«معارك خطابية» بين إردوغان ومنافسه «الأتاتوركي»

نشر في 18-06-2018
آخر تحديث 18-06-2018 | 00:00
محرم اينجه يقبل يد والدته في عيد الفطر أمس الأول	(إي بي إيه)
محرم اينجه يقبل يد والدته في عيد الفطر أمس الأول (إي بي إيه)
قبل أسبوع من انتخابات حاسمة لمستقبل بلدهم، يتابع الأتراك باهتمام المنافسة الحادة بين الرئيس رجب طيب إردوغان وخصمه الأبرز من حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي محرم اينجه الخطيب اليساري المعروف بحدته في أفعاله أيضاً.

ومنذ أسابيع يتبادل الرجلان اللذان يتمتع كل منهما بحضور قوي، الانتقادات ويردان على بعضهما خلال تجمعات انتخابية، مما يؤدي إلى تزايد التوتر قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو.

وإردوغان، الذي يحكم تركيا منذ 2003 في منصب رئيس الوزراء أولاً ثم كرئيس للجمهورية، اعتمد دائماً على موهبته في الخطابة ليتفوق على منافسيه. وعادة ما يختم خطبه بعبارات شعبية وإشارات دينية وشعر قومي.

لكن هذه المرة، عليه أن يواجه خصماً مشابهاً ممثلاً بشخص اينجه. فهذه الشخصية المهمة في حزب الشعب الجمهوري المعارض وأستاذ الفيزياء السابق، معروف بطبعه المتصلب وعباراته الحادة.

شهدت يالوفا (شمال غرب) مسقط رأس اينجه ويمثلها في البرلمان، معركة طاحنة بين الرجلين قبل الانتخابات.

وفي مهرجان انتخابي الخميس وفي معقل خصمه الرئيسي، ضاعف إردوغان هجماته. وقال إن «السيد محرم (...) في ولايته النيابية الرابعة ممثلاً ليالوفا. لكن هل حقق شيئاً لهذه المدينة؟»، مذكراً بأن حكومته شيدت جامعة في يالوفا.

ورد اينجه، الذي شعر بالاستياء، في تجمع انتخابي في اليوم التالي في المكان نفسه قائلاً «ماذا حققت ليالوفا؟ المرشح الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية!».

يتابع إردوغان بدقة كبيرة المرشحين الآخرين للانتخابات مثل ميرال اكشينار التي تلقب بـ«المرأة الحديدية» والزعيم الكردي المسجون صلاح الدين دميرتاش، لكنه يركز انتقاداته على اينجه.

ويرد اينجه بتوجيه انتقادات إلى إردوغان على كل الجبهات مشيراً إلى زيادة التضخم وتكميم الصحافة والتأثير على استقلال القضاء واللاجئين السوريين.

ويروق لاينجه أيضاً أن يبث خلال مهرجاناته الانتخابية تسجيلات فيديو تذكر بالتعاون بين دوائر إردوغان والداعية فتح الله غولن «العدو الأول» لأنقرة اليوم، التي تحمله مسؤولية الانقلاب الفاشل صيف 2016.

وفي مواجهة هذه الهجمات، يقدم إردوغان نفسه على أنه قائد حربي ورجل بناء ويصف خصمه بـ»المتدرب». ويكرر الرئيس التركي «أنا قائد عام» للجيش.

ويرد اينجه أنه «كبير الطباخين»، وذلك منذ أن وعد إردوغان بتوزيع الشاي والحلويات في المكتبات مجاناً.

وقالت إيجه الطالبة، التي جاءت مع صديقاتها إلى تجمع انتخابي لاينجه في يالوفا، «إنه مضحك لذلك نحبه».

بأسلوبه الحاد، فرض اينجه نفسه كأحد الاكتشافات الكبرى في هذه الحملة، وأثار حماسة القاعدة الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري، التي سببت هزائمه المتتالية خيبة أمل لديه.

وقال إيمري إردوغان أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلجي في إسطنبول، إن فن الخطابة «من العوامل الأساسية التي سمحت لإردوغان البقاء في السلطة وبالفوز في كل الانتخابات تقريباً».

وأضافت: «الجميع كانوا يعتقدون أنه ليس هناك شخص قادر على تحدي إردوغان على الأرض. لكن أداء اينجه كذّب هذه الفكرة».

وإردوغان، الذي اعتاد على فرض قضاياه والجدل الذي يثيره على جدول الأعمال، بدا على غير العادة وكأنه يسعى إلى تصعيد النقاش مرات عدة.

فقد تعهد الأربعاء رفع حال الطوارئ المطبقة منذ سنتين في البلاد، بعد فوزه في الانتخابات. وجاء إعلانه هذا بعدما صرح اينجه بأنه سيلغي هذا الإجراء الاستثنائي خلال 48 ساعة في حال فاز في الاقتراع.

ورد اينجه الجمعة في يالوفا: «لست رئيساً ولا أستطيع رفع الطوارئ لكن أنت يا إردوغان لماذا لا تفعل ذلك الآن؟».

back to top