لماذا يتعلّق الأطفال الخدج بالحياة؟

نشر في 20-06-2018
آخر تحديث 20-06-2018 | 00:00
No Image Caption
بفضل التقدم الحاصل في مجال العناية المركّزة والتدريبات المكثفة التي تتلقاها الفِرَق الطبية، ينجو 85% من الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم. لكن ما هي العوامل التي تضمن نجاة هذه الكائنات الصغيرة؟

ثلاث فئات أساسية

• الولادة المبكرة بدرجة خفيفة: تحصل الولادة بين الأسبوع الثاني والثلاثين ونهاية الأسبوع السادس والثلاثين.

• الولادة المبكرة بدرجة كبيرة: تحصل الولادة بين الأسبوع الثامن والعشرين ونهاية الأسبوع الثاني والثلاثين.

• الولادة المبكرة بدرجة فائقة: تحصل الولادة قبل الأسبوع الثامن والعشرين.

ولادة عنيفة وانفصال فوري

سواء وُلد الطفل بطريقة طبيعية أو خلال عملية قيصرية، لا مفر من وضعه في الحاضنة. يسهل أن يزعزع هذا الوضع نفسية الأم إذا لم تجد مهد الطفل بالقرب منها وقد تصبح هذه الولادة غير واقعية بنظرها. حتى أنها قد تشعر بحركته في بطنها ولا تصدّق عدم قدرتها على احتضانه. قد يدوم أثر هذا الانفصال لبضعة أيام أحياناً. بعد إخراج الطفل من أحشاء أمه ووصله بالأنابيب وثقب مختلف مناطق جسمه، لن تكون التدابير الطبية كافية إذا لم يشعر بحبّ والديه.

العلاج والحب

يسمح نقل الطفل إلى الحاضنة سريعاً بوضعه في بيئة تشبه رحم أمه. يحاول الأطباء تخفيف الحوافز المفرطة حول الحاضنة للحدّ من الضجة والضوء وتخفيف أوجاعه، كما أنهم يمتنعون عن إعطائه الأدوية إذا لم تبرز الحاجة إليها. تثبت مختلف الدراسات فاعلية هذه التدابير وقدرتها على تحسين وضع الطفل العصبي. لكن لمساعدته على التنفس وتسييل دمه وتغذيته، سيحتاج إلى معدات متطورة تقنياً. لذا يتّصل ببطارية مزوّدة بأنابيب يمكن مراقبتها عبر شاشة فيها أجهزة إنذار متواصلة. تتحسّن فرص نجاة الطفل بفضل الحب الذي يحصل عليه من والدته في الأيام الأولى. لن تكون الخطوات الطبية كافية فقد لوحظ أن الطفل الذي يبقى وحده وسط الآلات ولا يشعر بالحب يعجز عن النجاة. لذا يجب أن تبقى الأم إلى جانبه وتتكلم معه وتشجّعه وتحثّه على التمسك بالحياة.

الآثار العكسية المحتملة

يستحيل تحديد التداعيات المتوقعة بدقة إلا في حالة بعض الأطفال الخدج الذين يعانون مشاكل واضحة كأن يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن إصابات غير قابلة للعلاج في أدمغتهم. بعد الفوز بالمعركة الأولى، سيضطر أهالي الأطفال الخدج إلى قطع مسار طويل وشاق. لا بد من تجاوز مراحل حاسمة للتأكد من غياب التداعيات العصبية، منها تعلّم وضعية الجلوس والمشي واكتساب اللغة ثم تعلّم القراءة في عمر السادسة أو السابعة. يفوق احتمال مواجهة آثار عكسية عتبة الثلاثين في المئة حتى الأسبوع الخامس والعشرين كحد أقصى أو إذا كان وزن الطفل أقل من 700 غرام. قد يواجه 04% من الأطفال الخدج مشاكل حركية أو حسّية أو معرفية في عمر الخامسة ويحتاج ثلثهم إلى رعاية طبية في هذه المرحلة.

لمساعدته على التنفس وتسييل دمه وتغذيته سيحتاج إلى معدات متطورة تقنياً
back to top