واشنطن تسحب مساعداتها من إدلب

مهمة موسكو لم تنته... وباريس تجمد أصولاً متورطة في البرنامج الكيماوي

نشر في 20-05-2018
آخر تحديث 20-05-2018 | 00:04
No Image Caption
كشف مسؤولون أميركيون مطلعون، أمس الأول، عن اتجاه إدارة الرئيس دونالد ترامب الى سحب مساعداتها من المناطق الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، خصوصاً الإسلامية، شمال غرب سورية، وتحويل تركيزها على إعادة إعمار مناطق استعادتها وحلفاؤها الأكراد من تنظيم «داعش».

وأوردت النبأ للمرة الأولى شبكة «سي بي إس» الإخبارية، وقالت إن الإدارة ستخفض عشرات ملايين الدولارات من الجهود السابقة المدعومة من الولايات المتحدة «للتصدي للتطرف العنيف ودعم المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام المستقلة ودعم التعليم».

وقال مسؤولون أميركيون، لوكالة «رويترز»، إن المساعدات الإنسانية لن تتأثر في الشمال الغربي حول محافظة إدلب، وهي أكبر مساحة من الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة بما في ذلك الفرع السابق لتنظيم القاعدة.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية: «جرى تحرير برامج المساعدة في شمال غرب سورية لتقديم دعم متزايد محتمل للأولويات». وأوضح مسؤول ثان أن الإدارة تعتقد أنها تريد نقل المساعدة إلى مناطق تخضع لسيطرة أكبر للولايات المتحدة.

وأكد مسؤول ثالث أن تخفيض المساعدات لشمال شرق سورية سيتم على مدى أشهر، معتبراً أن «الخطر هو تكرار ما انتقده الرئيس بشأن العراق، وهو ترك فراغ حيث يمكن أن يزداد العنف ويستطيع المتطرفون استغلال ذلك».

وفي مارس، جمد ترامب ما يربو على 200 مليون دولار من أموال جهود الإعمار في سورية، بينما تعيد إدارته تقييم دور واشنطن في الصراع السوري. وقال أحد المسؤولين، إن المراجعة لا تزال جارية.

وقال ترامب في مارس، إن الوقت قد حان كي تنسحب الولايات المتحدة من سورية بعد الانتصارات على «داعش». وتنشر الولايات المتحدة نحو 2000 جندي في سورية.

لكن في أبريل، كثف ترامب التدخل الأميركي عندما أمر بشن ضربات صاروخية على سورية ردا على هجوم بغاز سام أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مهمة بلاده في سورية لم تنته بعد، ووجودها العسكري في أراضي هذه الدولة سيستمر طالما تحتاج إليه القيادة السورية الشرعية. وقال لافروف، لصحيفة «كلارين» الأرجنتينية، إن «بلادنا ساهمت بصورة حاسمة في دحر البؤرة السياسية العسكرية للإرهاب الذي جسده تنظيم داعش، وبعد ذلك تم، في ديسمبر 2017، سحب الجزء الكبير من المجموعة العسكرية»، موضحاً أن «المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة، ينشط بتشكيلته الكاملة، كما تعمل قاعدتا مطار حميميم ومركز الدعم المادي التقني للأسطول الحربي الروسي في طرطوس».

بدورها، جمّدت فرنسا أمس الأول أصول ثلاثة أشخاص وتسع شركات لتورطها المفترض في برنامج الاسلحة الكيماوية السوري، في حين أكدت 30 دولة اجتمعت في باريس رغبتها في إنشاء آليات لتحديد ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في ختام اجتماع «الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب لاستخدام الأسلحة الكيماوية» التي أنشأتها فرنسا مطلع العام الحالي بعد استخدام الفيتو الروسي في مجلس الأمن «من خلال تجمعنا، نبعث برسالة واضحة مفادها أنه لن يكون هناك إفلات من العقاب لأولئك الذين يقتلون مسلحين أو مدنيين بواسطة الغاز».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «اننا بحاجة الى آلية جديدة ليس فقط لتحديد استخدام الأسلحة الكيماوية ولكن أيضا لتحديد الجناة».

back to top