خاص

المعتوق لـ الجريدة•: 30% من المجتمع الكويتي يعاني تشحُّم الكبد

«دار الشفاء» الوحيد بين المستشفيات الذي يعمل بالملف الإلكتروني

نشر في 24-05-2018
آخر تحديث 24-05-2018 | 00:00
معن المعتوق
معن المعتوق
كشف استشاري الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى دار الشفاء، د. معن المعتوق، أن 30% من المجتمع الكويتي يعانون تشحم الكبد أو الكبد الدهني، أو ما يعرف علميا بـ «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي»، وذلك بسبب انتنشار السمنة والسكري وارتفاع الكولسترول.
وشدد المعتوق في حواره لـ «الجريدة» على حاجة الكويت إلى إنشاء مركز متخصص لزراعة الكبد خلال السنوات الـ5 المقبلة، خصوصاً مع ازدياد حالات تليف الكبد وأمراض الكبد المزمنة.
وأشار إلى أن السعة السريرية لمستشفى دار الشفاء ستتضاعف إلى 230 سريراً، ليصبح أكبر مستشفى في القطاع الخاص بالكويت، وذلك بعد افتتاح التوسعة الجديدة للمستشفى، التي من المحتمل أن تتم في شهر أغسطس المقبل.. وفيما يلي نص الحوار:


• انضممت حديثا إلى فريق "دار الشفاء"، هل حدثتنا عن ذلك؟

- قبل أقل من شهر انضممت إلى فريق مستشفى دار الشفاء"، ولي الشرف بذلك، حيث إن المستشفى يتميز بسمعة طيبة للغاية، ولله الحمد فإن البيئة الموجودة فيه جيدة جدا، كما أن عدد المرضى والمراجعين في ازدياد مطرد وكبير جدا، خصوصا مرضى التأمين الصحي على المتقاعدين (عافية) وفيه قبول على خدمات المستشفى بشكل كبير. وأنا متخصص في أمراض وزراعة الكبد.

وقد وافقت على العرض المقدم من إدارة دار الشفاء، لما لمسته من سمعة طيبة وتميّز كبير لخدمات المستشفى.

• ما حجم مشكلة أمراض الكبد في الكويت؟

- تشحم الكبد أو الكبد الدهني، أو ما يعرف علميا بـ "التهاب الكبد الدهني غير الكحولي"، منتشر في الكويت بكثرة، فنحو 30 في المئة من المجتمع الكويتي يعاني التشحم الكبدي، بسبب انتنشار السمنة والسكري وارتفاع الكولسترول بين المجتمع الكويتي.

وخلال عام 2025 سيكون الكبد الدهني أو تشحم الكبد السبب الرئيس لزراعة الكبد، وقد يؤدي إلى تليف الكبد إذا تأخر اكتشافه وأهمل علاجه خلال من 5 إلى 8 سنوات.

وهنا في "دار الشفاء" نجري الفحص السريري للمريض، وبعد ذلك نجري السونار التشخيصي لمعرفة التشحم الكبدي أو "التهاب الكبد الدهني غير الكحولي"، من خلال قياس كثافة الكبد.

وخلال 6 أشهر سنقتني جهازا حديثا لقياس كثافة الكبد، ومن مزاياه أنه يحل محل خزعة الكبد، ويكشف إذا ما كان المريض يعاني الكبد الدهني أم لا، وإذا كان المريض مصابا بتليف الكبد من عدمه، كما أنه يتميز بأنه ليست له أي مضاعفات، فضلا عن سرعة نتائجه، كما أنه معتمد من هيئة الدواء والغذاء الأميركية (FDA).

وينقسم التهاب الكبد الدهني إلى قسمين؛ الأول من غير التهاب، ويمثل نحو 80 في المئة من المرضى، ويعني أن أنزيمات الكبد طبيعية، ويكتشف من خلال السونار الذي يظهر تكتلا من الشحوم على الكبد، أما النوع الثاني فيكون مصحوبا بوجود التهابات، ويعانيه نحو 20 في المئة من المرضى.

• ما حجم مشكلة زراعة الكبد في الكويت؟

- أمراض الكبد منتشرة في الكويت انتشارا كبيرا، سواء التشحم الكبدي أو التهاب الكبد الفيروسي "ب" و"س"، الذي يؤدي إلى تليف في الكبد.

وحاجة الكويت إلى الزراعة في ازدياد، بسبب انتشار أمراض السمنة والسكري وارتفاع الكولسترول. وخلال الشهور الثلاثة الماضية نجحنا في إجراء حالتي زراعة كبد في مستشفى مبارك، فقبل أيام قليلة نجح فريق طبي كويتي - بريطاني في إجراء ثاني عملية زراعة كبد في مستشفى مبارك، لمواطن في العقد الخامس من العمر، كان يعاني تليفا شديدا في الكبد.

وأجرى فريق طبي كويتي بالتعاون مع فريق بريطاني من قسم زراعة الكبد في مستشفى "كنغز كولج" في المملكة المتحدة العملية الجراحية للمريض، في إطار تنفيذ اتفاقية مشتركة بين وزارة الصحة والمستشفى البريطاني، الذي يعد أكبر مركز لزراعة الكبد في بريطانيا، حيث يجري 250 عملية زراعة للكبد سنويا.

وللعلم فإن إجراء عملية زراعة الكبد في الخارج تكلف الدولة أكثر من 150 ألف دينار إلى 200 ألف دينار كويتي، وهي تكلفة المريض والمتبرع والمرافق، في حين أن إجراءها في الكويت لا يتجاوز الـ 15 ألف دينار، وهذه العمليات بالغة التعقيد، تتطلب مزيدا من المهارة والكفاءة لإجرائها. وقد ضم الفريق الطبي البريطاني اثنين من أفضل وأمهر الجراحين المختصين في زراعة الكبد، وطبيبا آخر للتخدير، إضافة إلى ممرضتين واختصاصي للإرواء.

وقبل نحو 3 أشهر، نجحنا في إجراء أول عملية زراعة كبد في مستشفى مبارك الكبير لمريض كويتي أصيب بتليف شديد بالكبد، أدى إلى فشل تام بوظائفه، وكان الحل الوحيد لإنقاذ حياته هو زراعة كبد، وتم توفيره من شخص متوفى دماغيا، بعد أخذ الإذن من ذويه، والاتفاقية الطبية بين الكويت وبريطانيا ستكون قاعدة للإشراف على إنشاء برنامج دائم لزراعة الكبد في الكويت من خلال تدريب الكوادر الكويتية الوطنية وزيادة خبراتها، حتى تحقق القدرة الذاتية لإجراء هذه النوعية من العمليات مستقبلا.

• هل الكويت بحاجة إلى إنشاء مركز متخصص لزراعة الكبد؟

- خلال السنوات الخمس المقبلة سنكون بحاجة فعلية إلى إنشاء مركز متخصص لزراعة الكبد في الكويت، خصوصا مع ازدياد حالات تليف الكبد وأمراض الكبد المزمنة.

• ما نصيحتك للمجتمع الكويتي، خصوصا أننا مقبلون على شهر رمضان؟

- أنصح المرضى، خصوصا كل من أجريت له زراعة الكبد خلال سنة بعدم الصيام، حيث إن صيام مريض الكبد يؤدي إلى جفاف وقصور في وظائف الكبد والكلى.

كما أن القولون العصبي منتشر في الكويت، فنحو 20 إلى 30 في المئة من المجتمع الكويتي يعاني القولون العصبي، ومن أعراضه الانتفاخات والغازات وآلام البطن.

وخلال شهر رمضان تزيد أعراضه بسبب قلة الحركة وعدم شرب المياه وتغيير أوقات النوم ونوعية الأكل وقلة ممارسة النشاط البدني. وتزيد أعراض القولون العصبي في رمضان، ولذلك فمن المهم ممارسة الرياضة، خصوصا وقت الصيام، حيث إن الرياضة مهمة جدا في المساعدة على ليونة البراز وسرعة الهضم، وزيادة حركة التقلصات في المعدة، كما أنها تقلل من الانتفاخات.

وأنصح الصائمين بضرورة الإكثار من شرب الماء من لتر إلى لترين يوميا، مع الامتناع أو التقليل بقدر المستطاع من الأكلات السريعة المشبعة بالدهون، والتقليل من الأكلات المالحة والدهنية وتعويضها بالأكلات الغنية بالألياف، حيث إن الأكلات الغنية بالملح تؤدي إلى تجمع المياه في القدم، خصوصا لمن يعانون السكري وأمراض الكلى.

ويجب التقليل من الوجبات المالحة والمليئة بالدسم، خصوصا في وجبة السحور، مع الإكثار من شرب الماء والسوائل والفواكه، خصوصا الموز، حيث إنه مصدر غني بالبوتاسيوم، ويعوض عن العطش، مع الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

• ما الأجهزة الجديدة في قسم الجهاز الهضمي؟

- مستشفى دار الشفاء مميز جدا، ويكاد يكون المستشفى الوحيد في الكويت الذي يعمل بالملف الإلكتروني، وهو نظام له إيجابيات كثيرة من بينها أنه يقلل الأخطاء البشرية، ويحفظ البيانات في كل زيارة للمريض، ويقلل من الهدر في الأدوية.

لدينا في قسم الجهاز الهضمي أحدث أجهزة مناظير القولون ومنظار القنوات المرارية ومنظار السونار التشخيصي، الذي يتميز بفحص جدار المعدة وفحص البنكرياس، وهو أكثر دقة من السونار العادي ويعمل هذا المنظار على اكتشاف أورام البنكرياس ويفحص جدار البنكرياس ويساعد في الكشف عن أي اشتباه لوجود أورام.

• ما هي خططكم المستقبلية في قسم الجهاز الهضمي؟

- سوف تشهد مستشفى دار الشفاء افتتاح مبناه الجديد في شهر أغسطس المقبل، وسيكون فيه جناح متكامل لقسم الجهاز الهضمي والكبد، إلى جانب تخصيص غرف جديدة للعيادات الخارجية، وغرف المناظير، وسيشهد المبنى الجديد توسعة لتخصص الجهاز الهضمي، من خلال إضافة غرفتين جديدتين للمناظير وعيادات متخصصة للكبد والجهاز الهضمي والجراحة في المبنى الجديد.

ونعاهد كافة مراجعينا ومتلقي الخدمة بأن نطور من خدماتنا خلال الفترة المقبلة لاستقطاب مزيد من المرضى. مع العلم بأن المبنى الجديد سيكون بطاقة سريرية 80 سريرا، بزيادة 100 في المئة، أي إن عدد الأسرّة في مستشفى دار الشفاء سيرتفع مع التوسعة الجديدة إلى 230 سريرا، وهو أكبر مستشفى في القطاع الخاص بالكويت.

افتتاح توسعة «دار الشفاء» في أغسطس ويضم قسماً متكاملاً للجهاز الهضمي والكبد

السعة السريرية لـ «دار الشفاء» ستتضاعف إلى 230 سريراً ليصبح أكبر مستشفى بـ «الخاص» في الكويت
back to top