حصاد موسم «الطائرة»: ارتفاع المستوى الفني... والكويت مستمر على القمة

نشر في 18-06-2018
آخر تحديث 18-06-2018 | 00:05
كشفت المنافسة المشتعلة طوال الموسم المنقضي للكرة الطائرة بين فريقي الكويت بطل كأس الاتحاد وبطولة السوبر وكاظمة بطل الدوري الممتاز عن أمرين في غاية الأهمية؛ أولهما ارتفاع المستوى الفني للموسم الماضي عن سابقه الذي احتكر فيه الكويت جميع البطولات المحلية، وبشكل كبير، خصوصا بين فرق المقدمة، وثانيهما هو الفارق الفني الواضح بين ثنائي المقدمة وبقية الفرق المتنافسة في البطولات الثلاث، مما كان له أثر سلبي على المستوى الفني العام لجميع البطولات ومخرجات الموسم المنقضي.

ومع ذلك، يعتبر النادي العربي من الفرق المميزة التي ظهرت بمستوى جيد، وفرضت نفسها بقوة في ظل وجود مجموعة مميزة من اللاعبين الشباب الذين ينتظرهم مستقبل جيد وبعض عناصر الخبرة، مما استحق عليه أن يكون الحصان الأسود للموسم المنقضي، أما القادسية فقدم مستوى مقبولا، لكن ينقصه بعض اللاعبين المؤثرين داخل الملعب.

في حين تلعب الفرق الباقية أدوارا محددة، وتحتاج إلى مجهود كبير وإمكانات مادية وبشرية، حتى تتمكن من فرض نفسها على مستوى المنافسة على الألقاب المحلية.

"الجريدة" كانت لها هذه الوقفة التحليلية لإبراز جميع النقاط المؤثرة في المستوى الفني للموسم المنقضي.

يعد نجاح الكويت في الحفاظ على "القمة" للموسم الثاني على التوالي بحصوله على لقبين من أصل ثلاثة، وهما كأس الاتحاد والسوبر، إضافة إلى البطولة التنشيطية مقابل بطولة واحدة لكاظمة هي الدوري الممتاز، مؤشر نجاح لمنظومة العمل التى تدار بها اللعبة داخل النادي، ودليل دامغ على "احترافية" هذه المنظومة والقائمين عليها بداية من رئيس جهاز اللعبة محمد النصف وبقية الفريق المعاون؛ سواء الإداري أو الفني بقيادة التونسي خالد بلعيد، وكذلك كتيبة اللاعبين المميزين الموجودين في الفريق حالياً.

كاظمة رائع

ويعتبر مستوى ونتائج كاظمة مميزا للغاية، بعدما نجح في فرض نفسه خصماً عنيداً للكويت وفي جميع البطولات التي كان الفريقان طرفا النهائيات فيها، وقدم مستويات فنية عالية، مما يعكس مدى الجهد المبذول من الجهاز الفني بقيادة المدرب الصربي الكسندر وجميع اللاعبين، ولعل نجاحه في انتزاع لقب الدوري الممتاز من بين أنياب الكويت دليل قاطع على ذلك، لكن الفريق في حاجة ماسة إلى دعم مجلس الإدارة، وتوفير جميع الاحتياجات لاستثمار هذا النجاح والمحافظة عليه مستقبلا.

ظهور لافت للأخضر

في حين يستحق العربي لقب الحصان الأسود هذا الموسم، بعد المستويات المميزة والظهور اللافت للاعبي الفريق، خصوصا في الخطوات الأخيرة لبطولتي الكأس والسوبر، مما يؤكد أن لاعبيه في طريقهم للنضج الفني، لكن يحتاجون إلى مزيد من الوقت والجرعات الفنية والبدنية المكثفة، ويعود ذلك إلى العمل المتواصل من الجهازين الفني بقيادة الوطني سعد يعقوب والإداري أنور أسد مدير الفريق، وتفاني اللاعبين الصاعدين في خدمة الفريق، والتنفيذ الدقيق لتعليمات الجهاز الفني، إلا أن هناك بعض الثغرات لابد من تصحيحها في الموسم المقبل، حتى يتمكن الفريق من تحقيق نتائج أفضل.

القادسية مقبول

وبالنظر إلى المستوى الذي ظهر به القادسية، نجد أن الفريق نجح في المحافظة على موقعه بين رباعي المقدمة، وقدّم مستويات مقبولة أمام جميع الفرق، وكان قريبا من الدخول في المنافسة بقوة على الألقاب، لكن دائما ما ينقصه الانضباط الانفعالي والفني داخل وخارج الملعب، والنهاية الصحيحة بتحقيق الفوز، خصوصا في المباريات الصعبة والحساسة، وظهر ذلك بوضوح بعد إيقاف الليبرو الأساسي ناصر عبدالصمد، وشطب شقيقه عبدالله على خلفية الاعتداء على الحكم عادل الحربي، وهذا دليل على قلة خبرة مجموعة كبيرة من اللاعبين ومدى الحاجة الى لاعبين مميزين في بعض المراكز.

التضامن يحتاج إلى تدعيم

أما التضامن فيعتبر من الفرق الجيدة هذا الموسم، وقدم مباريات متوسطة المستوى وفق إمكاناته، لكن ظهر جليا أن الفريق من دون أنياب حقيقية، رغم حرفية جهازه الفني بقيادة التونسي رياض الغندري الذي يتمتع برؤية فنية جيدة، ولديه دراية تامة بظروف الفريق واللاعبين، نظرا إلى الفترة الطويلة التي قضاها في النادي، لكن الفريق في حاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه بلاعبين مميزين لديهم القدرة على المنافسة بين الكبار مجدداً في الموسم المقبل.

اليرموك متواضع

بدوره، ظهر اليرموك بعيدا تماما عن المنافسة، وكانت مشاركته للتمثيل المشرف فقط، بخلاف الصورة المميزة التي ظهر عليها في الموسم قبل الماضي، ويرجع ذلك إلى غياب عدد من لاعبيه البارزين لأسباب مختلفة، مما أعاق جهازه الفني بقيادة المصري أسامة مدكور عن استكمال مشواره المميز الذي بدأه مع الفريق في الموسم قبل الماضي.

الجهراء والشباب

أما فريقا الجهراء والشباب فيبدو أن القرارات غير المدروسة من قبل اتحاد اللعبة قد أهدرت مجهودهما.

فالجهراء أجاد بشدة لعبا ونتيجة، وحصل على لقب دوري الدرجة الأولي تحت قيادة مميزة من المدرب المصري محمد أحمد، وكذلك الشباب وصيف البطولة الذي أبلى بلاء حسنا هذا الموسم تحت قيادة التونسي فريد بن عياشي، لكن دون فائدة بعدما حرمتهما اللائحة من الصعود للدوري الممتاز، أو حتى خوض مباريات فاصلة مع فرق المؤخرة في "الممتاز" على أقل تقدير، وهذا يتنافى مع مبدأ المنافسة المفروض أن تقوم عليه الرياضة، وكذلك إهدار للجهد والمال، وترتب على ذلك العمل من الصفر مجددا في الموسم الجديد، حتى يتمكن كل فريق من حجز مكانه بين الكبار مجددا، بعد القرار الترقيعي من الاتحاد الذي ينص على خوض الدور الأول من الدوري على أساس تصنيفي لعمل درجتين؛ ممتاز ودرجة أولى في القسم الثاني من البطولة.

التشكيلة المثالية

تضم التشكيلة المثالية للموسم الماضي اللاعبين المميزين في كل مركز طبقاً لمستوى الأداء الفردي ومساهمتهم في نتائج أنديتهم.

● الضاربون في مركز 4: عبدالله جاسم "الكويت"

● مركز 2: سلطان خلف "الكويت"

● مركز 3: عامر السليم "الكويت"

● مركز 5: عبد الرحمن المطوع "كاظمة"

● الليبرو: عبدالعزيز شاكر "كاظمة"

● المعد: عبدالله بوفتين "كاظمة"

أفضل مدرب

استحق مدرب نادي الكويت التونسي خالد بلعيد لقب أفضل مدرب هذا الموسم، بعدما حافظ على لقبي الكأس والسوبر للموسم الثاني على التوالي.

في المقابل، يعد مدرب العربي الوطني سعد يعقوب أفضل مدرب محلي طبقاً لنتائج الفريق، إذ حقق المركز الثالث في بطولتي كأس الاتحاد والسوبر.

back to top