إيران تهدد أمن الشرق الأوسط وتعتبر فلسطين مسؤوليتها

مسيرات في 900 مدينة إحياء لدعوة الخميني... و«تظاهرات العودة» تتحول إلى مليونية في «يوم القدس»

نشر في 09-06-2018
آخر تحديث 09-06-2018 | 00:04
شبان فلسطينيون ينقلون إطارات السيارات لإشعالها قرب السياج الحدودي مع إسرائيل أمس (أ ف ب)
شبان فلسطينيون ينقلون إطارات السيارات لإشعالها قرب السياج الحدودي مع إسرائيل أمس (أ ف ب)
في وقت واصل الفلسطينيون «مسيرات العودة وكسر الحصار»، على طول حدود قطاع غزة، تحت مسمى «مليونية القدس»، أعلنت إيران، في ذكرى «يوم القدس العالمي»، أن أمن الشرق الأوسط سيكون مهدداً إذا تعرضت لمزيد من الضغوط من جانب إسرائيل.
شارك عشرات الآلاف من الإيرانيين، أمس، في مسيرات مناهضة لإسرائيل بمناطق مختلفة من إيران بمناسبة "يوم القدس العالمي" الذي تبدي فيه إيران تضامنها مع القضية الفلسطينية، ورددوا هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا" وأحرقوا العلم الإسرائيلي.

وأعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن أمن الشرق الأوسط سيكون مهددا إذا تعرضت طهران لمزيد من الضغوط من جانب إسرائيل والسعودية.

وقال لاريجاني للمتظاهرين: "إسرائيل والسعودية هما مصدر الفوضى في المنطقة. مثلث إسرائيل والسعودية وأميركا يريد تحويل المنطقة إلى مشهد فوضوي. أمن المنطقة سيكون مهددا إذا حاصروا طهران"، مضيفا أن "مساعي إسرائيل تبوء بالفشل".

واعتبر أن "زعم إقامة نظام إقليمي جديد خطأ يرتكبونه ومحض خيال. الدفاع عن الفلسطينيين مسؤوليتنا". وقال: "يتعين حل القضايا الإقليمية على أيدي شعوب المنطقة والدول والحكومات".

وخرجت مسيرات حاشدة في طهران وفي نحو 900 بلدة ومدينة إيرانية أخرى، بمناسبة "يوم القدس" الذي، يقام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، إحياء لدعوة أطلقها المرشد الأعلى الراحل آية الله الخميني عام 1979، لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه.

هجمات 11 سبتمبر

وفي تصريحات غير مسبوقة، اعترف معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني، بأن إيران سهلت مرور عناصر تنظيم "القاعدة" الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك.

وكشف لاريجاني، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي تفاصيل علاقة النظام الإيراني بـ "القاعدة" وكيفية إشراف مخابرات طهران على مرور واستقرار عناصر التنظيم في إيران.

كما أكد أنه "جاء في تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر المطول، في صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران في القضية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية ودول عربية أخرى، إلى أفغانستان أو أي مكان آخر، ودخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية ألا يتم ختم جوازات سفرهم، لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئنا إلى إيران ستقوم بمحاسبتنا". وأضاف: "حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات "ترانزيت" لمدة ساعتين، وكانوا يواصلون رحلتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل".

تعاون مباشر

وهاجم لاريجاني الولايات المتحدة لأنها اعتبرت هذه القضية دليلا لتورط إيران في هجمات سبتمبر في نيويورك، وتغريمها بمليارات الدولارات، قائلا إن "الأميركيين اتخذوا هذا كدليل على تعاون إيران مع القاعدة، كما اعتبروا مرور طائرة من الأجواء الإيرانية وبداخلها أحد الطيارين المنفذين للهجمات وبجانبه قائد عسكري في حزب الله، بأنه يدل على تعاون مباشر مع القاعدة من خلال حزب الله اللبناني".

وأكد أن "أفراد القاعدة كانوا على اتصال دائم بوزارة المخابرات لنظام طهران، واستخدموا إيران في رحلاتهم إلى أفغانستان أو سائر مناطق العالم".

«مليونية القدس»

وبعد نحو شهر من مقتل العشرات منهم بنيران إسرائيلية في "مسيرات العودة وكسر الحصار"، واصل الفلسطينيون، أمس، التظاهرات الأسبوعية على طول حدود قطاع غزة تحت مسمّى "مليونية القدس" في ذكرى النكسة، في حين استنفر الجيش الإسرائيلي جنوده على حدود القطاع.

وخلال التظاهرات، تجمّع آلاف الفلسطينيين على بعد مئات الأمتار من السياج الحدودي الإسرائيلي، في حين قامت مجموعات صغيرة معظمها من الشبان بقذف بالحجارة، وأحرقت إطارات السيارات وحاولت هدم أجزاء من السياج.

ورد الجيش الإسرائيلي باستخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار على الفلسطينيين الذين يقتربون من السياج الحدودي.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد قتل 123 شخصا وأصيب الآلاف أثناء الاحتجاجات.

من جهة أخرى، ضاعف الجيش الإسرائيلي قواته على امتداد السياج الأمني مع غزة، حيث انضمت قوات من الشرطة إلى القوات العسكرية، وتم كذلك رفع حال التأهب في الضفة الغربية، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية حال الاستنفار على غرار الجمعات الماضية في مدينة القدس والبلدة القديمة ومحيطها، وزجت بالمزيد من القوات، وأغلقت الطرق نفسها مع زيادة كثيفة في عدد القوات المنتشرة في البلدة القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى.

وتوافد نحو 280 ألف فلسطيني منذ الفجر على مدينة القدس المحتلة لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة.

لاريجاني: سهّلنا مرور منفذي هجمات 11 سبتمبر وكل تحركات «القاعدة» كانت بإشرافنا
back to top