الإمام النووي... في طفولته فضَّل القرآن على اللعب

نشر في 20-05-2018
آخر تحديث 20-05-2018 | 00:00
No Image Caption
تميز الإمام النووي بالجد في طلب العلم وتحصيله من أول نشأته وفي شبابه، حتى أنه كان من اجتهاده في طلب العلم يقرأ في كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ، وما أدل على نبوغ الإمام النووي وحبه للعلم منذ صغره ورغبته في عدم ضياع وقته دون تحصيل ما ذكره عنه شيخه في الطريقة الشيخ ياسين بن يوسف الزركشي قال: رأيت الشيخ محيي الدين، وهو ابن عشر سنين، والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي، لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فوقع في قلبي حبه، وجعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، قال فأتيت الذي يقرئه القرآن فوصيته به، وقلت له: هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه، وأزهدهم، وينتفع الناس به، فقال لي: منجم أنت؟ فقلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك، فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن.

وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، الشيخ فهمي عبدالقوي: "بهذا الموقف الرائع يضرب لنا الإمام النووي مثالا للطفل المسلم الذي ينبغي أن يكون، ولنا أن نتصور أن هذه السن سن الطفولة ينظر لها عند البعض على أنها سن اللعب والحركة والطاقة والحيوية واللهو البريء والمرح فقط، ولكن هذا الكلام النظري لا ينطبق على الإمام النووي، فعندما كان طفلا صغيرا كان يرفض اللعب مع الأطفال، وكان يفضل حفظ القرآن الكريم على اللعب مع الأطفال، رغم أنه في سن الطفولة واللعب، ولا يكتفي بالرفض، بل يصل به الأمر إلى البكاء والهرب حتى ينجو بنفسه منهم ومن إجبارهم له لكي يلعب معهم، وليس هذا الموقف إلا مؤشرا واضحا على أن هذا الطفل الصغير سيصبح شيئا كبيرا في المستقبل القريب".

وتابع: ذكر والده أن الشيخ النووي كان نائما إلى جنبه وهو ابن سبع سنين ليلة السابع والعشرين من رمضان، فانتبه نحو نصف الليل وأيقظني وقال: يا أبي ما هذا الضوء الذي قد ملأ الدار؟ فاستيقظ الأهل كلهم، فلم نرَ شيئًا، فعرفت أنها ليلة القدر.

back to top