خاص

عبدالحسين عبدالرضا... كالقابض على الجمر في «الأقدار» (4 - 5)

حمود الطواش يُتهم بالتزوير ويدخل السجن

نشر في 20-05-2018
آخر تحديث 20-05-2018 | 00:06


لم يعتد المشاهد أو المستمع في دولة الكويت، أو الخليج، غياب الفنان عبدالحسين عبدالرضا خلال الدورة الرمضانية، لأن الفنان الراحل كان شديد الحرص على الإطلالة الرمضانية تلفزيونياً أو إذاعياً، نظرا لارتباط أعمال الفنان بهذا الشهر الكريم منذ عقود. وإن كان شهد غيابه في فترات سابقة فلأسباب صحية، أو لعدم توافر عمل جيد يطل من خلاله على مريديه.

اقرأ أيضا

ومع حلول شهر رمضان سنقترب من الذكرى الأولى لوفاة النجم الكبير بوعدنان الذي فقده محبوه في شهر أغسطس من العام الماضي، وهنا تستذكر "الجريدة" عملاق الكوميديا الخليجية، عبر خمس حلقات تسلط الضوء فيها على مجموعة من الشخصيات التي جسّدها، خلال مشواره الممتد نحو 60 عاماً من الإبداع والتألق والنجومية.

وفي الحلقة الرابعة نسلط الضوء على مجموعة شخصيات لعبها الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مشواره الفني، منها شخصية حمود الطوّاش وبوردح وجاسم التنديل... وجسّد في مسلسل "قاصد خير" شخصية بوردح، ساعي البريد الانتهازي الوصولي الذي يتظاهر بمساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم، بينما هدفه الحقيقي هو المصلحة الشخصية، فهو يجري لاهثاً لجمع الثروة، متبعاً أي طريق يحقق من خلاله ما يريد، حتى لو كان ذلك على حساب مصير الآخرين. في حين لعب بوعدنان، في مسلسل "الأقدار"، دور حمود الطوّاش الذي يتعرض لمشكلات كثيرة في حياته، لاسيما عقب ضياع جزء من ثروته، فيبدأ بالخضوع لواقع الحياة، لكن هذا القبول يكون على مضض وكأنه كالقابض على الجمر، حالماً أن تسنح له الظروف بفرصة يصحح بها الأوضاع ويعود إلى قائمة سادة القوم وتجارها، وخلال هذا العمل يقدم الراحل أداءً جميلاً يمزج بين التراجيديا والكوميديا، وتمضي الأحداث بين أخذ ورد، يعيش فيها حمود متذبذباً، لكنه يستثمر كل الظروف التي تحدث، فيقوم بالتزوير والتلفيق للوصول إلى هدفه.

وعلى النقيض من شخصية الطواش، قدّم الراحل في مسلسل "التنديل" شخصية جاسم التنديل، الرجل العصامي الذي كوّن نفسه من خلال العمل في البحر وأصبح تاجراً كبيراً، لكن يُمنى بخسارة مالية وتتردى أوضاعه المادية وتنعكس على حياته وأولاده وأقربائه، ويتعرض لمؤامرات من تجار السوء، محاولين تحطيم معنوياته وإذلاله، لكنه يواجه الصعوبات بحنكة وحسن تدبير، ولا يتخلى عن مبادئه، ولا يحيد عن طريق الصواب، ويحتفظ برباطة جأشه وحكمته وصلابته، رغم قسوة الظروف وصعوبتها. وفيما يلي التفاصيل:

قدّم الفنان عبدالحسين عبدالرضا شخصية حمود الطوّاش في مسلسل «الأقدار» الذي يتناول مجموعة من المشكلات اليومية التي تواجه أفراد المجتمع الخليجي أو العربي، ويجسد في هذا العمل دوراً جميلاً يمزج بين التراجيديا والكوميديا، فهو شاب يطمح إلى الاستيلاء على أموال زوج شقيقته خليفة الدهان «بودعيج»، ثم الحصول على الدكان «العمارة»، لكن ثمة عراقيل تحول دون ذلك، فهو مجرد شريك في هذا المحل، إضافة إلى أن عيسى شقيق خليفة الدهان هو بمثابة المشرف على الحسابات مع حمود في «العمارة»، وبينما يخطط حمود للوصول إلى هدفه تحدث بعض المشكلات التي تعكر صفو العلاقة بينه وبين خليفة، لاسيما موضوع عدم انجاب شقيقته منيرة، ويحاول حمود البحث عن علاج لهذه المشكلة، ليس حباً في بو دعيج بل رغبة في الوصول إلى هدفه والحصول على المال ثم شراء نصيب خليفة الدهان، الذي يمثل ضعفي قيمة نصيب حمود وشقيقته في العمارة.

ابن الطواش عانى تقلبات الزمن وفقد الكثير من أمواله بعدما كان يعيش حياة هانئة ومرفهة، فاسمه «الطوّاش» يدل على الغناء والثراء، فمفردة الطوّاش تعني بائع اللؤلؤ، بمعنى أنه يعيش حياة مختلفة عن الآخرين، لكن ثمة ظروف دفعت والده إلى خسارة أمواله، يتقبل حمود ما يجري له ويكون قبوله كالقابض على الجمر، فهو لا يستطيع الاعتراض على ما يحدث ويقبل، لكن على مضض، وتمضي الأحداث لتصب في مصلحة حمود، فيغرق مركب بن عيدان الذي يحمل بضاعة لخليفة الدهان، ويخسر كل أمواله، وهنا يأتي حمود مطالباً خليفة بسداد دين 5 آلاف روبية كان اقترضها خليفة من منيرة شقيقة حمود، فيعرض عليه أخذ نصيبه في المحل بدلا للمديونية، ويتحقق بذلك مراد حمود ويصبح المحل خالصاً له، لاسيما أن شقيقته تمر بحالة صحية حرجة وستموت قريباً.

وتنقلب الأوضاع رأساً على عقب؛ يصبح خليفة عاملاً في الدكان، ويحاول حمود الانتقام منه فيبدأ بممارسة سلطاته عليه، وتحدث خلافات كبيرة بينهما.

تمضي الأحداث ويحقق حمود أرباحاً طائلة وتتوسع تجارته، بينما يعيش خليفة أياماً صعبة قبل أن تبتسم له الحياة من جديد، وتستمر الدراما إلى أن يزج حمود الطوّاش في السجن لارتكابه جريمة التزوير في أوراق رسمية.

خلال المسلسل قدم الثنائي عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج عملاً رائعاً، كما تميز دور الفنان عبدالعزيز النمش الذي لعب شخصية منيرة، وإضافة إلى ذلك أبدع الفنان إبراهيم الصلال في دور بوراشد الذي اشتهر بشخصية الراوي في العمل، ومن أبرز المشاهد التي لا تبرح ذاكرة المشاهد مشهد حكاية «بنت الخباز».

يشار إلى أن مسلسل الأقدار بطولة عبدالحسين عبدالرضا، الذي يجسد دور حمود الطوّاش، وسعد الفرج في دور خليفة الدهان، وغانم الصالح في دور عيسى الدهان، والفنان عبدالعزيز النمش في دور منيرة الطوّاش، والفنان إبراهيم الصلال في دور بوراشد، والفنان خالد العبيد في دور بن شطان والفنان سمير القلاف، تأليف وسيناريو وحوار عبدالحسين عبدالرضا، ومن إخراج فيصل الضاحي.

أبو الملايين

لعب الفنان عبدالحسين عبدالرضا دور صقر في مسلسل «أبو الملايين»، ومن خلاله عاد إلى الشاشة في الدورة الرمضانية، والمسلسل اجتماعي تدور أحداثه ضمن قالب كوميدي خفيف، ويسلط الضوء على مجموعة من المشاكل الاجتماعية ويناقش العمل تأثير المال في الحياة الاجتماعية، ويستعرض العمل نماذج متنوعة تهدف إلى الثراء فلا تكل ولا تمل في سعيها الدؤوب نحو بلوغ هدفها.

وكان الفنان عبدالحسين عبدالرضا قال عن العمل: «تأتي مشاركتي في «أبو الملايين» بعد انقطاع دام نحو 3 أعوام عن العمل التلفزيوني، وما حفزني للعودة وجود الفنان ناصر القصبي في المسلسل، وكذلك عدد آخر من الفنانين أقدرهم، فهم من نجوم الساحة الفنية، كما أن ثمة عوامل أخرى ساهمت في هذه الإطلالة الرمضانية، منها الإمكانات الإنتاجية الكبيرة التي توافرت لإنجاح العمل، ووجود مخرج مبدع هو محمد دحام الشمري. وإضافة إلى ذلك، فإن المسلسل يعرض على شاشة MBC خلال الشهر الكريم، وهي الشاشة التي أحبها وتربطني بها وبالقيمين عليها علاقات وطيدة».

بدوره، قال الفنان السعودي ناصر القصبي عن مشاركته في المسلسل: «كنت أبحث منذ فترة عن نص متكامل تجتمع فيه جميع عناصر الكوميديا الاجتماعية، ويناقش هموم الناس وقضاياهم، ويمس قلوب المشاهدين وعقولهم بسلاسة وأريحية، وبلا تكلف أو مغالاة، فحينما عثرت على العمل لم أتردد في تقديمه، لاسيما عقب موافقة أيقونة الكوميديا الخليجية الفنان عبدالحسين عبدالرضا للمشاركة في العمل».

مسلسل العافور

ولعب الراحل شخصية «بو غازي العافور» في مسلسل «العافور»، وتدور أحداثه في قالب اجتماعي كوميدي من خلال الأحداث والمفارقات التي تواجهها عائلة العافور، التي كل أفرادها يعشقون الابتسامة، لكنها ابتسامة من قهر وضحك من واقع معاصر، وهو بمنزلة رصد يوميات عائلة متشعبة ومتفرعة تعيش على هذه الأرض، في إحدى المناطق التي نثرت الحضارة جمالها على بيوتها وشوارعها، وغيرت أشياء في ظاهر أهل الكويت البسطاء، الجد عبدالله بوغازي العافور والجدة ميس كمر، والأبناء والأحفاد لا يزالون يتشبثون بماضيهم الجميل.

وتنطلق الأحداث التي صاغها قلم الكاتب طالب الدوس، وتدخل بوعدنان في إعادة رسم خريطة طريقها، بما يتناسب والأوضاع الراهنة، فالنص صيغت أحداثه منذ ستة أعوام قبل تنفيذ العمل، ولابد من التدخل الجذري في الأحداث مع المحافظة على العمود الفقري للفكرة. المسلسل لا يخلو من الإسقاطات السياسية الكوميدية التي نراها عادة في أعمال الفنان عبدالحسين عبدالرضا.

يذكر أن مسلسل «العافور» تأليف: طالب الدوس، ومن إعداد عبدالحسين عبدالرضا، وأخرجه: عباس اليوسفي، وبطولة: عبدالحسين عبدالرضا، وحسن البلام، وأحمد السلمان، وهيا الشعيبي، وميس كمر، وأحمد الفرج، ومحمد صفر، وفوز الشطي، ومحمد الرمضان، وعبدالله الخضر، وعبدالله الرميان، وسهام البدر. وإنتاج: شركة مركز الفنون، بالتعاون مع تلفزيوني الكويت ودبي.

جاسم التنديل يتغلب على الظروف الصعبة

قدّم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا مسلسل «التنديل» الذي جسد فيه شخصية بو محمد جاسم التنديل، الرجل العصامي الذي كوّن نفسه من خلال العمل في البحر، وأصبح تاجراً كبيراً. في ذلك الوقت كانت السفن شراعية وتحتاج إلى صبر وجلد وحكمة وصلابة، وكان البحارة أحياناً، بفعل الرياح، يعجزون عن مغادرة المكان الذي هم فيه أو البلدان الأخرى مدة ستة أشهر أو أكثر، ما يتسبب في إفراغهم من النقود وفي التفتيش عن مصدر لسد حاجاتهم.

وتدور أحداث المسلسل حول جاسم التنديل وأولاده، وكيف غدر به الزمن بعدما كان غنياً له وزنه وثقله بين التجار. يُمنى بخسارة مالية عندما يغرق المحمل الذي يحتوي على بضاعته، فتغرق البضاعة ويموت البحّارة وتتردى أوضاعه المادية وتنعكس على حياته وأولاده وأقربائه. يحاول تجار السوء محاربته وإذلاله وتحطيم معنوياته لأنه كان رجلاً معروفاً في المجتمع، لكنه يواجه الصعوبات بحنكة وحسن تدبير.

تسير الأحداث ضد جاسم التنديل، لكنه لا يتخلى عن مبادئه ولا يحيد عن طريق الصواب، فهو مجبول عليه، ومن الصعب أو من المستحيل أن يفعل ما ينكره على الآخرين، فيحتفظ برباطة جأشه وحكمته وصلابته برغم قسوة الظروف وصعوبتها.

يتكوَّن المسلسل من 30 حلقة من انتاج تلفزيون دولة الكويت، ويناقش فترة ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته، إذ كانت الحياة صعبة جداً قبل ظهور البترول.

يذكر أن العمل من تأليف فالح الهاجري، سيناريو وحوار فايز العامر.

إخراج: محمد دحام الشمري. مخرج مساعد: سلطان خسروه، مخرج منفذ جمعان الرويعي، وانتاج: تلفزيون الكويت، منتج منفذ مركز الفنون.

بطولة: عبدالحسين عبدالرضا، وعبدالعزيز جاسم، وجاسم النبهان، وابراهيم الحربي، وعبدالمحسن النمر، وعلي البريكي، وحمد ناصر، وليلى السلمان، وأحلام حسن، وهيا الشعيبي، وشيماء سبت، وعبير الجندي، وملاك، ومها حميد، وفهد العبدالمحسن، وحسن عبدالرسول، وشهاب حاجيه، ويعقوب عبدالله، ونواف الشمري، وعبدالله الباروني، وعبدالله التركماني، وأسامة المزيعل، وعبدالله البدر، ومبارك سلطان، ومصطفى أشكناني، وطاهر النجادة، وعبدالله غلوم، ومحمد الشطي.

المقدمة الغنائية: كلمات ساهر، الألحان والموسيقى التصويرية د. عامر جعفر، غناء الفنان حسين جاسم.

بوردح ساعي البريد في «قاصد خير»

مزج الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسلسل قاصد خير بين التراجيديا والكوميديا، من خلال شخصية «بوردح» ساعي البريد الانتهازي الوصولي الذي يتظاهر بمساعدة الناس والوقوف إلى جانبهم، بينما هدفه الحقيقي هو المصلحة الشخصية، فهو يجري وراء جمع الثروة، متبعاً أي طريق يحققها من خلاله، حتى وإن كان ذلك على حساب مصير الآخرين.

ويطرح المسلسل العديد من القضايا، ومنها قضية جشع التجار، وحب المظاهر والاقتراض فقط لأتفه الاسباب، كما تناول العمل قضية عدم التكافؤ في السن عند الزواج، وسوء استغلال البعض لمكاتب العمالة المنزلية.

إلى ذلك، سلّط المسلسل الضوء على قضية تدهور الذائقة العامة للجمهور عبر سماع أغنيات لا ترتقي بالفرد، بل تضعه في مكانة غير مناسبة.

وحدثت مفارقة كبيرة في هذا العمل، إذ جرى تصويره قبل الغزو العراقي بفريق عمل مختلف، لكن عقب تحرير الكويت قرر بوعدنان إعادة تصوير العمل بفريق عمل جديد، وبدأ تنفيذه في عام 1993.

يشار إلى أن فكرة العمل للفنان سمير القلاف، بينما كتب السيناريو والحوار عبدالحسين عبدالرضا، وتولى الإخراج يوسف حمودة. وشارك في بطولة العمل عدد كبير من النجوم منهم الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وحياة الفهد، وعبدالرحمن العقل، وغانم الصالح، ومريم الصالح، وخليل إسماعيل، ومريم الغضبان، ومحمد السريع، وعبدالإمام عبدالله، وعلي المفيدي، وجمال الردهان، ومحمد حسن، وسمير القلاف، ومحمد جابر، وداود حسين، وانتصار الشراح، وفرح علي، وأسد محمود، ونواف الشمري، وسماح، وأحمد السلمان، وأحمد الهزيم، وغيرهم.

ابن الطوّاش عانى تقلبات الزمن وفقد الكثير من أمواله

مشهد «بنت الخباز» من المشاهد التي لا تبرح ذاكرة الجمهور

حمود ينتقم من خليفة الدهان عقب تعرضه لأزمة مالية كبيرة
back to top