to top