الولايات المتحدة تستعجل الحرب التجارية مع الصين

فرضت رسوماً جديدة بـ 167%... وألمانيا قلقة من حدوث «ضرر لا يمكن إصلاحه» بالعلاقة مع أميركا

نشر في 21-06-2018
آخر تحديث 21-06-2018 | 00:03
No Image Caption
انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس الأول متأثرة بالقلق حيال تفاقم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الضغوط على قطاعي الطاقة، وسجل «داو جونز» أطول سلسلة خسائر منذ 15 شهراً.
قالت جمعية الألمنيوم الأميركية، إن وزارة التجارة خلصت إلى أن منتجات لفائف الألمنيوم الصينية تباع في أسواق الولايات المتحدة بأقل من القيمة العادلة، وإن رسوماً لمكافحة الإغراق نسبتها 167.16 في المئة ستفرض عليها. ورحبت الجمعية بالقرار.

واعتادت جمعية الألمنيوم إعلان النتائج، التي توصلت إليها تحقيقات وزارة التجارة ذات الصلة بمكافحة الإغراق والدعم قبل أن تعلنها الوزارة نفسها.

وقالت رئيسة الجمعية هايدي بروك في بيان: «تحرك اليوم من وزارة التجارة هو بالضبط ذاك النوع من الإنفاذ القوي والمستهدف (للقانون) في التجارة، الذي نحتاجه لدعم نظام تجاري عالمي يكون مستنداً إلى أسس وقواعد».

وللفائف الألمنيوم عدة استخدامات، بداية من واجهات المباني، وصولاً إلى اللوحات الإرشادية في الشوارع وهياكل المقطورات.

​وتراجعت الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، وسط تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم.

وبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة 1.8 مليار دولار بين يناير ومايو، وبانخفاض 92 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها في 2017، وهو أقل مستوى خلال سبع سنوات، وفقاً لشركة الأبحاث المعنية برصد الاستثمارات الصينية الأجنبية «روديوم غروب».

ويأتي هذا الانخفاض الكبير وسط تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ومع زيادة القيود الأميركية على الاستحواذات الصينية على الشركات. وقال أحد معدي التقرير ثايلو هنيمان المدير في «روديوم غروب»، إن النهج الأكثر تصادماً لإدارة ترامب تجاه العلاقات الاقتصادية مع الصين أثار بعض الشكوك في أذهان الشركات حول موقفها في الولايات المتحدة.

من جانبه، عبر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس الأول، عن قلقه من إمكانية أن يلحق ضرر لا يمكن إصلاحه بعلاقات أوروبا مع الولايات المتحدة وحث واشنطن على ألا تنظر إلى العالم على أنه «حلبة ملاكمة يقاتل فيها الجميع بعضهم بعضاً».

جاءت تصريحات شتاينماير بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات المعادن من الاتحاد الأوروبي وانتقاده لزعامة ألمانيا السياسية.

وقال الرئيس الألماني، الذي شغل منصب وزير الخارجية لولايتين، وفقاً لنص خطاب من المقرر أن يدلي به في لوس أنجلس: «لست قلقاً بشأن مستقبل الديمقراطية الأميركية بقدر قلقي على مستقبل شراكتنا عبر الأطلسي».

وأضاف «لكن الأضرار الناجمة عن صدمة اليوم يمكن أن تكون أشد عمقاً وطويلة الأمد، وفوق كل شيء، غير قابلة للإصلاح».

وقال شتاينماير، «أعتقد أن أميركا تحتاج إلى شركاء» لكن لا يمكن لأميركا إدراك مثل هذه الشراكة، إذا تعاملت مع العالم باعتباره «حلبة ملاكمة يقاتل فيها الجميع بعضهم بعضاً».

وفي أسواق المال، انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الثلاثاء متأثرة بالقلق حيال تفاقم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الضغوط على قطاعي الطاقة، وسجل «داو جونز» أطول سلسلة خسائر منذ 15 شهراً.

وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.1 في المئة أو 287 نقطة إلى 24700 نقطة بعد خسائر تجاوزت 400 نقطة خلال الجلسة، كما انخفض «ناسداك» بنسبة 0.3 في المئة أو 21 نقطة إلى 7725 نقطة، في حين تراجع «S&P 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.4 في المئة أو 11 نقطة إلى 2762 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.7 في المئة أو نقطتين إلى 383 نقطة. وتراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني (- 27) نقطة إلى 7603 نقاط، وهبط مؤشر «داكس» الألماني (- 156) نقطة إلى 12677 نقطة، وانخفض المؤشر الفرنسي «كاك» (- 59) نقطة إلى 5390 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية نهاية تعاملات أمس، مع توقعات لأعضاء البنك المركزي الياباني بنمو الاقتصاد بشكل معتدل، واستقرار الين مقابل الدولار.

وصعد مؤشر نيكي 1.24 في المئة ووصل إلى 22555 نقطة، وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.51 في المئة عند مستوى 1752 نقطة. واستقر الدولار مقابل العملة اليابانية عند مستوى 110.12 ين.

وتوقع أعضاء لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي الياباني استمرار نمو الاقتصاد بوتيرة متواضعة، وفقاً لمحضر اجتماع البنك في الـ 27 والـ 28 من أبريل المعلن أمس.

ولا يزال المستثمرون يتخوفون من نتيجة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي، بعد التهديدات المتبادلة الأخيرة بفرض رسوم جمركية على واردات البلدين.

أيضاً، ارتفعت الأسهم الصينية بنهاية تعاملات أمس، بعد تأكيد البنك المركزي الصيني الحفاظ على السيولة ودعم استقرار الأسواق.

و​ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.27 في المئة ووصل إلى 2915 نقطة، ولكنه لا يزال أدنى 3 آلاف نقطة عند أقل مستوياته في 20 شهراً، كما صعد مؤشر تشنزن المركب 1.165% إلى 1612 نقطة.

وهبط الدولار مقابل العملة الصينية 0.18% إلى 6.4734 يوان، بينما ارتفع عائد السندات الأميركي استحقاق عشر سنوات إلى 2.90%، في تمام الساعة 12:24 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

وتأثرت الأسواق الصينية بسبب تصاعد التهديدات التجارية بين الولايات المتحدة وبكين خلال الأيام الماضية بفرض رسوم جمركية على واردات البلدين.

وهدأت أسواق الأسهم الصينية امس بعد مقابلة قصيرة أجريت على «شنجهاي سيكيوريتيز نيوز» مع محافظ البنك المركزي الصيني، الذي أكد على أن بنك الشعب الصيني سوف يحافظ على السيولة بالأسواق ويدعم الاستقرار المعقول، وأوضح أن كله ثقة تجاه الاساسيات الاقتصادية في الصين.

حذف سهم «جنرال إلكتريك» من مؤشر «داو جونز»

أُزيل سهم «جنرال إلكتريك» (GE.N) من مؤشر «داو جونز» الصناعي، تمهيداً لاستبداله بسهم «وولجرين بوتس ألايانس» (WBA.N).

وكان سهم «جنرال إلكتريك» جزءاً من مؤشر «داو جونز» عندما أدرج للمرة الأولى عام 1896، وأفاد مدير المؤشر «ديفيد بليتزر» بأن الاقتصاد الأميركي تغير وأصبحت ثقة المستهلك والرعاية الصحية والقطاع المالي وشركات التكنولوجيا بارزة بشكل أكبرمن ذي قبل مقارنة بتراجع أهمية الشركات الصناعية.

وأكدت «جنرال إلكتريك» أن الانخفاض الحاد للسهم أخيراً ساعد إدارة «داو جونز» على اتخاذ القرار بحذفه.

«داو جونز» يغلق على انخفاض للجلسة السادسة على التوالي
back to top