«High Light»: رؤية 2035 تحتاج إلى قيم

نشر في 02-06-2018
آخر تحديث 02-06-2018 | 00:09
لا بد أن تتضمن رؤية كويت 2035 تدعيم قيم العمل اليدوي، ويترتب على ذلك خفض قيم الربح السهل وعدم بذل الجهد، وتقليص قيم التفاخر والمباهاة بالمظهر على حساب الجوهر، مع الابتعاد عن كل أشكال السلبية والاتكالية في العمل.
 د. حمود حطاب العنزي تسعى القوى الفاعلة في مجتمعنا الكويتي إلى إحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة، ويقتضي هذا بالضرورة التصدي للأفكار الموروثة القديمة التي تحقر العمل اليدوي وتحط من قدره، وتدفع المواطن الكويتي بعيداً عنه باعتبار أن ممارسته تجلب العار، وهنا تبرز أهمية دور التربية والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، لإعلاء قيمة العمل اليدوي والعمل المنتج بشكل عام ضمن إطار رؤية 2035، وحشد الرأي العام حوله.

وعليه لا بد أن تتضمن رؤية كويت 2035 تدعيم قيم العمل اليدوي، ويترتب على ذلك خفض قيم الربح السهل وعدم بذل الجهد، وتقليص قيم التفاخر والمباهاة بالمظهر على حساب الجوهر، والتي تقترن بالضرورة بالابتعاد عن كل أشكال السلبية والاتكالية في العمل بعدم بذل الجهد والتوقف عن التفكير في الحصول على فرص الثراء السريع، التي تقلل من قيمة الإنسان المنتج.

وهذا يتطلب بطبيعة الحال تعزيز قيم التعليم باعتبارها وسيلة الترقي الوحيدة في مجالات العمل المختلفة، ما من شأنه أن تصبح قيمة تنمية المواهب والقدرات أعلى درجة من قيمة اقتناء الأشياء، ونتيجة لذلك تتعزز قيمة تقدير الوقت واستثماره بدرجة كبيرة، مما يساعد في تأكيد قيمة الإنجاز والعمل الجماعي لدى المواطن الكويتي.

وإن أكثر ما سيترتب على الاهتمام بقيمة العمل اليدوي والعمل المنتج بشتى أشكاله تحقيق توازن وأمان في سوق العمل، فالدولة في هذه الحالة ستعتمد بشكل أساسي على سواعد أبنائها في شتى المجالات، متسلحين بالعلم والمعرفة وبالتالي تتفجر الطاقات الإبداعية للمواطن الكويتي وتتعمق إنسانيته.

ختاماً:

إن رؤية كويت 2035، لا بد أن تحتوي على برنامج متكامل واضح الملامح لتعزيز القيم ولا سيما قيم العمل، وغير خفي على أحد انتشار بعض القيم السلبية؛ التي مع مرور الوقت شكلت بعض الثقافات الدخيلة على مجتمعنا الكويتي كثقافة الفساد المنتشرة وللأسف بين بعض أفراد المجتمع الكويتي، ولا سيما أصحاب مناصب الباراشوت، وغني عن البيان أن أهم صفات المجتمع المتحضر المنجز هي ارتقاء القيم الأخلاقية قمة هرم النسق القيمي الفردي والمجتمعي، وعليه تبقى مسؤولية تعزيز القيم مسؤولية الأمة بكل ما تشمله من وسائل تنشئة اجتماعية ترعاها بخطة محكمة الدولة بكل مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.

تقبل الله طاعتكم، ودمتم بخير.

back to top