«المارينز» قد تؤوي «مخيمات مهاجرين» ومصير الأطفال غامض

ترامب يستضيف عائلات ضحايا قتلوا على أيدي مقيمين غير شرعيين ويتمسك بسياسة «عدم التساهل»

نشر في 24-06-2018
آخر تحديث 24-06-2018 | 00:04
ناشطات يساعدن الأمهات في العثور على أبنائهن في ماكلين بتكساس أمس الأول (أ ف ب)
ناشطات يساعدن الأمهات في العثور على أبنائهن في ماكلين بتكساس أمس الأول (أ ف ب)
لا يزال موضوع الهجرة غير الشرعية متصدراً في الولايات المتحدة. وكشفت تقارير أن البحرية قد تؤوي مخيمات للمهاجرين غير الشرعيين في قواعد المارينز، في وقت لا يزال الغموض يلف طريقة لم شمل العائلات التي تم فصلها بموجب سياسة عدم التساهل.
كشفت وثيقة داخلية نشرت أمس أن سلاح البحرية الاميركي يفكر في إقامة مخيمات بقواعد جوية سابقة لمشاة البحرية (المارينز) لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين الإضافيين في الاشهر المقبلة، دعما لسياسة الرئيس دونالد ترامب التي تقضي بعدم التساهل مع المهاجرين غير الشرعيين.

وقالت الوثيقة التي نشرتها مجلة "تايم" إن البحرية الأميركية يمكن أن تلبي طلب الرئيس بوضع أي سفينة يمكن أن تستخدم لايواء المهاجرين، بتصرف السلطات وحتى ببناء منشآت جديدة عبر إقامة مخيمات "مؤقتة ومتواضعة" في مدارج هبوط لم تعد تستخدم.

ويمكن ايواء حوالي 25 الف شخص في قواعد لم تعد تستخدم بالقرب من موبايل في ولاية الاباما. وقدرت كلفة ادارة هذه المنشأة بـ 233 مليون دولار لستة اشهر.

وتقترح الوثيقة ايضا انشاء مخيم لـ47 الف شخص في منشأة بالقرب من سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، و47 الفا آخرين في كامب ميدلتون اكبر قاعدة للمارينز بالقرب من يوما بولاية اريزونا.

ورفضت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الادلاء بأي تعليق حول هذه الوثيقة الداخلية التي لم تقررها السلطات العسكرية.

لكن ناطقا باسم "البنتاغون" اللفتنانت كولونيل جيمي ديفيس اشار الى ان وزارة الامن الداخلي الاميركية لم تقدم اي طلب رسمي الى وزارة الدفاع لايواء مهاجرين. وقال ان "وزارة الدفاع تعد بدقة خططا وتدرس كل منشآتها في البلاد لتتمكن من تلبية طلب مساعدة محتمل من وزارة الامن الداخلي لايواء مهاجرين غير شرعيين بالغين". واضاف "حاليا ليس هناك طلب من وزارة الامن الداخلي بان تهتم وزارة الدفاع بايواء مهاجرين غير شرعيين".

ووزارة الامن الداخلي التي تشرف على شرطة الحدود، مسؤولة عن احتجاز المهاجرين غير الشرعيين البالغين حتى تنظيم اوضاعهم او ابعادهم.

ويعهد بالقاصرين الى وزارة الصحة التي طلبت رسميا من البنتاغون الخميس ايواء عشرين الف طفل مهاجر دخلوا الاراضي الاميركية بدون مرافقين بالغين، في قواعد عسكرية.

وفي المرسوم الذي وقعه الاربعاء لوضع حد لتفريق عائلات المهاجرين السريين على الحدود، امر ترامب وزارة الدفاع بان تضع في حال الضرورة اي سفينة يمكن استخدامها لايواء المهاجرين بتصرف السلطات المعنية وحتى ببناء منشآت جديدة.

ولا يزال مصير 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مجهولا بعد يومين من إصدار الرئيس دونالد ترامب مرسوما ينهي فصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين في وقت اتهم الديمقراطيون باختلاق قصص "زائفة" عن معاناتهم لتحقيق مكاسب انتخابية.

ولم تتمكن الوكالات الحكومية من تحديد مصير الأطفال الذين تم إرسالهم إلى مخيمات وغيرها من المنشآت في انحاء البلاد ريثما توجه السلطات اتهامات لذويهم بشأن ارتكاب مخالفات تتعلق بالهجرة.

ورغم تراجعه بشأن مسألة فصل الأطفال عن ذويهم، فإن الرئيس أصر على التزامه بسياسة "عدم التساهل" الهادفة إلى منع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى.

وقال عبر "تويتر": "علينا الحفاظ على حدود جنوبية قوية. لا يمكننا السماح للمهاجرين غير الشرعيين باجتياح بلادنا في وقت يروي الديمقراطيون قصصهم الزائفة عن الحزن والاسى على أمل أن تساعدهم في الانتخابات".

وحض الرئيس نواب الحزب الجمهوري على "التوقف عن إضاعة وقتهم بمسألة الهجرة" إلى ما بعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر.

وتأتي تصريحات الرئيس غداة فشل الجمهوريين المنقسمين في الكونغرس في تمرير قانون كان سيتم بموجبه إصلاح القوانين المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين واقتراح آخر تم تأجيل التصويت عليه حتى الأسبوع المقبل.

وبقيت الإدارة الأميركية محاصرة بالشهادات المستمرة من عائلات غير قادرة على العثور على أطفالها وسط غياب المنظومة اللازمة للم شملهم.

وصباح أمس الأول، تظاهر محتجون خارج منزل وزيرة الامن الداخلي كريستن نيلسن، ورفعوا لافتات كتب عليها "خاطفة الأطفال" بأحرف كبيرة إلى جانب صور نيلسن التي تعرضت لانتقادات شديدة.

وبدأت السلطات لم شمل بعض العائلات. لكن لم يتضح إن كانت عمليات لم الشمل هي لـ 700 طفل اخذوا من ذويهم بين اكتوبر وابريل أو لـ 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم منذ بدأت ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين قانونيا مطلع مايو.

ولم يحصل الأهالي على كثير من المعلومات بشأن الكيفية التي سيتمكنون خلالها من رؤية أطفالهم مجددا.

ويواجه الجمهوريون الذين يحظون بالأغلبية في الكونغرس ضغوطا متزايدة للتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية لكن النواب فشلوا الخميس في تمرير أي من القانونين في مؤشر على شدة الانقسامات التي تشهدها صفوف الحزب.

وعبر عشرات الآلاف من كل من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور واجزاء من المكسيك التي تعاني جميعها من الفقر والعنف الحدود الأميركية منذ العام الماضي حيث قدموا طلبات لجوء، لكن حملة السلطات الأمنية لم تردعهم.

وبدت الحكومة مستعدة لسيناريو استمرار تدفق المهاجرين. وافادت وزارة الدفاع أنها تجهز 20 الف سرير مؤقت في قواعد عسكرية لابقاء الأطفال الذين يعبرون الحدود وهم غير مصحوبين ببالغين.

ويتم حاليا احتجاز نحو عشرة الاف طفل غير مصحوبين ببالغين إضافة إلى اولئك الذين تم فصلهم عن ذويهم على الحدود.

وأمس الأول، استضاف ترامب عائلات الأشخاص الذين قتلوا على أيدي مهاجرين غير شرعيين، واستغل الفرصة للرد على وسائل الإعلام المناهضة له بسبب تغطيتها السلبية لسياساته المتشددة إزاء الهجرة.

وقال ترامب في حفل أقيم في البيت الأبيض لعائلات الضحايا "هؤلاء هم المواطنون الأميركيون الذين انفصلوا بشكل دائم عن أحبائهم. هذه هي العائلات التي تتجاهلها وسائل الإعلام. إنها لا تتحدث عنهم. هذا أمر غير عادل".

وقال في حديثه إلى عائلات ضحايا المهاجرين: "خسارتكم لن تكون عبثا. سنؤمّن حدودنا". كما رفض الإحصائيات التي تشير إلى أن المهاجرين أقل عرضة لارتكاب جرائم من السكان المولودين في الولايات المتحدة، قائلا: "هذا غير صحيح. تسمع هذا وكأنهم أشخاص أفضل من مواطنينا... هذا ليس صحيحًا".

ومضى يقول إن أكثر من 15 ألف أميركي لقوا حتفهم بسبب جرعة زائدة من الهيروين في عام 2016، وأن نسبة 90 في المئة من الهيروين جاءت "عبر الحدود الجنوبية".

back to top