«قوات إيران» تشارك في معركة درعا وموسكو تستعجل حسمها

طهران تعلن فشل «صفقة الجنوب» وترجع ذلك إلى اشتراط واشنطن انسحابها الكامل من سورية

نشر في 13-06-2018
آخر تحديث 13-06-2018 | 00:04
الرسام السوري عزيز الأسمر يضع اللمسات الأخيرة على جدارية معادية لروسيا واستضافتها كأس العالم على أنقاض مبنى مدمر في بلدة بنش بمحافظة إدلب يوم السبت (أ ف ب)
الرسام السوري عزيز الأسمر يضع اللمسات الأخيرة على جدارية معادية لروسيا واستضافتها كأس العالم على أنقاض مبنى مدمر في بلدة بنش بمحافظة إدلب يوم السبت (أ ف ب)
زعمت إيران أن المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل على خروج جميع القوات الأجنبية من جنوب سورية فشلت، واتفق مسؤولون إيرانيون وروس وسوريون وعراقيون، خلال اجتماع رباعي في بغداد الأسبوع الماضي، على بدء عملية واسعة في المنطقة تقودها القوات الإيرانية.
كشف مصدر عالي المستوى في «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني لـ«الجريدة»، أن القوات الموالية لإيران ستشارك في «عملية تحرير السويداء والقنيطرة ودرعا»، مؤكداً فشل المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة على خروج جميع القوات الأجنبية من جنوب سورية.

وأوضح المصدر أن الروس كانوا مصرين على عدم مشاركة القوات الموالية لإيران في أي عملية في الجنوب السوري وأن تقوم قوات الرئيس بشار الأسد بالدخول الى هذه المناطق بتوافق سياسي بدلا من القيام بعملية عسكرية واسعة على فصائل المعارضة، مشيراً إلى أنهم ضغطوا على الإيرانيين لسحب عناصرهم والعناصر الموالية لهم لمسافة تبعد نحو 40 كلم من الحدود الإسرائيلية لتفادي التصادم مع تل أبيب.

وذكر المصدر أنه بالفعل وافقت إيران على المقترح الروسي مقابل وقف الإسرائيليين عملياتهم العسكرية ضد القوات الموالية لها في سورية، حتى إنها سحبت بعض عناصرها من الشمال السوري كي لا تكون على خطوط تماس مع القوات الموالية للولايات المتحدة أيضاً.

طريق مسدود

ووفق المصدر، فإن المفاوضات على إخلاء جنوب سورية من القوات الأجنبية وصلت لطريق مسدود بعد أن اشترطت الولايات المتحدة وإسرائيل على روسيا خروج إيران من كل الأراضي السورية قبل خروج الأميركيين من منطقة وقاعدة التنف فقط، مبيناً أن الإيرانيين وافقوا على إبعاد قواتهم من الجنوب السوري شرط تسليم كل هذه المناطق إلى قوات الأسد الحكومية، وتفكيك القاعدة الأميركية كلياً، ووقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدهم.

وأكد المصدر أن الروس أيضاً دعموا الموقف الإيراني القاضي بخروج جميع القوات الأميركية والموالية لها من الجنوب السوري وقدموا ضمانات للأميركيين بأن القوات الموالية لإيران لن تدخل هذه المناطق ولكنهم لم يقبلوا ولم يقدموا أي ضمان بإخراج قواتهم أو حلفائهم من الجنوب السوري من جهتهم.

اجتماع رباعي

وقال المصدر، وعليه فإن اجتماعاً رباعياً بين إيران وروسيا والعراق وسورية تم عقده في بغداد الأسبوع الماضي بحضور السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، المستشار الأعلى السابق لقائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، تم خلاله الاتفاق على قيام القوات السورية بمهاجمة المنطقة الجنوبية، على أن تقوم القوات الإيرانية في سورية بدعمها، وتقوم الميليشيات العراقية الموالية لإيران بهجوم واسع ضد تنظيم «داعش» في غرب العراق لفرض الأمر الواقع على الارض قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في النمسا خلال الشهرين المقبلين.

وأضاف المصدر أن الروس أبلغوا الايرانيين أنهم يحضرون لهذه القمة ويجب أن تنتهي عملية الجنوب السوري قبلها، لكي يستخدموا هذه الورقة للضغط على الأميركيين ليخرجوا من سورية ويعدلوا موقفهم من الاتفاق النووي.

فلول «داعش»

وبحسب المصدر، فإن الميليشيات العراقية ستهاجم الفلول المتبقية من «داعش» في شرق سورية، وتم الاتفاق على السماح للقوات العراقية بمهاجمة وقصف مجموعات التنظيم في عمق الأراضي السورية على الحدود العراقية كاملة.

وفي خطوة تمهيدية، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها أمس الأول من طرد «داعش» من مدينة البوكمال في دير الزور، بعدما تمكن من السيطرة على أجزاء منها في الشمال والغرب إثر هجوم فجر الجمعة بدأ بتنفيذ 10 هجمات انتحارية.

هجوم كيماوي

في هذه الأثناء، اتهمت القيادة العسكرية الروسية في حميميم الجيش الحر بالإعداد لهجوم بمواد كيماوية في محافظة دير الزور، مؤكدة في بيان أن عناصره «أدخلوا أنابيب تحتوي على غاز الكلور بمساعدة من القوات الخاصة الأميركية إلى بلدة حقل الجفرة في مقاطعة دير الزور، وذلك لتمثيل هجوم كيماوي وتصويره واستخدامه لتبرير قصف جوي للتحالف الدولي على أهداف حكومية سورية وتبرير عمليات المسلحين».

وسخر قائد عسكري في الجيش السوري الحر من تصريح القاعدة الروسية، مؤكداً أن حقل الجفرة النفطي، هو تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) ولا وجود للجيش السوري الحر في تلك المنطقة.

«حميميم» تتهم التحالف والجيش الحر بالإعداد لهجوم كيماوي في دير الزور
back to top