230 مهاجراً على متن «لايفلاين» عالقون في «المتوسط»

ماكرون يؤيد فرض عقوبات على الدول التي ترفض استقبال لاجئين

نشر في 24-06-2018
آخر تحديث 24-06-2018 | 00:00
شرطي إسباني إلى جانب مهاجرة إفريقية وابنها بعد إنقاذهم من البحر أمس الأول (رويترز)
شرطي إسباني إلى جانب مهاجرة إفريقية وابنها بعد إنقاذهم من البحر أمس الأول (رويترز)
أعلنت منظمة "ميشن لايفلاين" الألمانية أمس أن سفينتها "لايفلاين"، التي تهدد إيطاليا باحتجازها، تنتظر في المياه الدولية للتوصل الى حل دبلوماسي وتأمين امدادات لنحو 230 مهاجرا على متنها.

وترفض روما قطعيا السماح للسفينة بالدخول إلى مرفأ ايطالي. وقال ممثل الجمعية في ألمانيا اكسل شتاير: "ننتظر حلا دبلوماسيا، تجرى محادثات بين دول عدة" لاستقبال السفينة والناجين.

وأضاف شتاير أنه من المفترض أن تحصل السفينة اليوم من مالطا على "بطانيات وأدوية ومواد غذائية"، مؤكدا أنها ستبقى في المياه الدولية بانتظار التوصل الى حل.

وتتهم إيطاليا "ميشن لايفلاين"، غير الحكومية، أنها خالفت القانون الدولي بنقلها المهاجرين، في حين كان خفر السواحل الليبي يتدخل. وتؤكد المنظمة أنها أغاثت نحو 230 مهاجرا كادوا يغرقون، بينهم 14 امرأة و4 أطفال، وانها تخشى "من تكرار ما حصل مع سفينة اكواريوس قبل أسبوع".

وسفينة اكواريوس، التي استأجرتها منظمة "اس او اس ميديتيرانيه" الفرنسية غير الحكومية، رست الأحد الماضي في ميناء إسباني، بعد أسبوع من رفض إيطاليا ومالطا استقبالها.

وأجلت مالطا أمس شخصا واحدا من "لايفلاين"، وكتب رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات: "رغم عدم تحملها أي مسؤولية، قدمت مالطا إمدادات إنسانية، وتجري القوات المسلحة المالطية عمليات إخلاء طبية لشخص واحد"، وحث السفينة على الانتقال خارج مياه مالطا "لمنع التصعيد".

وانتقد موسكات "لايفلاين" بسبب تجاهل الأوامر الإيطالية بترك أمر إنقاذ المهاجرين لخفر السواحل الليبي، كما أصر على أن إيطاليا لا يمكن أن تطلب من مالطا فتح موانئها للسفينة، التابعة للمنظمة غير الحكومية.

وبينما أعلنت هيئة "سالفامينتو ماريتيمو" الحكومية الإسبانية إنقاذ 418 مهاجرا صباح أمس في 3 عمليات أجراها جهاز الإنقاذ البحري الإسباني قبالة السواحل الإسبانية، أكد وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني أمس أن مؤسسات الانقاذ الخيرية يمكن أن "تنسى" نقل المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية.

وكتب سالفيني: "أريد أن أؤكد مجددا أن تلك السفن يمكن أن تنسى الوصول إلى إيطاليا، أريد قطع نشاط التجار والغوغاء!"، مضيفا أن الحظر ينطبق أيضا على منظمات "برواكتيفيا أوبن أرمز" و"إس.أو.إس ميديتيراني" و"سيوتش"، و"سيآي"، وسفنها إما أن تكون في البحر أو في موانئ مالطا.

وفي سياق أزمة الهجرة التي عادت الى الواجهة في اوروبا، ترغب فرنسا في أن تقترح على شركائها الاوروبيين اتفاقا مع المانيا واسبانيا لادارة "اوروبية" لملف المهاجرين، وذلك في مستوى الاستقبال ودراسة الملفات أو "ترحيلهم" الى بلدانهم الاصلية، بحسب الرئاسة الفرنسية. وخلال قمة مصغرة اليوم في بروكسل تسبق قمة أوروبية حاسمة الخميس المقبل، يروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في توافق مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، لمقاربة "تعاونية" معاكسة للمقاربة "القومية" لمجموعة فيسيغراد (المجر وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا)، وهو يأمل أن يضم الى موقفه رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز الذي استقبله أمس.

لكن الدول الأربع، التي تقاطع القمة المصغرة اليوم، تجعل من غير المرجح التوصل إلى توافق أوروبي نهاية يونيو. وكانت ميركل أشارت الى أنه لن يكون هناك اتفاق في القمة، في حين تقول باريس ان الامر "صعب".

وفي الجوهر يقوم الموقف الفرنسي الالماني على عدم منح حق اللجوء الا للمهاجرين الذين يثبتون أنهم تعرضوا لاضطهاد وطرد المهاجرين الاقتصاديين. وتريد باريس ان تكون هذه السياسة أوروبية رافضة المراقبة الاحادية على الحدود التي تتبناها مجموعة فيسيغراد اضافة الى وزراء داخلية ايطاليا والنمسا واسبانيا.

وقال ماكرون انه يؤيد فرض عقوبات على الدول التي ترفض استقبال مهاجرين.

وفي المانيا واصل هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني، ضغوطه على المستشارة انجيلا ميركل، في الخلاف بينهما حول طرد اللاجئين الذين تم تسجيل طلب لجوئهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، من عند الحدود الألمانية.

وقال زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إن مبدأ صلاحية مستشار ألمانيا في إصدار تعليمات لأعضاء الحكومة، لن يردعه عن طرد هؤلاء اللاجئين من عند الحدود الألمانية.

وأعلن زيهوفر أنه "إذا لم تقدم قمة الاتحاد الأوروبي حلولا فعالة، فإنه سيتم طرد المهاجرين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للتكتل".

وحذر أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة ميركل، من أن الخلاف بين طرفي تحالف ميركل المسيحي، حول سياسة اللجوء، من شأنه أن يضر بالبلاد.

back to top