لبنان: بقاء بري وعودة الفرزلي يعكسان تغير موازين القوى

إقصاء «القوات» عن هيئة المجلس تم بمشاركة «التيار الحر» و«المستقبل» و«الاشتراكي»

نشر في 24-05-2018
آخر تحديث 24-05-2018 | 00:04
بري يلقي كلمة بعد فوزه بالاقتراع  (أ ف ب)
بري يلقي كلمة بعد فوزه بالاقتراع (أ ف ب)
عكس بقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في منصبه للمرة السادسة، وعودة النائب إيلي الفرزلي الى منصب نائب رئيس المجلس الذي كان يشغله في عام 1992، في عهد الهيمنة السورية على لبنان، الفوز الذي حققه حزب الله الموالي لطهران، والمتحالف مع دمشق في الانتخابات.
في خطوة تعكس تغير موازين القوى في المشهد السياسي اللبناني لمصلحة حزب الله للمرة الأولى منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005، بقي زعيم حركة أمل نبيه بري متربعاً على سدة رئاسة مجلس النواب لدورة سادسة "26 عاماً"

بـ 98 صوتاً، مقابل 29 ورقة بيضاء، وواحدة ملغاة.

ورغم أن انتخاب بري ليس له دلالات سياسية بارزة سوى أن أغلبية القوى المسيحية المعترضة عليه لم تتمكن من التأثير على بقائه في منصبه، فإن عودة النائب إيلي الفرزلي بقوة إلى السلطة، وهو المقرب من دمشق، عكس بوضوح الفوز الانتخابي الذي حققه حزب الله في الانتخابات الأخيرة.

وانتخب الفرزلي مرشح تكتل "لبنان القوي" نائباً لرئيس المجلس النيابي بـ80 صوتاً مقابل 32 صوتاً لمرشح تكتل "الجمهورية القوية" أنيس نصار و4 أصوات لعضو كتلة "العزم" النائب نقولا نحاس، وصوت واحد لبولا يعقوبيان، و8 أوراق بيضاء وورقتين ملغيتين حملتا اسمي شارل مالك ونادين لبكي، علماً أن عدد المقترعين في هذه الجولة كان 127 نائباً إذ إن الوزير نهاد المشنوق لم يشارك في الاقتراع وغادر القاعة بعد انتخاب رئيس المجلس.

كما تم انتخاب عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ألان عون (84 صوتاً) وعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة (76 صوتاً) كأميني سر للمجلس النيابي، مقابل 42 صوتاً فقط نالها عضو تكتل "المردة" النائب اسطفان للدويهي.

كما فاز عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر وعضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى وعضو كتلة "لبنان القوي" النائب آغوب بقرادونيان بالتزكية كمفوضين لهيئة مكتب المجلس، مما أثار حفيظة حزب "القوات اللبنانية" الذي أعلن على لسان نائب رئيسه أن "القوات خارج التسويات وهناك محاولات مستمرة لعزلها".

وإذا ما تم احتساب الأصوات التي نالها نصّار 15 نائباً من كتلة "الجمهورية القوية" زائد 19 من كتلة "المستقبل" التي أعلنت أمس الأول دعم ترشيحه، يتبيّن أن نصّار كان يجب أن ينال 34 صوتاً بدلاً من 32 (النائب نهاد المشنوق امتنع عن التصويت) ما يطرح علامات استفهام عن هوية نائبين لم يلتزما على الأرجح بقرار كتلة "المستقبل".

بري

وشكر الرئيس بري، في كلمته الى المجلس بعيد انتخابه، رئيس السن ميشال المر، ووجّه الشكر "6 مرات للزملاء النواب على ثقتهم بتجديد انتخابي لمسؤولية رئاسة المجلس".

وقال: "يجتمع مجلسنا النيابي الجديد بعد تحقيق الاستحقاق الانتخابي النيابي ليشكل أجمل هدية لشعبنا في ذكرى الـ18 للتحرير". وأضاف: "انجلى غبار المعارك الانتخابية وأقدم لكم التهاني، وباسمكم أشكر الشعب اللبناني لاستجابته للمشاركة في الانتخابات النيابية". وأكد أن "ثقتكم بتجديد انتخابي رئيساً للسلطة التشريعية يحملني مسؤولية أكبر للمحافظة على هذا المجلس وكل لبنان". وقال: "المجلس النيابي كان دائماً حاضراً في مواجهة استهداف الإرهاب وحدودنا وكان له إلى جانب الحكم والحكومة خطوات لرفع التهديد عن لبنان وشعبه".

وتابع: "لقد قدنا خلال السنوات السابقة مسيرة الاتحادين البرلمانيين العربي والإسلامي وأسهمنا في توطيد مسار الديمقراطية في الوطن العربي وخفض التوترات على الساحتين العربية والإسلامية".

وأعلن أن "أولى المهام التي تقع على مجلسنا تشكيل نائب رئيس المجلس وهيكلته ومن ثم اللجان النيابية ورؤسائها ومقرريها، والتزام المشاورات النيابية لاختيار رئيس حكومة وتكليفه تشكيل الحكومة. وأمام مجلسنا سلسلة أمور تشريعية ومنها، اقتراح قانون اللامركزية الإدارية، وحصول المجلس النيابي على قاعدة بيانات حول تعثر نمو الاقتصاد، ومكافحة الفساد والرشوة والاحتكار، وإقرار قانون إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد، وإصدار القوانين لاستقلالية القضاء والرقابة، وإنجاز كل ما يتصل بقطاع النفط، و‘نشاء شركة البترول الوطنية، وإغلاق ملف التعويضات في شتى المجالات".

وشدد بري على "حماية الدستور وخصوصاً مقدمته المتعلقة بصيغة العيش المشترك ومنع تمرير أي مشروع يتعلق بالتوطين، وتحصين الحدود السيادية البرية والبحرية والجوية دولة وجيشاً وشعباً ومقاومة من اعتداءات إسرائيل".

وختم: "أنا متأكد أن المجلس سيتصرف لممارسة مهامه التشريعية والرقابية لازدهار الإنسان وتعميق الاستقرار".

المر

وكانت انطلقت قرابة الثانية عشرة والربع الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد، المخصصة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه. وأعلن رئيس السن النائب ميشال المر افتتاح الجلسة. وأفيد بأن أياً من النواب لم يعتذر عن عدم الحضور.

وقال المر: "نأمل أن تشكل هذه الجلسة انطلاقة لمرحلة جديدة مليئة بالأمن والسلام للبنان وأنوه بحكمة ووطنية الرئيس بري، مضيفاً "الرئيس بري يحمل منذ سنوات، الميزان ويظهر حرصاً على العيش المشترك".

الموسوي يقطع الشك باليقين: «بلا لبكي»

بعد اعتراض النائبة بولا يعقوبيان وقولها إنها لم تقترع بورقة بيضاء، بل انتخبت المخرجة اللبنانية نادين لبكي، رد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، قائلا: "بلا لبكي". كلام الموسوي قطع الشك باليقين لجهة التساؤلات عن قرصنة حساب نائب "حزب الله"، بعدما غرد قبل أيام قائلا: "بلا لبكي، بلا وجع راس: وقت الجدّ ما فيه غير سلاحك بيحميك".

بولا تعترض... وبري يصحّح

خلال عملية فرز الأصوات في جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي، وبعد احتساب النتائج وإعلان الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، النتيجة، اعترضت النائبة بولا يعقوبيان، لكون الورقة التي اقترعت بها تحمل اسم المخرجة اللبنانية نادين لبكي، ولم تتم قراءتها كسائر الأوراق، وتم احتسابها من ضمن الأوراق البيضاء الثلاثين التي تبين وجودها في صندوق الاقتراع، واعتبرت يعقوبيان ذلك مخالفة للقانون، مطالبة بتصحيح الأمر، فتم ذلك واحتسبت ورقتها ملغاة. ولاحقا، ولدى تسلّم بري الرئاسة قال: "معها حق بولا يعقوبيان، لأنه لا وجود لنائب اسمه لبكي، بل هناك لبكي غير شكل".

حراس البرلمان يرقصون على أناشيد «أمل»

عقب إعلان انتخاب الرئيس بري، أمس، عمت الاحتفالات مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث قام عناصر شرطة مجلس النواب بالرقص فرحاً بفوز بري. وتساءل عدد من النشطاء والمتابعين: "هل يحق لعناصر يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي الاحتفال على وقع أغان حزبية؟".

12 ورقة بيضاء من باسيل لبري

في جلسة الانتخاب بالبرلمان المنتخب، تبين أن 12 نائبا من كتلة "لبنان القوي" قد يكونون اقترعوا بورقة بيضاء، إذا لم يكن من نواب مستقلين، باعتبار أن عدد الأوراق البيضاء بلغ 29، يرجح أن تكون قد توزعت على النحو الآتي: نواب "الجمهورية القوية" (14 نائبا)، باستثناء النائب سيزار المعلوف الذي صوّت لبري، كتلة نواب "الكتائب اللبنانية" (3 نواب)، مما يجعل العدد الإجمالي 17 صوتا، فيبقى والحال هذه 12 صوتا.

بري: همّنا حماية الدستور ورفض تمرير أي مشروع يتعلق بالتوطين
back to top