السعودية للسعوديين

نشر في 19-05-2018
آخر تحديث 19-05-2018 | 00:00
 حمد الدرباس المملكة العربية السعودية دولة مستقلة، لها أمنها ومصالحها التي تحرك سياساتها الخارجية، وهي ليست مسؤولة عن بقية الدول العربية والإسلامية، وليس المجال هنا للدخول عميقاً في تفاصيل الأمثلة على الدول التي تقدم مصالحها الوطنية على باقي القضايا كتركيا التي لها مصالحها المباشرة مع إسرائيل وإيران وروسيا، بالرغم مما ترفعه من شعارات زائفة ضد هذه الدول.

ربما لا يعرف الكثيرون عن الاتفاقية التركية- الإسرائيلية التي تمنع عناصر "حماس" من القيام بأي نشاط معادٍ لإسرائيل من داخل الأراضي التركية، كمثال على طبيعة ما لدينا من عنتريات خطابية حول المقاومة الإسلامية للعدو الصهيوني!

لو أمعنا النظر في حالة المنطقة لوجدنا أن السعودية تعاني بشكل مباشر العداء الإيراني واستنزاف حرب اليمن لمقدراتها، وهو الأمر الذي تغذيه إيران بهدف إضعاف السعودية على المدى الطويل، في الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل حليفا طبيعيا بموقفها المعلن من السياسات الإيرانية في المنطقة، وبالتالي توازيها مع المصلحة الأمنية للسعودية.

كما أن السعودية لم تمتنع عن عقد اتفاقات عسكرية ضخمة بالرغم من ابتزازات ترامب، وذلك بهدف ضمان تدفق السلاح واستمرار المقاومة السعودية للتنامي الإيراني في اليمن، في الوقت الذي ناقشت فيه عدة برلمانات غربية مسألة حظر بيع السلاح للرياض.

ولكن كل هذه الظروف لم تمنع ذوي الأيديولوجيا القومية والإسلامية من توجيه انتقاداتهم للسياسة الخارجية السعودية، وغض هؤلاء النظر عن السياسات الإيرانية والروسية والتركية التي تقطع الطريق على أي آمال في الاستقرار، وإعادة البناء والنهضة، وبالتالي التقارب ثم التعامل مع القضية الفلسطينية على هذا الأساس.

وعلى ذلك فإن الحكومة السعودية مطالبة بالاستمرار في العمل لمصلحة الشعب السعودي وأمنه ونهضته بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، فتكون السعودية للسعوديين كما كانت الكويت للكويتيين بعد خيانات القومجية العرب والإخوان الإسلاميين، أما قضايا الأمة فهي متروكة لذوي العنتريات من الفرس والأتراك والعرب!

back to top