التفكير بصوت عالٍ

نشر في 29-05-2018
آخر تحديث 29-05-2018 | 00:09
في اعتقادي أن قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس الشريف قد تم اتخاذه بعد حرب عام 1967، أو عام النكسة في مصطلحاتنا العربية، عندما احتلت إسرائيل الجولان السوري وسيناء المصرية والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشريف.
 يوسف عبدالله العنيزي فليسجل التاريخ يوم الاثنين الموافق 14/5/ 2018، وفي خضم غصة في القلوب، أنه تم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس الشريف، والأخطر من ذلك الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة أبدية لإسرائيل، فهل جاء هذا التاريخ، وفي ظل الظروف المحيطة مصادفة؟

إذاً دعونا نفكر بصوت عالٍ، ففي اعتقادي أن قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس الشريف قد تم اتخاذه بعد حرب عام 1967، أو عام النكسة في مصطلحاتنا العربية، عندما احتلت إسرائيل الجولان السوري وسيناء المصرية والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشريف، وقامت بتدمير الجيوش العربية خلال أيام معدودة، وبعدها قامت أميركا بتسليم ما كان يعرف بملف الصراع العربي الإسرائيلي إلى بعض الأجهزة الأمنية المتخصصة التي قامت بفرش خريطة ما تبقى من العالم العربي، ووضعت ترتيب الأحداث.

وفي عام 1973 قامت حرب التحرير، وأعيدت سيناء إلى مصر، وقام بعدها بسنوات الرئيس أنور السادات بزيارته التاريخية إلى إسرائيل، وألقى خطاباً في الكنيست الإسرائيلي أعلن فيه أنه "لا حرب بعد اليوم بين العرب وإسرائيل"، ونتيجة لرفض الرئيس حافظ الأسد الدخول في مفاوضات السلام مع إسرائيل، فقد تم اتخاذ القرار بتدمير سورية، وهو ما يحدث الآن.

كما تم عزل مصر وتسليم قيادة العالم العربي للطاغية صدام حسين الذي أدخل المنطقة في دوامة من الحروب، ابتداء من حرب الشمال العراقي الكردي إلى الحرب مع إيران لثماني سنوات، ثم قيامه عام 1990 بجريمة العصر غزو الكويت الغالية، وقيام دول العالم بالتحالف لتحرير دولة الكويت.

في تلك الفترة برز تنظيم "القاعدة" وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وما كادت تخبو هذه المنظمة بعد حرب أفغانستان حتى برزت دولة الخلافة الإسلامية "داعش"، وتوالت الأحداث لتجهيز الساحة تمزيق سورية الدولة وإشعال فتن في العراق وصراع فلسطيني-فلسطيني، وحرب في اليمن أكلت الأخضر واليابس، وإشغال مصر بالإرهاب في سيناء، وفقد لبنان ملامح الدولة، وتم تمزيق ليبيا إلى دويلات، وإشغال دول مجلس التعاون بخلافات.

ولم يتبق إلا انتظار رئيس أميركي مناسب، فجاء فخامة الرئيس دونالد ترامب بما يتمتع به من طموح ليس له سقف فوقع على قرار نقل السفارة من تل أبيب إلى مدينة القدس الشريف أمام أجهزة الإعلام، وتم نقش اسمه بالخط العريض على اللوحة في مدخل السفارة.

والآن هل انتهت القصة أم لها تكملة، ولعله تساؤل بريء لم يوافقني عليه عدد من الأصدقاء، وهو متى سنرى الاحتفالات بافتتاح بعض السفارات العربية في مدينة القدس عاصمة إسرائيل الأبدية؟!!

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top