رئيس رابطة خريجي الأزهر في تايلند الشيخ فيصل ليوان لـ الجريدة.: الفكر المتشدد يؤجج الفتنة في بلادنا بين المسلمين والبوذيين

«كثير من البوذيين أسلموا بعد معرفتهم بتعاليم الإسلام الصحيحة»

نشر في 09-06-2018
آخر تحديث 09-06-2018 | 00:02
فيصل ليوان متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
فيصل ليوان متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
أكد رئيس رابطة خريجي الأزهر في تايلند، الشيخ فيصل ليوان، أن الشعب التايلندي يعيش في حرية تامة ومحبة وتعاون مع تعدد الديانات، مبررا ذلك بالعدالة في الحكم، لافتاً في مقابلة أجرتها معه "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، إلى أن الفكر المتشدد يؤجج الفتن وهو ما يجب التصدي له بقوة... وفيما يلي نص المقابلة:
● ما دور رابطة خريجي الأزهر في الخارج خاصة في دولة مثل تايلند؟

- لها دور مهم جداً، فالفكر المتشدد ينتشر بقوة، والأزهر يتواصل معنا من خلال إسال كتيبات تثقيفية مختصرة تحمل الفكر المعتدل، وهذا مهم خاصة للشباب، حتى تساعدهم على تجنب اعتناق الأفكار المتطرفة.

● هل دورها مؤثر ويغير من فكر أو يعدل من سلوك؟

- إلى حد ما، لأن الفكر المتشدد يتلقى مساعدات مالية من الخارج، ما يؤثر على تفاعل الجماهير مع دعوتنا إلى الفكر الوسطي.

● كم عدد المسلمين في تايلند؟

- الإسلام في المرتبة الثانية بعد البوذية، ويصل عدد المسلمين إلى نحو 10 ملايين نسمة، بينما تأتي الديانة المسيحية في المرتبة الثالثة.

● هل تحدث مشاكل بينكم؟

- لا توجد مشاكل إطلاقاً، فملك البلاد وهو بوذي الديانة عادل جدا في الحكم ويساوي بين الجميع ويعطي المسلمين حقوقهم.

● هل تقام الشعائر الدينية بحرية؟

- نعم، وعندما نحتفل بالمناسبات الدينية خاصة المولد النبوي، يشارك الملك معنا ويحضر بنفسه، والمساجد تبنى بحرية دون تقييد أو تضييق، وخطيب المسجد يلقي خطبة دون مراقبة ويتكلم بحرية في أي موضوع، فتايلند معناها أرض الحرية، لذلك عندنا حرية كبيرة.

● هل هناك مناهج تعليمية خاصة بالثقافة الإسلامية؟

- يوجد ذلك، ولدينا مدارس كثيرة تحصل على المعادلة من الأزهر ومن دول عربية مثل الكويت والسعودية.

● هل يقبل الناس في تايلند على التعرف على الثقافة الإسلامية؟

- بالفعل، وهناك بعض البوذيين يرغبون في التعرف على الثقافة الإسلامية، فليس عندهم عداء مع الإسلام أو المسلمين.

● هل يمكن القول إن هناك تعايشا سلميا بين البوذيين والمسلمين؟

- بالفعل، إذ تجمعنا علاقات طيبة وتبادل محبة وكلنا أبناء وطن واحد نسعى لنهضته والارتقاء به.

● هذه العلاقة كيف تحققت بينكم؟

- تحققت لعدم وجود غضاضة بيننا، فالدين لله والوطن للجميع، لذلك هناك مسلمون تُسند لهم حقائب وزارية مثل الخارجية، وهذا على حسب الحزب الحاكم، فعندنا أحزاب كثيرة ويمكن لحزب أن يختار عددا كبيرا من المسلمين في الوزارة، وحزب آخر قد يكون ضد الديمقراطية ولا يختار أي مسلم في وزارته.

● ماذا عن الإفتاء في تايلند؟

- شيخ الإسلام في تايلند هو المسؤول عن الفتوى ويعين عددا من المسؤولين عن الإفتاء في المدن المحتلفة، فإذا واجه مفتى إحدى المدن مشكلة أو مسائل مستعصية يرسل الموضوع إلى مكتب شيخ الإسلام، ويوجد تواصل مستمر بين المؤسسات الدينية في تايلند وشيخ الإسلام.

● ماذا عن التعاون بين المؤسسات الدينية في تايلند ومثيلاتها في الدول الاسلامية؟

- هناك تواصل، خاصة في المسائل التي تستجد، حيث نرسل إلى مفتي مصر للوقوف على حلها.

● وسائل الإعلام عندكم تنشر صحيح الدين أم تتسبب في نشر الفتن؟

- وسائل الإعلام تنقسم إلى قسمين: بعض القنوات التلفزيونية بمساعدة من الخارج، خصوصا اتباع الفكر المتشدد، تسبب مشاكل في المجتمع، وهناك قنوات أخرى على درجة كبيرة من الوعي في عرض الإسلام الوسطي والتمسك بمنهج الأزهر الشريف، وهذا أدى الى اعتناق كثير من البوذيين الإسلام.

● كيف تواجهون الفكر المتشدد؟

- بالإيمان والسلام، ونعمل على نشر الفهم الصحيح للإسلام وإظهار الأفكار الخاطئة التي يحملها الفكر الوهابي، وضررها على المجتمع، فنحن نواجه الفكر المتشدد بالفكر، والأزهر يرسل الدعاة والبعثات الدعوية إلى تايلند لنشر الفكر الوسطي للإسلام.

● ماذا عن نشاط الرابطة؟

- نعقد دورة شهرية للدعاة لمناقشة الفكر المتشدد وكيفية مواجهته والرد عليه ونبذه من المجتمع وإلقاء الدروس الدينية لحثّ الشباب المسلم على اتباع الفكر القويم المعتدل والنأي عن الاستجابة للدعوات التي يطلقها المتطرّفون لجذب هؤلاء الشباب واستقطابهم للانضمام لصفوفهم.

● هل هناك إقبال على تعلم الدين الإسلامي؟

- بالطبع، وتوجد مدارس كثيرة لتحفيظ القرآن، كما أن هناك إقبالاً على التعلم في الأزهر الذي يخصص 80 منحة كل سنة لأبناء تايلند.

● ما المطلوب حتى يزدهر الإسلام ويكون له الوضع القوي في الخارج؟

- المطلوب نشر المحبة بين الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية والعربية، فأنا حزين لما يحدث من تقاتل بين أبناء الشعب الواحد في سورية واليمن وليبيا والعراق، فالمطلوب من الدول الإسلامية التمسك بتعاليم الدين ونبذ الخلاف وتعميم المحبة والسلام.

● هل هذا التمزق نتيجة بعدنا عن الدين وعدم الالتزام بتعاليمه؟

- بالفعل، فلو تمسكنا بتعاليم ديننا وطبقناها فعليا لتوحدت الشعوب الإسلامية ولما وجدنا هذه الخلافات التي تسيء للإسلام والمسلمين في الداخل والخارج.

نواجه الفكر المتشدد بالفكر ونعمل على كشف خطره على الفرد والمجتمع
back to top