إيران: ارتفاع خيالي لأسعار المنتجات المحلية

التحركات الاجتماعية تتواصل... وروحاني يحمّل الإعلام المسؤولية

نشر في 18-06-2018
آخر تحديث 18-06-2018 | 00:04
محامون ونشطاء إيرانيون يتظاهرون أمس أمام سجن «إيفين» بطهران للمطالبة بالإفراج عن المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده التي اعتقلت الأربعاء الماضي
محامون ونشطاء إيرانيون يتظاهرون أمس أمام سجن «إيفين» بطهران للمطالبة بالإفراج عن المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده التي اعتقلت الأربعاء الماضي
على الرغم من أن الحكومة الإيرانية حاولت إيقاف انهيار الاقتصاد، من خلال السيطرة على ارتفاع أسعار العملة الصعبة ووقف ارتفاع أسعار البضائع المستوردة باستخدام «الوسائل البوليسية»، فإن البلاد تواجه ارتفاعاً خيالياً في أسعار المنتجات المحلية، في حين تتواصل التحركات الاجتماعية والعمالية.

وقالت مصانع السيارات المحلية، إن 60 في المئة من قطع السيارات الإيرانية الصنع يتم استيرادها من الخارج، وأن ارتفاع أسعار العملة الصعبة أثر على سعر السيارة النهائي.

ومنعت وزارة الصناعة المصانع من رفع أسعارها، مما دفعها إلى الامتناع عن تسليم السيارات بالأسعار المبيعة. وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار هذه السيارات لتصل في بعض الأحيان إلى الضعف.

ولم تسلم الخضار والفواكه واللحوم والأرز، إذ زاد سعرها أكثر من الضعفين عن العام السابق، مما بدأ بتهديد مائدة المواطن الإيراني.

وتفاجأ الإيرانيون بارتفاع سعر الذهب والعملة الصعبة مرة أخرى وبشكل جنوني خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من أن المصرف المركزي الإيراني ضخ حوالي سبعة ملايين ليرة ذهبية (ما يعادل 60 طناً من الذهب) للجم ارتفاع سعر الذهب خلال الشهر الماضي.

وفي ظل هذه الظروف لم تتوقف الاحتجاجات العمالية. ولا تزال المناطق الكردية خصوصاً منطقة «بانه» الحدودية مقفلة، على الرغم من أن الحكومة وعدت الحمّالين بمنحهم رخصاً جديدة وفق مشروع جديد لتنظيم حمل البضائع من كردستان العراق إلى إيران. وغامر بعض الحمّالين بنقل البضائع، الأمر الذي ردت عليه القوى الأمنية بإطلاق النار، مما أدى إلى مقتل أحد الحمّالين وجرح خمسة آخرين.

من جهة أخرى، هاجم عمال معامل الفولاذ في مدينة الأهواز مديرية المحافظة يوم الثلاثاء الماضي بعد أن رفض المحافظ لقاءهم ومحاولة حل مشكلاتهم، بينما قامت القوى الأمنية بمداهمة منازل عدد من قادة العمال المضربين واعتقالهم ليل الأربعاء ـ الخميس.

ويقول العمال، إن مؤسسة المتقاعدين في الحرس الثوري اشترت مصنع فولاذ الأهواز منذ عام وطردت عدداً كبيراً من العمال بهدف تفكيك المصنع وبيع أرضه وأجهزته، التي تساوي أضعاف المبالغ التي دفعتها هذه التعاونية لشراء المصنع.

يأتي ذلك، بينما يتواصل اعتصام سائقي الشاحنات بخاصة الجنوبية والشرقية للبلاد. وفي الوسط والشمال تظاهر عدد كبير من مزارعي محافظة أصفهان وفارس، اعتراضاً على «تحميل الغيوم» في الموسم الخطأ حسب قولهم.

وكان الحرس الثوري الإيراني ادعى أنه توصل إلى تكنولوجيا لتحميل الغيوم لحل مشكلة المياه، وفجأة بدأت تشهد البلاد ظواهر مناخية غريبة مثل عواصف ثلجية وأمطار وسيول وفيضانات في فصل الربيع، مما أدى إلى تلف براعم الأشجار المثمرة، وحمّل المزارعون مسؤولية ما حصل للحرس الثوري.

وفي كلام له خلال حفل إفطار أقامته رئاسة الجمهورية لعدد من الصحافيين، نفى الرئيس حسن روحاني أن تكون حكومته قد فقدت السيطرة على الاقتصاد، معتبراً أن «الأزمة الاقتصادية سببها ليس اقتصادياً بل حرب نفسية وإعلامية يشنها الأعداء وأن الإيرانيين الشعب الوحيد في العالم الذين يتأثرون بالإعلام الأجنبي أكثر من الإعلام المحلي وهذه تعتبر المصيبة الكبرى في البلاد».

back to top