الأسد «يقضم» درعا ويعتبر التفاوض مع ترامب مضيعة وقت

• مقتل قائد إيراني كبير وضربة تستهدف «داعش»
• «قسد» تلتقي «حشد» العراق

نشر في 24-06-2018
آخر تحديث 24-06-2018 | 00:05
عسكري روسي يساعد طفلاً سورياً على ارتداء حذاء جديد خلال عودته مع قافلة نازحين من إدلب إلى مناطق سيطرة النظام أمس (أ ف ب)
عسكري روسي يساعد طفلاً سورياً على ارتداء حذاء جديد خلال عودته مع قافلة نازحين من إدلب إلى مناطق سيطرة النظام أمس (أ ف ب)
مع استمرار قواته في القضم التدريجي بالمنطقة الحدودية مع الأردن وإسرائيل على حساب فصائل المعارضة المدعومة من واشنطن، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أي محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب "مضيعة للوقت".
بعد ساعات على استفزازاته الولايات المتحدة واستهداف حلفائها في المنطقة الحدودية مع العراق والأردن، وصف الرئيس السوري بشار الأسد، إمكانية إجراء محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بأنها "مضيعة للوقت".

واعتبر الأسد، في مقابلة مع قناة "إن تي في" الروسية، أن النقاش أو التحدث أو التفاوض مع الخصم أو أي شخص آخر بالطبع هو أمر مثمر، "لكن في هذه الحالة، ومنذ المفاوضات الأولى مع الولايات المتحدة سنة 1974، فإننا لم نحقق أي شيء في أي موضوع ومناقشتهم الآن دون سبب ودون تحقيق شيء مجرد إضاعة للوقت".

واتهم الأسد، في المقابلة التي نشرت مقتطفات منها صفحة الرئاسة السورية على "فيسبوك" مساء أمس الأول، الرؤساء الأميركيين بأنهم "رهائن لدى مجموعات الضغط لديهم، لوسائل الإعلام الرئيسية، للشركات الكبرى، المؤسسات المالية، شركات النفط والأسلحة، وغيرها"، مؤكداً: "انهم يستطيعون قول ما نرغب في سماعه، لكنهم سيفعلون العكس، هذا هو الحال وهو يزداد سوءاً وترامب مثال صارخ على ذلك".

وقال: "لا يسعدنا التحدث إلى الأميركيين لمجرد أنهم أميركيون. نحن مستعدون للحوار مع أي طرف يثمر النقاش معه. ولا نعتقد أن السياسة الأميركية ستكون مختلفة في المستقبل المنظور".

معركة درعا

وعلى الأرض، أحرزت قوات الأسد والميليشيات المساندة أمس، أول تقدم على حساب فصائل المعارضة في محيط منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي بسيطرتها على قرى البستان الشومرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى المدورة والعلالي وبرغشة والشياحات.

وبحسب "الإعلام الحربي" ​للجيش السوري​، فإن التقدم، الذي أكده قائد فصيل "جيش أحرار العشائر" المعارض راكان الخضير (أبو حاتم)، يتركز حالياً على محور أقصى الشمال الغربي للسويداء باتجاه منطقة اللجاة، إلى جانب محاور بلدة مسيكة وبصر الحرير، مشيراً إلى قوات الأسد، بقيادة "قوات النمر" ودعم الميليشيات الإيرانية، تسعى إلى السيطرة على بلدتي المسيكة وبصر الحرير لفصل منطقة اللجاة، المعروفة جغرافيتها الصخرية وبيئتها العشائرية، وعزلها بشكل كامل عن مناطق الريف الشرقي لتجنب دخولها عسكرياً والضغط على الفصائل للاستسلام دون قتال، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن وما نقله موقع "عنب بلدي" عن أبوحاتم.

مستقبل السويداء

ومع تأكيد السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين بدء "الجيش السوري بدعم من القوات الروسية استعادة أراضيه في الجنوب"، زار وفد روسي مبنى محافظة السويداء، واجتمع بشكل مغلق مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وناقشوا مستقبل المحافظة والمصالحات والأوضاع الداخلية والجهات المسلحة الفاعلة على الأرض، بالإضافة إلى بحث في أوضاع الريف الغربي وحماية المدنيين.

وفي وقت سابق، هاجمت قوات النظام، مواقع لفصيل "مغاوير الثورة" المدعوم أميركياً في بلدة حراك بدرعا بالبراميل المتفجرة، للمرة الأولى منذ عام، الأمر الذي ردت عليه واشنطن بضربة محدودة.

وفيما حضّت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي روسيا على ممارسة نفوذها لدى النظام السوري "ليتوقف" عن انتهاك اتفاق خفض التوتر في جنوب سورية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من "مخاطر كبيرة" على الأمن الإقليمي، داعياً إلى وقف فوري للتصعيد العسكري الحالي، واحترام جميع الأطراف التزاماتها الدولية وحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.

«قسد» و«الحشد»

وفي تطور ميداني لافت، سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس الأول، على معبر تل صفوك الواقع على بعد 55 كيومتراً جنوب شرق مدينة الحسكة على الحدود مع العراق، والذي يشكل أحد أكبر خطوط تمويل تنظيم "داعش" وإمداده بالذخائر والأسلحة بين الجانبين.

ونشرت الوحدات الكردية تسجيلاً مصوراً، أمس، يظهر فيه التقاء "قسد" مع مقاتلين آخرين يحملون العلم العراقي، بالتزامن مع نشر ناشطين عراقيين لصور قالوا إنها للحظة التقاء القوة السورية المدعومة أميركياً، مع قوات "اللواء 29" التابع للحشد الشعبي الموجود منذ عام في الجانب العراقي من المعبر.

وضمن حملة "عاصفة الجزيرة"، تمكنت "قسد" من السيطرة على معبر تل صفوك بعد ساعات من دخولها قرية الذيبة، قادمة من بلدة الدشيشة بالتنسيق مع الجيش العراقي عبر قيادة التحالف الدولي، الذي أمن بدوره القصف المدفعي إلى حين التقدم والسيطرة على المعبر.

في هذه الأثناء، قتل 45 عنصراً من «داعش» بينهم قياديون في غارة جوية عراقية على 3 أهداف للتنظيم المتطرف داخل الأراضي السورية.

وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن طائرات «إف 16» نفذت «ضربة جوية موفقة استهدفت اجتماعا لقيادات «داعش» في 3 أوكار» في منطقة هجين شرق سورية، ما أسفر عن «تدمير الأهداف بالكامل، وقتل نحو 45 إرهابياً».

ثأر عراقي

إلى ذلك، أعلنت ميليشيات "حزب الله العراقية" أنها ستثأر قريباً لمقتل 22 من مقاتليها قضوا في الغارة الإسرائيلية الأسبوع الماضي على منطقة البوكمال في دير الزور.

في هذه الأثناء، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية عن مقتل القائد الميداني للقوات الإيرانية العميد شاهروخ دايي بور، أمس الأول، في مدينة البوكمال شرق سورية، موضحة أنه كان متخصصاً ومدرباً على صواريخ "التاو"، وكان مدرباً على مضادات الدروع، كما كان يشرف على تدريب عناصر من ميليشيات "حزب الله" اللبناني على مدى السنوات الماضية.

وبينما زعمت الوكالات الإيرانية أن دايي بور، الذي تم إرساله من محافظة كرمنشاه للقتال في سورية، قتل "في مواجهة فلول "داعش"، قال ناشطون إيرانيون إنه لقي مصرعه بالغارات الإسرائيلية يوم الجمعة على مواقع الحرس الثوري والميليشيات العراقية والأفغانية قرب الحدود.

back to top