الصدر والحكيم يشكلان نواة «أكبر الكتل» لحكومة تكنوقراط

● زعيم التيار الصدري: فوزنا أزعج الكثيرين
● ائتلاف المالكي يدعو العبادي إلى التخلي عن «الثانية»
● مكتب رئاسة الحكومة يدعو مفوضية الانتخابات لعدم التسبب في إرباك الأوضاع الأمنية

نشر في 19-05-2018
آخر تحديث 19-05-2018 | 00:06
الصدر مستقبلاً الحكيم في النجف أمس الأول  (أ ف ب)
الصدر مستقبلاً الحكيم في النجف أمس الأول (أ ف ب)
استقبل الرجل الأقوى في العراق بعد الانتخابات، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، في أول لقاء سياسي له على هذا المستوى بعد الاقتراع. وسيشكل الرجلان اللذان يملكان معاً حوالي 70 نائباً النواة الصلبة للكتلة الأكبر التي يفترض أن تسمي رئيس الحكومة الجديد.
في إشارة قوية إلى شكل التحالفات، التي ينوي نسجها لتشكيل حكومة عراقية جديدة، التقى الرجل الأول في العراق بعد الانتخابات رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، أمس الأول، زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وجدد تأكيده أنه سيدفع باتجاه تشكيل «حكومة تكنوقراط أبوية».

والحكيم محسوب على تيار الاعتدال الشيعي، وانضمامه إلى الصدر، الذي كان الفائز الأكبر في الانتخابات، التي جرت في 12 الجاري، يشكل «النواة الصلبة» لـ«الكتلة الأكبر» التي يسعى الصدر إلى تشكيلها في البرلمان، التي تسمي حسب الدستور العراقي رئيس الحكومة الجديد.

وتفيد التقارير بأن الصدر يجري فعلاً اتصالات مع كتلة النصر بزعامة رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، وأنه يؤجل اللقاء بينهما لأن العبادي لا يزال رئيس حكومة، وأن اللقاء قد يتم بعد أن تستقيل الحكومة وتتحول إلى تصريف الأعمال بعد انتخاب هيئة رئاسة المجلس النيابي الجديد.

وكان لافتاً اتصال تلقاه الصدر، أمس الأول، من رجل الأعمال السني القوي خميس الخنجر، الذي اتهم من قبل فصائل شيعية مقربة من إيران بأنه داعم لـ»داعش».

كما أبدى وزير الدفاع السابق خالد العبيدي استعداده للدخول في أي تحالف مع الصدر، وقال إنه ينتظر أن يتم ذلك بحماس.

حكومة أبوية

وبعد لقاء الحكيم في النجف، قال الصدر في مؤتمر صحافي مشترك:»سنشكل حكومة تكنوقراط أبوية»، مضيفاً أن «الشعب العراقي مقبل على صفحة جديدة لبناء عراق موحد».

وفي لفتة إلى الذين قاطعوا الانتخابات، التي تميزت بأدنى نسبة مشاركة منذ سقوط الدكتاتور صدام حسين، قال الصدر: «أشكر الجميع، حتى الذين عزفوا عن المشاركة في الانتخابات كي لا يعطوا أصواتهم للفاسدين».

من جانبه، قال الحكيم: «ناقشنا شكل الحكومة القادمة والتحالفات المستقبلية»، مؤكداً أن «توجهنا وطني عابر للمكوناتية وسنتجاوز المذهبية لبناء حكومة وطنية».

وأضاف أن «الحكمة وسائرون سينطلقان للتباحث مع القوى الأخرى لتشكيل الحكومة»، مشدداً على ضرورة «تشكيل حكومة ضمن الأسقف الزمنية». وتابع أن «التراجع النسبي في التصويت بالانتخابات هو رسالة الرغبة في وجوه جديدة».

أزعجنا الكثيرين

وبعد ساعات من لقاء الحكيم، عاد الصدر إلى «تويتر» حيث بات العراقيون ينتظرون تغريداته على طريقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد الصدر أن فوز ائتلاف سائرون في الانتخابات النيابية «أزعج الكثير»، وأكد أن ماض بـ«الإصلاح ولن يتنازل».

وكتب الصدر: «فوزنا أزعجَ الكثير... فأسألكم الفاتحة والدعاء»، مضيفاً: «نحن ماضون بالإصلاح ولن نتنازل».

واستدرك بالقول: «لكن أقول لهم: خذوا المناصب والكراسي، وخلّولي الوطن»، وختم تلك التغريدة بوسم «سلامة العراق واجبي».

دولة القانون

إلى ذلك، كشف النائب عبدالهادي السعداوي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أمس، عن وجود تفاهمات «عالية المستوى» مع ائتلافي الفتح بزعامة هادي العامري والحكمة لتشكيل الحكومة، مشيراً في ذات الوقت إلى أن التفاهمات «بسيطة» مع ائتلاف النصر، فيما أكد أن ائتلافه ليس لديه خطوط حمراء على أي طرف للانضمام إليه «شريطة إيمانه بالأغلبية السياسية».

وقال السعداوي، إن «تخلي حيدر العبادي عن رغبته برئاسة الوزراء سيجعله قادراً على الدخول ضمن التحالف، الذي يتم تشكيله هذه الأيام»، لافتاً إلى «إصرار العبادي على ولاية ثانية، فنعتقد أن جميع الكتل السياسية رافضه لتوليه دورة ثانية مما يجعل هذا الأمر عائقاً أمام التفاهمات مع الكتل الأخرى».

العبادي

من ناحيته، أكد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن أعضاء مفوضية الانتخابات بينهم سعيد الكاكائي أكدوا عدم تعرضهم للتهديد، في حين دعا المفوضية إلى توخي الدقة بنقل المعلومات.

وقال المكتب في بيان: «في ضوء ما أرسلته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بكتاب رسمي بخصوص تهديدات تعرّض لها عضوان في المفوضية، إضافة إلى مكتب كركوك، نود أن نبين بأن المفوضية لم تذكر في كتابها نوع التهديد، الذي تعرّض له أعضاء مجلس المفوضين ومن هي الجهة القائمة بالتهديد». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية لم تتسلم أي إشعار بوجود تهديد قبل إعلانها في وسائل الإعلام».

وأكد البيان أنه «رغم ذلك وجّه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وبشكل فوري بالتحقيق بالتهديدات المذكورة» وأكد أن «المراكز الانتخابية ومكاتب المفوضية في كركوك مؤمّنة بشكل كافٍ من جهاز مكافحة الإرهاب».

ودعا المكتب مفوضية الانتخابات إلى «توخي الدقة والحذر في نقل المعلومات وعدم التسبب في إرباك الأوضاع الأمنية خصوصاً في هذه الفترة الحساسة».

back to top