شاب «اللاب توب»!

نشر في 27-05-2018
آخر تحديث 27-05-2018 | 00:20
 عبدالمحسن جمعة بعيداً عن الأخبار السلبية التي تتداول في البلد، مازال هناك كثير من الأمور الإيجابية التي تفرح القلب عندما نسمعها، فخلال عودتي من رحلة للخارج صادفت كالمعتاد العديد من المواطنين العائدين إلى الديرة، في مطار إسطنبول، الذي أصبح وجهة سفر ومحطة ترانزيت مهمة للكويتيين، كانت هناك مجموعة من الشباب معظمهم كانوا في رحلات استجمام أو دراسة أو مرافقة مريض.

ولكن أحدهم كان مشغولاً بـ "اللاب توب" طوال الوقت، ولاحقاً جاورته خلال الرحلة، الشاب تقريباً في نهاية العشرينيات من عمره، عرفت أنه موظف حكومي، ولكنه من محترفي تصميم البرمجيات، وعائد من رحلة عمل من إحدى دول أوروبا الشرقية، بعد أن لبى دعوة من رجل أعمال هناك التقاه سابقاً في قطر، واطلع على برنامج صممه، يتعلق، كما فهمت، بنقل التصاميم إلى مكائن دباغة الجلود.

الشاب يبدو طموحاً جداً، ولديه نظرة إيجابية للمستقبل بخلاف غالبية شبابنا، ويقول إن مستقبل الكويت في المشاريع الصغيرة، ولم يتحدث عن طلب الدعم من الحكومة أو قسيمة صناعية أو محل، مؤكداً أن الراتب الحكومي هو لضمان مستقبله، أما جهاز الكمبيوتر الخاص به فهو ما سيمكنه من أن يصنع ثروته!

بالتأكيد، مثل هذا الفكر الإيجابي سيصنع الكويت الجديدة، لكن الجهود الفردية لا يمكن أن تحقق ذلك، فالمطلوب أن تقدم الدولة الدعم المطلوب للمشاريع الصغيرة، خاصة ما يتعلق منها بالورش الإلكترونية والصناعية الصغيرة، كما أنه يمكن دعم مشروع الكويت 2035، الذي يرتكز على الجوانب السياحية والترفيهية بحاضنات متقدمة للتكنولوجيا والصناعات الصغيرة والخفيفة، بل يمكن أن يتم استقطاب الشباب المبدع في الهند وجنوب شرق آسيا والدول العربية إلى تلك الحاضنات، وإدخالهم في شراكة مع شباب كويتي برعاية جهة متخصصة تقيم مسابقات عالمية للمشاريع والأفكار المبدعة حول العالم.

يعلم غالبية الاقتصاديين أن الاقتصاد الألماني الهائل يعتمد في معظمه على الورش الصغيرة والمتوسطة، وولاية كاليفورنيا فاحشة الثراء، والتي تشكل النسبة الساحقة من الاقتصاد الأميركي، ترتكز على وادي السليكون القائم على البرمجيات ومختبرات الأعمال الصغيرة، وكذلك سنغافورة وعدة دول نامية أخرى، لذا نحن نحتاج عقلية حكومية تتماشى مع ذلك المفهوم، وتحول جزءاً من الكويت الجديدة إلى ورش عمل صغيرة ومتوسطة للبرمجيات والصناعات الصغيرة المتعلقة بقطع الغيار والإلكترونيات، ودعمها من الدولة بشكل كبير حتى تكون الوجه الآخر للكويت الجديدة التي لا يمكن أن تحقق أهدافها بنشاط أحادي يعتمد على تسويق الجزر والسياحة فقط.

back to top