أزمة بين روما وباريس بسبب المهاجرين

سالفيني: اعتذار فرنسي رسمي أو نلغي لقاء كونتي - ماكرون

نشر في 14-06-2018
آخر تحديث 14-06-2018 | 00:02
حرس السواحل الإيطالي يشرف على نقل مهاجرين قبالة صقلية أمس	(أ ف ب)
حرس السواحل الإيطالي يشرف على نقل مهاجرين قبالة صقلية أمس (أ ف ب)
اندلعت أزمة دبلوماسية بين روما وفرنسا، بعد أسبوع من تولي حكومة ائتلافية بين الشعبويين واليمين المتشدد في إيطاليا، مسلّطة الضوء على التوترات داخل الاتحاد الأوروبي في شأن سياسات التعامل مع المهاجرين.

وتسبب رفض إيطاليا رسو سفينة مهاجرين غير شرعيين بهذا التوتر الجديد، خصوصاً بعد تصريحات فرنسية رفضت السلوك الإيطالي.

وأعلنت روما أمس، أن قرارها إغلاق موانئها أمام مئات المهاجرين على متن سفينة تابعة لجمعية خيرية، «حازم ولا رجعة فيه».

وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، الذي يرأس حزب «رابطة الشمال» اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين: «لن نغير موقفنا من السفن التابعة لمنظمات غير حكومية، السفن التابعة لمنظمات أجنبية وترفع أعلاماً أجنبية لا يمكنها إملاء سياسات الهجرة الإيطالية».

وتبحر سفينة الإنقاذ «أكواريوس» بلا هدف وسط البحر المتوسط منذ الأحد وعلى متنها 629 مهاجراً منهم 11 طفلاً وسبع نساء حوامل بعدما منعتها كل من إيطاليا ومالطا من الرسو في موانئهما.

ونقل بعض المهاجرين، وأغلبهم من إفريقيا، من على متن «أكواريوس» إلى سفينتين إيطاليتين تابعتين للبحرية وحرس السواحل وتتجهان إلى ميناء بلنسية الإسباني.

وفي حين تمسكت اسبانيا بلغة حوار دبلوماسية عندما أعلنت انها ستستقبل المهاجرين، تدهورت العلاقات بين روما وباريس وسط تبادل الاتهامات.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شجب قرار منع رسو «أكوريوس» التي تديرها منظمة (إس أو إس ميديتيران) الخيرية الفرنسية - الألمانية قائلاً، «إن القانون الدولي يلزم إيطاليا استقبال المهاجرين».

وأضاف: «هناك درجة من الاستخفاف وعدم المسؤولية في سلوك الحكومة الإيطالية، فيما يتعلق بهذا الوضع الإنساني المأساوي (...) الموقف الإيطالي يصيبني بالغثيان».

ورد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، المقرر أن يجتمع مع ماكرون في باريس غداً، بالقول: «إيطاليا لا يمكنها تقبل دروس مشوبة بالنفاق من دول كانت تفضل دائماً أن تدير ظهرها لكل ما يتعلق بالهجرة».

وتصاعد الموقف صباح أمس، عندما استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الفرنسي لدى روما كريستيان ماسيه لتفسير تصريحات ماكرون «المثيرة للدهشة». وقال سالفيني للصحافيين على هامش مؤتمر أعمال، «إذا كان لدى فرنسا من التواضع ما يسمح بالاعتذار فيمكننا أن نلقي بذلك وراء ظهورنا ونعود أصدقاء كما كنا من قبل».

وتابع: «ولكن من دون اعتذار رسمي من جانب فرنسا، سيكون من الأفضل إلغاء اللقاء المقرر بين الرئيس ماكرون ورئيس الحكومة (الإيطالية جوزيبي) كونتي».

واتهم سالفيني، بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة باستقبال مهاجرين وحضها على إبداء «السخاء» واستقبال المزيد منهم.

وفي كلمة لاحقة أمام مجلس الشيوخ، قال سالفيني، إن فرنسا لم تستقبل سوى 640 من أكثر من 9 آلاف مهاجر وعدتهم بأن تأخذهم من إيطاليا. وطالب فرنسا بالانتقال من «الأقوال إلى الأفعال وإبداء دليل على السخاء» باستقبالها المزيد من المهاجرين. أضاف: «أن تاريخنا المشترك من التضامن والإنسانية والعمل التطوعي لا يستحق انتقاده من جانب أعضاء الحكومة الفرنسية».

وألغى وزير الاقتصاد الإيطالي جيوفاني تريا لقاءه مع نظيره الفرنسي برونو لومير الذي كان مقرراً أمس في باريس.

back to top