«قرقرة» البطن تسهم في تشخيص الأمعاء المتهيجة

نشر في 16-06-2018
آخر تحديث 16-06-2018 | 00:00
No Image Caption
يساعد حزام سمعي مبتكر، صُمم للإصغاء إلى أصوات النمل الأبيض وهو يأكل، الأطباء في تشخيص متلازمة الأمعاء المتهيجة بسهولة أكبر.
متلازمة الأمعاء المتهيجة اضطراب شائع في الأمعاء يصيب نحو 01% إلى 02% من السكان حول العالم. من الصعب تحديد بدقة أسبابه، ويترافق مع انزعاج أو ألم في البطن، وإمساك، وإسهال، وانتفاخ.

لا يُعتبر تشخيص هذه الحالة أكثر سهولة، ولا تتوافر راهناً اختبارات يمكن الاعتماد عليها. لذلك يستند الأطباء اليوم إلى استبعاد الحالات الأخرى.

من الممكن مثلاً استخدام تحليل الدم بغية تحديد الداء البطني أو أية حالة أخرى تبرر هذه الأعراض. كذلك تستبعد عينات البراز العدوى أو أمراض الأمعاء الالتهابية.

تشمل الخيارات الأخرى المعتمدة أيضاً تنظير القولون، الذي يسمح للطبيب بتفحص الأمعاء. إلا أنه عملية غازية قد تكون مؤلمة.

نظراً إلى هذه الصعوبات، تبقى متلازمة الأمعاء المتهيجة من دون تشخيص ولا يحظى المريض بأي علاج يخفف أعراضه.

التنصّت إلى عملية الهضم

يتعامل باحثون من مركز مارشال في جامعة غرب أستراليا في بيرث مع معضلة التشخيص هذه بطريقة غير اعتيادية. عُرضت النتائج التي توصلوا إليها أخيراً في أسبوع الأمراض الهضمية في العاصمة واشنطن، وهو لقاء يضمّ عدداً من الخبراء في طب الجهاز الهضمي، وطب الكبد، والتنظير البطني، والجراحة المعدية-المعوية.

يوضح قائد الدراسة باري مارشال، باحث حائز جائزة نوبل ومدير مركز مارشال، أهداف الباحثين قائلاً: «متلازمة الأمعاء المتهيجة اضطراب شائع جداً من الصعب تشخيصه. لذلك أردنا أن نتوصل إلى طريقة تتيح لنا الإصغاء إلى قرقرة وهمهمة الأمعاء بغية تحديد أنماط تميز الحالات المعوية المزمنة، مثل متلازمة الأمعاء المتهيجة». لكن الجهاز الذي استخدموه للإصغاء إلى نشاط الأمعاء طُوّر لأسباب مختلفة تماماً.

يوضح مارشال: «استعملنا تكنولوجيا استشعارية سمعية ابتُكرت أساساً لتتبع أصوات مضغ النمل الأبيض بغية تحديد المشاكل في أمعاء الإنسان».

الآلات والبيانات السمعية

وُضعت هذه التكنولوجيا السمعية في حزام يمكن ارتداؤه. وبالاعتماد إلى تقنيات تعلم الآلات، دُرب على التمييز بين الأنماط المجموعة من الأصوات التي تصدر عن أمعاء الإنسان خلال عملها.

في البداية، ارتدى هذا الحزام 31 شخصاً يعانون حالة مشخَّصة من متلازمة الأمعاء المتهيجة و37 شخصاً غير مصابين بهذه المتلازمة. وتتبع الحزام أصوات الأمعاء طوال ساعتين بعد الصوم و40 دقيقة بعد الوجبة.

واستناداً إلى هذه البيانات السمعية، تمكّن نظام الباحثين من بناء «نموذج فهرس سمعي لمتلازمة الأمعاء المتهيجة». واعتمد الباحثون أيضاً على طريقة إحصائية تُدعى «التحقق المتبادل باستثناء واحد» بغية تعزيز دقة نظامهم.

استخدم الباحثون بعد ذلك الحزام على 15 مريضاً يعانون متلازمة الأمعاء المتهيجة و15 آخرين أصحاء، فنجح في تشخيص هذه المتلازمة في 78% من الحالات.

يخطط الفريق اليوم لمواصلة اختبار هذه التكنولوجيا وتطوير عملية جمع البيانات وتحليلها.

يختم الباحثون: «نأمل بأن تقدّم هذه التكنولوجيا الجديدة طريقة أقل غزواً لتشخيص هذه الحالة المؤلمة والموهنة أحياناً».

الخيارات الأخرى المعتمدة أيضاً تشمل تنظير القولون الذي يسمح للطبيب بتفحص الأمعاء
back to top