طبول الحرب لمن يريد الرقص

نشر في 25-05-2018
آخر تحديث 25-05-2018 | 00:08
لا أعلم إن كانت منطقة الشرق الأوسط قادمة على دمار وحرب عالمية، أو أن إلغاء الاتفاق النووي ورقة ضغط ومقدمة لاستنزاف الموارد المالية في المنطقة، أو لأجل أن تنفرد إسرائيل بالمنطقة، ومن ثم التطبيع معها والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو لأجل كل ذلك؟!
 أ. د. فيصل الشريفي مازالت الردود الدولية الرافضة بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وفرضه عقوبات اقتصادية إضافية على طهران تتوالى، وكان أبرزها رد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بدعوتها المجتمع الدولي إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران.

هذا الخطاب شكل قاعدة مهمة نحو احترام الاتفاقات الدولية والمحافظة عليها، كما أنه أبرز الدور الأوروبي والتزامه تجاه الأمن والسلام الدوليين، وتأكيده على مواصلة الحوار الدبلوماسي الذي بدأ يأخذ صداه بين الدول الأوروبية، حيث أعلنت جميع الدول الضامنة للاتفاق النووي ما عدا الولايات المتحدة نيتها الإبقاء على هذا الاتفاق لما له من أثر مباشر على السلم الدولي، ولارتباطه بعقود مليارية مبرمة مع الشركات الأوروبية، ولذلك جاء الرد الأوروبي حازماً في هذا الاتجاه، إلا أنه أبقى الباب مفتوحاً لمزيد من التفاهم مع إيران حول بعض النقاط الأخرى.

حرب البسوس التي بدأت بقتل الجساس لخاله كليب ثأراً لخالته البسوس بعد قتل كليب ناقة كانت لجارها سعد الجرمي والتي نتج عنها حرب استمرت أربعين سنة، أصبحت مضرب مثل للعرب، لكنها وللأسف قصة نمر بها كباقي القصص لا نستفيد من العبر التي فيها.

السيدة موغيريني ليست عربية ولا أظنها سمعت بكليب ولا البسوس لكنها إنسانة تدرك عواقب الحرب والتي قد تكون حربا كونية، ولمعرفتها لأبعادها على البشرية، لكن بعض أبناء العمومة يتصورها نزهة تستطيع أميركا وإسرائيل إنهاءها خلال ساعات أو أيام، وأفلام وقصص كهذه يسوقها لهم خيالهم الكرتوني.

المشكلة بأصحاب الخيال الواسع لا ينظرون إلى المشهد كما يجب وإلى تجارب الحروب في المنطقة والتي ذهبت بمئات الآلاف من الأرواح، حيث بدأت الفكرة بالقضاء على الإرهاب أو بتغيير نظام حاكم، لكن السبحة انفرطت والشواهد حاضرة إلى الآن في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن.

لا أعلم إن كانت منطقة الشرق الأوسط قادمة على دمار وحرب عالمية، أو أن إلغاء الاتفاق النووي ورقة ضغط ومقدمة لاستنزاف الموارد المالية في المنطقة، أو لأجل أن تنفرد إسرائيل بالمنطقة، ومن ثم التطبيع معها والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو لأجل كل ذلك؟!

تابعنا خلال الأيام الماضية خطاب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح في قمة إسطنبول، والذي مثل الوجدان الإنساني والإسلامي والعروبي بما حمله من تساؤلات مستحقة عن السبب وراء إفلات إسرائيل من العقاب، ولماذا يبقى الضحية قاتلاً في عرف إسرائيل؟

هذا الخطاب الذي أكد رفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ورفض أي تصرف أحادي خارج الشرعية الدولية على حساب هوية القدس الإسلامية والعربية، وأنها عاصمة فلسطين الأبدية، حيث قد أغلق الطريق على من يزايد على موقف دولة الكويت الرسمي والشعبي تجاه القدس والأقصى وحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على أرضهم المسلوبة.

ودمتم سالمين.

back to top