فاتن حمامة... بعد الوداع (22- 31)

نشر في 07-06-2018
آخر تحديث 07-06-2018 | 00:01
كانت المشكلة التي واجهها المخرج حسن الإمام طويلاً قبل بدء تصوير فيلم «المعجزة» أن فاتن حمامة وشادية تدققان كثيراً، إلى حد الوساوس، في كل جملة حوار تنطقان بها إزاء الكاميرا، ما كان يضطره إلى أن يذهب كل يوم صباحاً إلى بيت فاتن، يجلس معها ساعات تراجع معه الحوار، ويكرِّر الأمر نفسه مع شادية. ظلّ على هذه الحال أكثر من أسبوعين، بدأ بعدها أخيراً تصوير الفيلم.
انتهى حسن الإمام من تصوير فيلم «المعجزة»، وحقّق عرضه النجاح ليكون فيلم العام، إذ جمع بين اثنتين من أكبر النجمات في الشرق، وبدأت بعده فاتن تصوير «من أنا» الذي تغير إلى «الليلة الأخيرة». اقتبس يوسف السباعي قصته من رواية «السيدة المجهولة» لمارغريت واين، وكتب له السيناريو والحوار صبري عزت، فيما تولى إخراجه كمال الشيخ، الذي وجد فاتن حمامة للمرة الأولى تختلف معه كثيراً، وتبدي استياءها من وقت إلى آخر، حتى وصل الأمر إلى توقفها عن التصوير والجلوس في حجرتها بالبلاتوه، ما أثار دهشته:

= هدي نفسك وقوليلي إيه المشكلة يا تونة؟

* أنا ماعنديش مشكلة غير أني عايزة أفهم.

= تفهمي إيه بالظبط؟

* أي مشهد أو جملة حوار... أنا ماقدرش أعمل حاجة مش فاهماها.

= ده حقك طبعاً... وأنا ماتكلمتش.

* مش انت أحمد مظهر ومحمود مرسي بيتضايقوا لما أسال عن حاجة. والفيلم مليان ألغاز وأنا لازم أفهم أنا بعمل إيه وبقول إيه. وبعدين بصراحة مش فاهمة النهاية ولا مقتنعة بيها.

= بيني وبينك وأنا كمان وعلشان كده بفكّر أغيرها.

* أنا عندي فكرة لو انت موافق.

= موافق من قبل ما أعرف.

* المخرج والسيناريست ديفيد لي موجود في القاهرة، وهاتعشى معاه النهاردة أنا وعمر. هاحكيله القصة وأخد رأيه... إيه رأيك؟

= ماقلتلك موافق من قبل ما أعرف.

كانت النهاية المكتوبة في السيناريو تقضي بموت البطلة «نادية» قبل أن تكتشف حقيقة نفسها من هي، بعد أن أفاقت من غيبوبتها، وأوهمها زوج شقيقتها الذي يجسده محمود مرسي بأنها «فوزية» زوجته التي ماتت في الغارة الجوية، وحفاظاً على ابنته وثروة زوجته، أوهم شقيقتها نادية بأنها «فوزية». تواجه نادية صراعاً نفسياً كبيراً على هذا الأساس، وعندما تقترب من الحقيقة يقتلها زوج شقيقتها، غير أن المخرج ديفيد لي أشار إلى فاتن بأن ينقذ البطلة الطبيب، الذي يجسده أحمد مظهر، فيما يموت زوج شقيقتها في حادث. في هذه الحالة، يكون اختيار نادية أن تكون أماً لابنة شقيقتها. وكانت النهاية التي وضعها ديفيد لي أكثر إثارة، وتعاطف معها الجمهور بشكل كبير، وحقق الفيلم النجاح.

بعده بدأت فاتن بتصوير «لا وقت للحب» مع المخرج صلاح أبو سيف، عن قصة الكاتب يوسف إدريس وحواره، سيناريو لوسيان لامبير، حول المناضل حمزة البسيوني الذي كرّس حياته للنضال ضد الإنكليز، بعد حريق القاهرة في يناير 1952، وشاركته في النضال، ضمن أحداث الفيلم الفتاة «فوزية» التي يتعرف إليها مصادفة.

شارك فاتن البطولة في دور «حمزة» رشدي أباظة، ومعهما كل من صلاح جاهين، وعبد الله غيث، وبدر الدين نوفل، ليعرض الفيلم بعد «المعجزة» ويحقق الفيلمان نجاحاً كبيراً، واستحقت عنهما فاتن الفوز بجائزة أفضل ممثلة من وزارة الإرشاد، فيما حصل أباظة على جائزة أفضل ممثل، وفازت شادية بجائزة عن دورها.

رغم الأدوار والأفلام الناجحة التي كانت تقدمها فاتن، فإنها لم تعثر على دور بقوة وأهمية شخصية «آمنة» في «دعاء الكروان»، حتى عرض عليها المخرج هنري بركات شخصية «ليلى» في «الباب المفتوح» سيناريو يوسف عيسى وحواره، عن رواية الكاتبة لطيفة الزيات، والتي جعلت منها «رمزاً» لمصر. فيه، تنجح الشخصية السلبية التي تعاني طوال الوقت القهر والظلم الواقع عليها، سواء من الأب والأخ، أو الزوج لاحقاً، في التمرد على حياتها، وتثور على الظلم.

شارك فاتن في البطولة كل من محمود مرسي، وشويكار، وحسن يوسف، ومحمود الحديني، ولاعب النادي الأهلي صالح سليم. والفيلم الذي لم يحقق نجاحاً جماهيرياً، حصد إشادات نقدية كثيرة، وفازت فاتن حمامة عنه بجائزة أفضل ممثلة.

فكرة السفر

رفضت فاتن الارتباط بأعمال أخرى لأنها قررت السفر إلى زوجها عمر الشريف في لندن، بعد غياب بينهما امتد نحو عام، كان خلالها انتهى من تصوير «لورانس العرب». غير أنه قرر أن يصنع شبكة علاقات جديدة مع الفنانين والمخرجين وشركات الإنتاج العالمية، خصوصاً بعدما أقنعه مخرجون وشركات إنتاج أنه مشروع «نجم عالمي» ويجب ألا يضيع هذه الفرصة، بعدما وضع قدمه على أول الطريق.

بدأ الشريف في إعادة تأهيل نفسه عبر تدريبات مكثفة على التمثيل والرقص وسماع الموسيقى، وما إن التقطت فاتن أنفاسها وأمضت أياماً بصحبته بين أشهر معالم لندن، حتى بدأ يقدمها إلى عالمه الجديد من مخرجين ومنتجين، وإن كانت لم تكترث لذلك، ولم تضع في حسبانها أن تكون جزءاً منه، حتى التقت مصادفة «مستر باكمان»، أحد أكبر مديري الإنتاج في شركة «مترو غولدن ماير». وبمجرد أن وقعت عيناه عليها، حتى راح يتأملها صامتاً، يراقب حركاتها وسكناتها، وطريقة كلامها، ونطقها اللغة الإنكليزية. ولما ظنّت أنه يغازلها، فقررت أن تستأذن من الشريف والحضور لتغادر المكان. غير أنها قبل أن تقوم بذلك طلب إليها «مستر باكمان» موعداً في مكتبه في صباح اليوم التالي.

لم تفهم فاتن لم حدّد موعداً معها، وحاول الشريف أن يخمن السبب، وكان أقصى ما وصلا إليه أن يعرض عليها المشاركة في دور ثانوي أو صغير، أو مشاهد عدة في أي من أفلام الشركة. لذا قررت فاتن أن تعتذر مسبقاً عن أي عروض يقدمها لها، مهما كانت الإغراءات المادية، فلا يليق باسمها ولا تاريخها أن تشارك بدور ثانوي أو صغير حتى لو كان الفيلم عالمياً.

في الموعد كانت فاتن والشريف في مكتب «مستر باكمان»، وقبل أن تبادر بالاعتذار عن أي عرض، قال لها إنه يعرف الكثير عنها كفنانة مصرية، وأنها تعد الأهم، ليس في مصر فحسب، بل في الشرق كله. في هذه اللحظة زال توترها، خصوصاً بعدما اطمأنت إلى أنه يعرف الفنانة التي يتحدث إليها، وراحت تستقبل حديثه بارتياح، حتى فوجئت به يقول:

= عندي خبر أحب أقوله لك مدام فاتن.

* أكون سعيدة بسماعه بالتأكيد.

= شركة «مترو غولدن ماير» قررت تنتج فيلماً عن تهريب الآثار المصرية.

* كده. ده خبر هايل... فعلاً موضوع مهم ولم تتطرق له السينما المصرية بشكل جاد.

= الإنتاج ضخم. وسنصوّر جزءاً كبيراً جداً منه في القاهرة إلى جوار الأهرامات... وأيضا في المتحف المصري للآثار.

* أعتقد أنه سيكون فيلماً مهماً جداً.

= سيكون فيلماً مهماً بمشاركتك فيه.

* عذراً هل ما قلته سيادتكم هو ما سمعته جيداً.

= بالتأكيد. نحن سنسعد جداً بمشاركتك في الفيلم.

* بالتأكيد هذا يسعدني أيضاً. لكن أنا مافكرتش في الموضوع ده قبل كده.

= وما المانع من أن تفكري في الموضوع. لكن قبل ما تفكري وتتخذي قراراً. لا بد من أن تعرفي أن دورك سيكون محورياً في العمل... إلى جانب النجم «جورج ساندرز».

ألجمت المفاجأة فاتن وعجزت عن النطق، وإن كان الشريف لم يستطع أن يخفي سعادته، لكنه لم يتحدث نيابة عنها وترك لها الرد، وبذكائها المعهود، ورغم ارتياحها الشديد وسعادتها بالفرصة، التي كانت تتمنى أن يعرضها عليها «باكمان» حتى لو لم توافق على الفيلم، غير أنها حرصت على ألا تبدي أي رد فعل على وجهها، بل استقبلت كلامه بابتسامة عريضة، وشكرته، ووعدته قبل أن تنصرف، أنها ستفكر في الأمر وترد عليه.

فرصة عالمية

بعد تفكير وتردد، قررت فاتن ألا تقبل العرض، غير أن الشريف لم يتركها لتتخذ القرار، من دون أن يوضح لها أهمية هذه الفرصة، على المستويات كافة فنياً وإنسانياً، سواء في مصر، أو على مستوى السينما العالمية، كذلك بالنسبة إلى حياتهما معاً، حتى اقتنعت وقررت أن توافق على الفيلم بعد أن تقرأ السيناريو، وتعرف كيف سيكتب اسمها على الشارة.

تدور الأحداث حول شاب مصري يقع فريسة عصابة دولية تخصصت في سرقة الآثار، جاءت إلى مصر من أجل سرقة تمثال للملك «توت عنخ أمون»، يتعرف إلى «أمينة» التي تعيش ظروفاً بسيطة، ورغم إغراءات المال، تحاول أن تبعده عن هذا الطريق. ولكن الشاب الطموح يغرّه المال وينضم إلى العصابة التي تستعين بأفراد من مصر إلى جانب أفرادها الدوليين، وتدخل إلى المتحف المصري ويسرق الشاب التمثال. وقبل أن يهرب يقع في يد الشرطة. ويتضح أن أمينة أبلغت الشرطة باسمه على اعتبار أنه هو أوعز لها بذلك، فيُفرج عنه ويُمنح مكافأة، وبها يبدأ حياته مع «أمينة».

قرأت فاتن السيناريو ووافقت عليه، واتفقت على التفاصيل كافة، قبل أن تعود بمفردها إلى القاهرة للاستعداد للتصوير. وما إن وصلت حتى نشرت الصحافة الخبر، وبدأت الصحف والمجلات تكتب عن تحول بوصلة سيدة الشاشة العربية إلى اتجاه العالمية، وأنها ستمشي الطريق الذي بدأه زوجها عمر الشريف. وراحت النفوس الحاقدة تشكك في الفرصة المعروضة على النجمة، وأكّد البعض أنها تثير «زوبعة» حول نفسها غيرة من زوجها، لإيهام الصحافة المصرية والجمهور المصري بأنها أيضاً مطلوبة عالمياً، وتتباهى بنفسها وزوجها إزاء الفنانين المصريين.

ولكن لم تمر أسابيع على عودة فاتن، إلا وحضرت بعثة تصوير الفيلم إلى القاهرة، لبدء التحضير، فضلاً عن عمل عدد من اللقاءات مع بعض الممثلين المصريين، بمساعدة فاتن حمامة، للانضمام إلى الفيلم في أدوار مختلفة، بل وصحبتهم أيضاً إلى وزير الإرشاد القومي للحصول على التصاريح اللازمة للتصوير.

بدأت فاتن حمامة تصوير فيلم Cairo أو «القاهرة» إلى جانب النجوم العالميين جورج ساندرز، وريتشارد جونسون، وجون ميلتون، وأريك بولمان، ومن إخراج وولف ويلا، وسط احتفاء كبير من الصحافة المصرية بفاتن وفرصتها العالمية، وباختيار عدد من النجوم المصريين الآخرين للمشاركة بأدوار مختلفة، من بينهم أحمد مظهر، وكمال الشناوي، وشويكار، وصلاح نظمي، ويوسف شعبان، وصلاح منصور، وسعيد أبو بكر، وعبد الخالق صالح، والشاعر ورسام الكاريكاتير الكبير صلاح جاهين.

قبل أن تنتهي فاتن من تصوير الفيلم وصلتها برقية من عمر الشريف، يبث فيها شكواه من الوحدة والغربة، مؤكداً أن وجوده في مصر إلى جوارها هي وابنهما طارق، وكل من يحبونهم، أهم من أي أموال يمكن أن يحصل عليها من عمله في الخارج. كذلك أخبرها بعزمه على العودة إلى القاهرة، موضحاً أن وقتاً طويلاً مضى بعد «لورانس العرب» وهو لم يرتبط بأعمال أخرى، وأنه موجود في مدريد بإسبانيا بدعوة من أحد الأصدقاء، وينتظرها أن تنتهي من تصوير الفيلم لتلحق به ويمضيان أياماً عدة قبل أن يعودا إلى بيروت ومنها إلى القاهرة ليستقرا بشكل نهائي.

منذ أن بدأت فاتن تصوير Cairo انهالت عليها العروض من المنتجين المصريين، يطلبون توقيعها على عقود، ويتركون فيها خانة الأجر لتحدده بنفسها، غير أنها رفضت كل ما عرض عليها كي لا ترتبط بأي أعمال جديدة، إلى حين الانتهاء من الإجازة التي ستمضيها لأول مرة مع الشريف بلا عمل منذ أن تزوجا. فعلاً، ما كادت تنتهي من دورها في الفيلم، حتى سافرت إلى مدريد، على أن يسافر الزوجان بعد ذلك إلى بيروت ليمضيا «شهر عسل» جديداً، كما وعدها، ثم يعودان إلى القاهرة.

وصلت فاتن إلى مدريد حيث استقبلها الشريف استقبالاً حاراً، غير أنهما ما إن عادا إلى الفندق، حتى صدمت الزوجة بالمفاجأة التي أعدها لها زوجها.

غضب وحزن

قبل أن تصل فاتن حمامة إلى مدريد، كانت أمور الشريف تغيرت تماماً، إذ تحوّلت دعوة صديقه إلى فرصة للعمل في الفيلم الأميركي Behold a Pale Horse أو “أنظر الحصان الشاحب”، ليكون النجم الثالث في البطولة بعد النجمين العالميين أنطوني كوين، وغريغوري بيك، ومن إخراج فريد زينييمان.

تدور الأحداث حول لص مشهور خلال الحرب الأهلية الإسبانية، عاش زينيمان في فرنسا، ثم يعود سراً ليرى والدته قبل أن تموت، فيلمحه ضابط الشرطة الذي هرب منه قبل 20 عاماً، ويعد له فخاً.

وجد الشريف أن الفرصة في هذا الفيلم أكبر من “لورانس” فتعاقد عليه، لتصل فاتن وتجد أن الأمور كافة تغيرت تماماً قبل وصولها إلى مدريد.

أصيبت فاتن بصدمة كبيرة، ليس بسبب أهم فرصة أتيحت للشريف في فيلم عالمي كبير سيتقاسم فيه البطولة مع اثنين من أكبر النجوم العالميين، بل لأن زوجها غيّر خططه حول المستقبل التي رسمها في برقيته الأخيرة، ولم يفِ بنيته العودة والاستقرار في مصر حتى لو جاءته فرصة أخرى في السينما العالمية، وأنه خطط ودبر خطواته كافة بعيداً منها:

* انت بتحطني قدام الأمر الواقع؟

= ليه بتقولي كده؟

* أمال إيه معنى كلامك مش هاينفع أرجع مصر الفترة اللي جاية؟

= أرجع إزاي في ظل الظروف اللي باقولك عليها دي؟

* أنا مابتكلمش على الفيلم. بالعكس... ده لو ماكنتش انت وافقت كنت أنا اللي هاطلب منك لازم توافق على الفرصة دي.

= يبقى أحنا متفقين.

* لا مش متفقين لأن الترتيب اللي بتقول عليه مش هو اللي اتفقنا عليه. ولا اللي هو انت قلته في جوابك.

= أنا مش مستعد أضحي بمستقبلي لأوهام في دماغك لوحدك.

* دلوقت بتتكلم عن مستقبلك لوحدك. وحبنا وحياتنا وأحلامنا بقت أوهاماً.

= أنا ماقولتش كده. لكن باقصد أني ماقدرش أفكر في المرحلة اللي بتمر بيها حياتي الفنية دلوقت في أني أرجع مصر.

* ماتقدرش. وأفضل أنا في بلد وانت في بلد. وبنشوف بعض باعتبارنا زملا في مهنة واحدة... مرة كل سنة. حتى مش زي الأصدقاء.

= وإيه المانع انك تنقلي إقامتك معايا؟

* ده على أساس إيه؟ أني مرات النجم الكبير. احضر له ملابس التصوير. وأراجع معاه المشاهد اللي هايصورها.. وانتظره في البيت لما يرجع أساله يومك كان عامل إزاي النهارده؟

= إيه نبرة السخرية اللي في كلامك دي؟ بغض النظر عن الكلام اللي مالوش معني اللي قلتيه دلوقت... لكن أنا فعلاً نجم كبير.

* وانا فاتن حمامة يا عمر.

تصاعد النقاش بينهما، إلى أن وصل إلى ذروته، عندها قرر الشريف أن ينهي النقاش ويغادر مدريد إلى المغرب، حيث سيبدأ المخرج فريد زينيمان بتصوير عدد من المشاهد الخارجية من فيلم Behold a Pale Horse، فيما قررت فاتن عدم العودة مباشرة إلى القاهرة، بل اتجهت إلى لندن، ولكن لم تمكث طويلا هناك، بعدما وصلها خبر صدمها كثيراً، وهو الرحيل المفاجئ لزوجها السابق ووالد ابنتها المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، بعد صراع مرير مع أكثر من مرض.

توفي ذو الفقار وهو في كامل نضجه الفني، بعدما أوكلت له المنتجة آسيا داغر إخراج فيلم «صلاح الدين الأيوبي»، غير أن القدر لم يمهله، ليرحل في ريعان شبابه، مع الذكرى الحادية عشرة لثورة 23 يوليو، قبل أن يكمل عامه الرابع بعد الأربعين.

حزنت فاتن كثيراً على رحيل عز الدين ذو الفقار، فبغض النظر عن كونهما لم يستطيعا استكمال حياتهما كزوجين معاً، إلا أنه لم يكن مجرد مخرج عابر في حياتها، بل هو صانع جزء مهم من نجوميتها، وصاحب الفيلم الذي منحها لقب «سيدة الشاشة العربية» وكثير من الأفلام الأخرى، التي رسمت من خلالها خريطة «الرومانسية» على شاشة السينما المصرية.

بعد تقديم واجب العزاء لصديقها المقرب الفنان صلاح ذو الفقار، قرّرت فاتن الاختفاء تماماً عن الأنظار. جلست في بيتها مع ولديها نادية وطارق، ورفضت كل ما يعرض عليها من أعمال، وسط دهشة من المنتجين والمخرجين، حتى بدأت الصحافة تكتب عن سبب هذا الاختفاء، وإذا ما كان لعمر الشريف علاقة بذلك، وراح كثيرون يتساءلون: هل سترفض تقديم أفلام مصرية بعد فيلمها Cairo، وتقبل فقط الأعمال العالمية مثلما فعل الشريف؟ أم أنها في وقفة مع نفسها لمراجعة حساباتها الفنية والإنسانية؟

لم تجد فاتن حمامة رداً على كل ما أشيع حولها سوى بقرار اتخذته، ونفّذته فوراً.

البقية في الحلقة المقبلة

حسن الإمام يصنع «المعجزة» ويجمع بين فاتن حمامة وشادية

فاتن حمامة تقوم ببطولة فيلم «القاهرة» العالمي من إنتاج «مترو غولدوين ماير»

عمر الشريف يقرِّر عدم العودة إلى مصر قبل أن يحقِّق أهدافه العالمية

الشريف لفاتن: «أنا فعلاً نجم كبير»

فاتن تحزن لرحيل زوجها السابق ووالد ابنتها المخرج عز الدين ذو الفقار
back to top