إلغاء كلمتي روحاني وحفيد الخميني في «ذكرى المؤسس»

• مؤيدو نجاد و«أنصار حزب الله» كانوا يعدون لمقاطعتهما
• نتنياهو يلتقي ميركل و«يستنهض» أوروبا

نشر في 05-06-2018
آخر تحديث 05-06-2018 | 00:02
إيرانيات يشاركن في تجمع بحسينية جمران التي كان يقصدها الخميني يومياً وذلك خلال زيارة وزير الثقافة وحسن الخميني للحسينية (إرنا)
إيرانيات يشاركن في تجمع بحسينية جمران التي كان يقصدها الخميني يومياً وذلك خلال زيارة وزير الثقافة وحسن الخميني للحسينية (إرنا)
علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أنه جرى إلغاء كلمتي الرئيس حسن روحاني وحسن الخميني في ذكرى وفاة الخميني، تخوفاً من تحركات لأنصار أحمدي نجاد وجماعة «أنصار حزب الله» كانت ستظهر الانقسامات في ذكرى مؤسس الجمهورية الإسلامية.
أكدت مصادر مطلعة في مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية

لـ "الجريدة" أن لجنة إعداد مراسم ذكرى وفاة مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية الخميني، قررت إلغاء كلمة كانت مقررة خلال إحياء الذكرى أمس، لكل من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وحفيد الخميني، حسن الخميني، والاكتفاء بكلمة للمرشد الأعلى علي خامنئي في هذه المناسبة فقط، بعد أن تخوفت من أن المعارضين لروحاني وحسن الخميني ممكن أن يقوموا بأعمال شغب لتعكير أجواء المناسبة، وترديد شعارات ثورية لمنع الشخصيتين من الكلام.

وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية اكتشفت أن فريقين على الأقل أحدهم اتباع الرئيس السابق محمود نجاد، والثانية "أنصار حزب الله" كانوا يخططون كي يقوم أتباعهم بالاستقرار في الصفوف الأمامية للمحتشدين، وثم تعكير كلمتي روحاني والخميني برفع شعارات ثورية ضدهم وإثارة الجمهور ضد الحكومة.

وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا من الشباب الذين كانوا يخططون لرفع شعارات ضد المرشد اأيضا في هذه المناسبة، وتقرر تقديم زمان إلقاء كلمة المرشد في هذه المناسبة مدة ساعتين لهذا السبب.

وقام أنصار الرئيس السابق أحمدي نجاد بمنع حسن الخميني الذي يعتبر من الإصلاحيين من الخطاب في ذكرى وفاة جده لعدة مرات، بعد أحداث عام 2009 المعروفة بالحركة الخضراء، ولكن بعد وصول الرئيس روحاني الى السلطة، استطاع حسن الخميني الخطاب مجددا في ذكرى وفاة جده المصادف يوم الاثنين، بشرط أن يتكلم عن فضائل جده فقط، ولا يدخل في مباحث سياسية.

ويبدو أن معارضي الرئيس روحاني يريدون استغلال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والأوضاع الاقتصادية للبلاد والنقمة الشعبية الحاصلة إثر ذلك لتوجيه ضربة للرئيس روحاني في ذكرى وفاة الخميني.

ويستغل عديدون هذه المناسبة لتلاوة الشعارات ضد من يعارضوهم، لأن الإذاعة والتلفزيون الإيراني، إضافة الى عدد كبير من الشبكات الإخبارية العالمية تغطي عادة هذه المراسم بشكل مباشر.

الى ذلك، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، من ألمانيا جولة أوروبية تستمر 3 أيام يأمل خلالها إقناع الأوروبيين بتبديل موقفهم المتمسك بالاتفاق النووي مع إيران.

وقال السفير الإسرائيلي في المانيا جيريمي إيساشاروف، في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس قبل الزيارة، إنه ينبغي منع إيران بأي ثمن من "تطوير أي قدرات نووية".

وتابع: "قد تكون لدينا خلافات في وجهات النظر حول سبل مراقبة إيران في المجال النووي، لكننا نسعى إلى تحقيق هدف مشترك".

والتقى نتنياهو المندد بشدة بالاتفاق النووي والنظام الإيراني، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وبعد ألمانيا ينتقل رئيس الوزراء إلى باريس، حيث يلتقي اليوم الرئيس إيمانويل ماكرون، ثم إلى بريطانيا، حيث يجري محادثات غدا مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

وتعد ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين الدول الكبرى الست وطهران.

ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق بشدة، رغم انسحاب واشنطن منه في الثامن من مايو الماضي، ويعملون على إنقاذه بالتنسيق مع روسيا والصين، الدولتان الأخريان الموقّعتان على الاتفاق.

وإن كان الأوروبيون يرون أن الاتفاق الموقع هو أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، إلا أنهم يدركون في المقابل حدود تسوية وصفتها ميركل أخيرا بأنها "غير مثالية".

واقترحوا التفاوض مع طهران على اتفاق مكمل يعالج برنامجها الباليستي وسياسة بسط نفوذها في الشرق الأوسط، من لبنان وسورية وصولا إلى اليمن، وهي سياسة يعتبرها الغربيون مزعزعة للاستقرار في المنطقة، كما تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لوجودها.

وقد يتوصل نتنياهو إلى توافق مع محاوريه الأوروبيين حول هاتين النقطتين.

وكان قد صرح قبل الزيارة قائلا: "سأتباحث معهم في سبل عرقلة الطموحات النووية والتوسع الإيراني في الشرق الأوسط"، مضيفا أنها مسائل "حيوية بالنسبة الى أمن إسرائيل".

وتخشى إسرائيل من أن تملك إيران السلاح النووي الذي تعتبر أنها ستكون هدفه الأول، خصوصا إذا واصلت طهران برنامجها الباليستي. ويخضع الأوروبيون لضغوط مباشرة من الولايات المتحدة في هذا الشأن.

وحددت واشنطن مهلة للشركات الأجنبية لوقف تعاملها مع إيران، في تحذير يستهدف بصورة رئيسة الأوروبيين، ولاسيما الشركات الفرنسية والألمانية.

على صعيد آخر، تنهي زيارة نتنياهو لبرلين رسميا فترة من التوتر الدبلوماسي بين البلدين اللذين يعتبران حليفين تاريخيين.

غير أن برلين ضاعفت منذ عدة أسابيع رسائل الدعم لإسرائيل خلال عمليات قصف استهدفت قطاع غزة أو مواقع عسكرية في سورية.

كما تحذر ميركل باستمرار من عودة "معاداة السامية" إلى الظهور في ألمانيا نتيجة توافد المهاجرين المتحدرين من دول عربية وصعود اليمين المتطرف في آن.

وفي تصريح لافت، قال أحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتشدد ألكسندر غاولاند السبت أن أدولف هتلر والنازيين كانوا مجرد "روث طير"، وسط تاريخ من الأمجاد الألمانية على حد قوله، مما أثار تنديدا من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

back to top